شيعت مدينة رداع بكل اطيافها وتوجهاتها بكل رجالها واطفالها ظهر اليوم جثمان الشهيد حسين محمد الحمري الى مثواه الأخير بمقبرة المدينة وسط حضور شعبي كبير واستنكار وتنديد من قبل جميع شرائح المجتمع الرداعي . والذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة يوم امس الاثنين وهو داخل متجره وسط المدينة ؛ ثم فروا على متن سيارة جيب مقفص رصاص الى جهة مجهولة . الجدير ذكرة ان والد الشهيد صالح محمد الحمري قد قتل في نفس المتجر على اثر ثأر قبيلي بين قبيلة حمرة التي غادرها من عقود مع قبيلة جنوبية " الرداما " من بضع سنوات . ولم تفصح اي جهة قبيلة او امنية عن القاتل حتى الان . وقد ساد موكب التشييع علامات الحزن الشديد وهم يودعون شخصية أخلاقية متواضعة يحبها الناس ويشهد له الجميع . ( وداعاً يا صديق المصحف ورفيق المسجد) ناصر الصانع حسين محمد احمد الحمري!!!!!!! في ذمة الله سابكيك يا صديقي .... كما تبكي النساء والأطفال !!!!!! وأزيد .. سأبكيك يا صديقي بدل الدموع دماً .... لو كان البكاء يجدي او يفيد !!!!!!! لما عرفته منك وسمعته عنك .. من ذكرى خالدة وسمعة عطرة ... يعرفها الجميع .... لم تمنعك كثرة مشاغل الحياة.. من دورك الفعال في قضايا المجتمع ومساهمتك الفعالة في البناء والتنمية والتفاتك الى هموم الناس ومعاناة الآخرين بأعمال الخير والبر .. لم تمنعك زحمة الاعمال .. من إلتحاقك بالمسجد في كل الفروض .. ومن وردك القراني اليومي ... فكنت الاول دخولاً الى المسجد والآخر خروجاً منه... ما تركت صلاة الفجر في المسجد يا جار المسجد ... كما لم تمنعك متطلبات التجارة وكثرة ارتباطاتها من مخالطة الآخرين في تواضع وحسن معاملة ... جمعت بين حسن السمت وجمال الابتسامة !!! فكنت قليل ما تتحدث ... كثيراً ما تبتسم !!! حتى ودعت الدنيا والابتسامة تعلو وجهك الوضاء الذي لا يزال يقطر من وضوء صلاة العصر اخر الفروض التي اديتها مع الجماعة في المسجد ....... ودعت الدنيا... يا صديقي ... وانت رافع بإصبعك السبابة اليمنى .. توحيداً لله . لانها توعدت على ذلك كثيراً..... . ودعت الدنيا ... والناس كل الناس يذكرونك بأجمل الصفات وينعتونك بأعظم المحاسن ويصفونك بإعذب العبارات وأرقى الكلمات .. ودعت الدنيا .. فسار الجميع خلف جنازتك بكل توجهاتهم واختلافاتهم ومناكفاتهم ...بل حتى المتناحرين حضروا ليودعوك الوداع الأخير ويلقون عليك النظرة الأخيرة ... لأنك باختصار شخص لا يختلف عليه اثنان !!!!! حياتك ... كلها ... محبة وسلام .. مودة ووئام ...استقامة والتزام ... ورع وتقوى ...... . ودعناك اليوم .. يا صديقي .. والكل يلعن من غدر بك ... ويرفع يده بالدعاء لك.. . ودعناك ونحن نلعن كل من يسفك الدماء ويتجرأ على حدود الله ويتعدى على الحرمات .... ودعناك ... وعزائنا فيك ... انك قتلت مظلوماً ..... قتلت وانت تكره القتل ... وتبغض الغادرين قتلت وانت .. تحمل رسالة السلام وتعاليم الإسلام !!! فعليك منا جميعاً يا صديقي السلام ورحمته وبركاته....