عندما كنت طالباً جامعياً و خلال ندوة سياسية ناقشت الديمقراطية في اليمن و التي شارك بها الشهيد / جار الله عمر وعقب جدال طويل وحاد دار حينها بين الشهيد / جار لله عمر و بين احد الدكاترة التابعين لحزب الإصلاح والذي كان يفند طرح جارالله عمر مؤكداً بان الديمقراطية بدعه و بانها في الاسلام شورى ولا شئ آخر، وبدوري كمستمع تعاطفت مع عقلية جار الله عمر الاكثر اقناعاً، ثم داخلتُ معقباً بان مشكلتنا ليست في المصطلحات " الديمقراطية " أم " الشورى " سموها "شورقراطية" ودعونا نمضي للأمام ..! و خلال استراحة تلك الندوة و بينما كنت اتناول بعض من الكعك، فاجئني الشهيد بوضع يده على كتفي وقال لي باسماً أعجبنتي مداخلتك يا بني وبدأ يسألني عن اسمي ودراستي .. ثم جلست معه على الكرسي .. وختم حديثة بدعوتي لحضور نقاشات في منزله، وذهبت إلى منزله 5 مرات بالفعل وكان متواضعاً و مُلهماً و حجة في الفكر السياسي و مرجعية في الفقة والتشريع الإسلامي . وفي آخر لقاء لي معه كان عقب هذا الصدفة التي جمعتني به بحوالي ستة اشهر في مؤتمر يوم حقوق الإنسان الذي سبق أغتياله باقل من شهر .. سألني الشهيد مرحباً بي بابتسامته الروحية البديعه عن أحوالي وعن كيف اواجه التحديات والأنشطة التي تهم الوضع العام .... وعندما قلت له الاحزاب بما فيها الاشتراكي تبحث عن صفقات و غنائم ولا تريد ان تعيد البناء الصحيح ...! قال لي اسمع يا عادل .. " لاتخف " انت الأقوى فخليك " مثابر " فاعداء الوطن لا نصر لهم ..! ثم رن تلفونه بعد ان شعرت بالسعادة و بدوري التفت إلى مهمامي المرتبطة بتنظيم ذلك الحفل براعية ال د / وهيبة فارع وزيرة حقوق الإنسان حينها وضلت .... وماهي إلا أيام حتى قُتل غدراً وبين الجمع ...! شاركت في مراسيم دفنه في الجنازة الاكبر في تاريخ صنعاء .. وكانت عيناي تغمر بالدموع لا لشئ إلا لوجدانه الذي كان يسكن في روحي ..فقد شعرت بانه يحب الناس بصدق و باني وكل يمني خسرت حكيم وطني ..! ان أغتيال جارالله عمر .. هو الجريمة الأولى التي سرقت الأشتراكي إلى احضان المشترك المزيف الذي سُخر لغير ما اراده كبار مؤسسيه و نضال من اجله الشهيد المناضل / جارالله بن عمر . كذلك اتذكر عندما اسمينا في ساحة التغيير احدى الجُمع التي صادفت في عام 2011م موعد ذكرى استشاهده، جن جنون البعض في اللجنة التنظيمية المتأخونة وتم تغيير اسم تلك الجمعة في ليلة الخميس من اسم ذكرى اغتيال الشهيد / جار الله عمر إلى جمعة " الجنوب اليمني " او ما شابه .. حينها نظرت إلى الناشطين الاشتراكيين و هم يغضبون بلا تساؤل عن هذا الخنجر ..! حينها ادركت بان عليّا بان لا " اخاف " وبان " اثابر " بعيداً عن هؤلاء المتاجرون وبلا رهان على هذا المشترك الأعمي الذي لا " نصر " له و بان اليسار التائه بين المبادئ والمواقف غائب عاطفياً، وليت شباب اليسار الصادق والمضلل في هدير الساسة يعلمون من هو الشهيد / جار الله بن عمر وبان المطلوب في هذه الفعاليات هو احياء روحه في صفوفهم وبين الناس، وليس مجرد أحياء ما لا يجدي أحياءه . كما من المؤسف اليوم هو خلو فعالية ذكرى استشهاده من اي حضور حزبي ذو قيمة تمنح لهذا المناضل حقه .. بينما الأغرب هو الغياب التام الغير مبرر لحزب المؤتمر الشعبي العام من هذه الفعالية ..!! الف رحمه عليك ايها الشهيد اليمني الأصيل .. ولا نامت اعين الجبناء ! *عضو اللجنة الأعلامية االأساسية في ساحة التغيير صنعاء لدى الثورة الشبابية اليمنية ( حركة التغيير السلمي ) ومعيد (مدرس) لدى جامعة صنعاء