قال سياسيون وأكاديميون إن جارالله عمر كان انسانا مثقفا ومناضلا اصيلا وسيظل رمزا من رموز بناء الدولة المدنية، فضلا عن كونه متجددا في عمله السياسي الذي نقل الحزب الاشتراكي اليمني لمسارات عمل متجددة وتوسيع ادواره ومهامه. جاء ذلك في ندوة فكرية وسياسية نظمتها منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في مقر الأمانة العامة للحزب بأمانه العاصمة إحياء للذكرى العاشرة لاغتياله، إلى جانب حمله ايقاد مجموعة شموع وورود على روح الشهيد جار الله عمر امام مقر الأمانة العامة للحزب نظمها شباب الحزب الاشتراكي اليوم تكريما لذكرى جارالله عمر الخالدة. وشارك في الندوة بورقتي عمل الأستاذ حسن شكري عضو الأمانة العامة و مسئول الدائرة الثقافية والإعلامية في الحزب ,والدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء . رجل المبادرة الأول وتحدث الاستاذ حسن شكري في ورقته عن حياة الشهيد وأدواره النضالية والسياسية التي لعبها منذ انضمامه إلى حركة القوميين العرب وتأسيس الحزب الديمقراطي الثوري في شمال الوطن حتى الوصول إلى توحيد كل فصائل اليسارية والماركسية في سبعينيات القرن المنصرم وانخراطه في الكفاح المسلح في المناطق الوسطى لدفاعه عن ثورة سبتمبر أكتوبر وما كانت له من أراء قوية حول التواجد العسكري المصري . وقال شكري أن جار الله عمر كان رجل المبادرة الأول وكان يتقبل أراء الاخرين في حرية التعبير ويستشير الأخرين بتواضع كأنه لم يكن ذلك الجل الكبير، مضيفا فنحن نتعهد بتجميع التراث الفكري للشهيد جار الله عمر . مسارات عمل متجددة من جهته قال الدكتور فؤاد الصلاحي: جار الله عمر انسان مثقف ومناضل اصيل وهو فوق هذا كله رمزا من رموز بناء الدولة المدنية وتربطني به علاقات صداقة منذ عام 94 حين تعرفت عليه عن قرب في القاهرة اضافة إلى انه رفيق في مسار سياسي حيث ننتمي معا الى المدرسة الفكرية والمرجعية الفلسفية مع الفارق انني لست مرتبطا تنظيميا بالحزب حاليا. وأوضح الصلاحي أن جارالله محل تقدير واعجاب من كل من اقترب منه او تحاور معه وكان اثناء وجوده بالقاهرة عقب حرب 94 محل تقدير كل المثقفين والسياسيين الذين استمعوا له او تحاور معهم وهو صاحب موقف سياسي وايديولوجي ضمن مسار مدني بأفقه الانساني وصاحب رسالة فكرية وسياسية ضمن تيار حزبي عمل في قيادته وهو صاحب موقف انساني.. وهو مثقف ملم بأصول الثقافة السياسية والثقافة الدينية بتاريخيتها وبالأفق المعاصر للفكر السياسي والفلسفي. واشار الصلاحي الى دور جار الله عمر في تعزيز مسار الحزب بعد حرب 94 وآرائه النقدية والمتقدمة في خط الحزب الاشتراكي ناهيك عن رؤيته لنمط جديد من التحالفات السياسية في اليمن فهو مهندس اللقاء المشترك وهذا عمل نوعي في سياق مجتمعي لم يألف هذه التحالفات منذ سنوات طويلة. وأضاف:من هنا فهو مجدد في عمله السياسي المستهدف نقل الحزب لمسارات عمل متجددة وتوسيع ادواره ومهامه لكن الحزب في قياداته ومؤسساته لم يكملوا هذا المسار وفقا لجمود حزبي دفع بالحزب للوقوف محله والاكتفاء بمهام ووظائف تقليدية تشعر الاخرين بحضور الحزب لكن دون الفاعلية والمبادرات. وقال الصلاحي مضيفا الفاعلية كانت سمة للشهيد جار الله عمر فكان يمتلك روح المبادرة فهو من اوائل من قال بالتعددية الحزبية وتعددية المنابر داخل الحزب قبيل عام 90 وهو قبل حرب 94 كتب دراسة وتقريرا سياسيا هاما عن مصير الوطن ومصير الحزب واتمنى ان يتم نشر دراساته في صحيفة الحزب والموقع الالكتروني ايضا . تحديات اليسار كما تحدث الدكتور الصلاحي عن التحديات الراهنة لليسار في اليمن وموقعه من المشهد السياسي ومدى فاعليته خلال العامين الماضيين ورؤية مستقبلية تتجدد معها الدعوة ليسار جديد ضمن تحولات المشهد السياسي محليا واقليميا بل وعالميا وهنا نتساءل عن استعداد الحزب للولوج مرحلة جديدة وهل تصلح القيادات التقليدية والحرس القديم وان تكون فاعلة في قيادة حزب في الافكار وما يتطلبه ذلك من اعادة بناء التنظيمات الحزبية عامة والاشتراكي خاصة وفق هذين المتغيرين ام ان الحزب سيظل يسحب اشكالاته السابقة وحمولته من قيادات الستينات والسبعينات من القرن الماضي الى العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين . واضاف: ولعل تجديد البناء التنظيمي للحزب مع تجديد رؤاه الفكرية والسياسية يتطلب ان يعيد الحزب النظر في تحالفاته السياسية بل واعادة رسم الخارطة الحزبية والسياسية وفق متغيرات المشهد السياسي الناجم عن ثورة الشباب .فلا يعقل ان تظل تحالفاته التقليدية عقب هذا المتغير الكبير وتداعياته وهنا على الحزب لعب دور اساسي واصيل في قيادة المشروع المدني وخلق اصطفاف حزبي ومجتمعي وفق هذا المسار والا سيتم الاستيلاء على المشهد السياسي من اخرين مناهضين للمدنية وللدولة الوطنية وسيجد الحزب نفسه في اطار التبعية لهذه القوى ان لم تعمل على ازاحته من المشهد بشكل عام . كما دعا الصلاحي الامانة العامة للحزب إلى طباعة كل ماكتبه جار الله عمر وماكتب عنه من قبل آخرين في الداخل والخارج وان يتم تشكيل فريق لهذ الغرض .فالكتابة عن الشهيد هي ذاتها كتابة وسجل للحزب نفسه ودوره ومساره الوطني والسياسي . في سياق متصل بإحياء يشار إلى أن نظم شباب الحزب الاشتراكي مساء اليوم حمله ايقاد مجموعة شموع وورود على روح الشهيد جار الله عمر امام مقر الأمانة العامة للحزب كتكريم لذكراه الخالدة.