منظمة أمريكية تتهم الحرس الثوري الإيراني بنقل مقاتلي حزب الله لصعدة عبر طرق بحرية ملتوية تعتمد على إريتريا كمحطة ترانزيت لليمن وجه تقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية، المعروفة باسم "ستراتفور"، الاتهام إلى النظام الإيراني بتقديم أسلحة ومعدات للحوثيين، مؤكدا أن الحرس الثوري الإيراني يتولى نقل مقاتلين من حزب الله اللبناني إلى محافظة صعدة اليمنية. واوضح التقرير أن إيران تنقل أسلحة عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الاريتري، ويلتوي شرقا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن، إلى مدينة شقراء، التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برا إلى شمال مدينة مأرب وسط اليمن، وبعدها إلى محافظة صعدة، الواقعة على الحدود السعودية - اليمنية. وأشار التقرير إلى الارتباط بين طهران وأسمرة، حيث تتهم واشنطن والعواصم الغربية الكبرى، اريتريا بدعم الإسلاميين من حركة شباب المجاهدين، والحزب الاسلامي في الصومال، وتمنع بذلك الحكومة الشرعية من بسط سيطرتها على أراضي الدولة، ويؤكد التقرير تحول إريتريا إلى محطة "ترانزيت" لنقل الأسلحة سواء إلى حركة حماس في غزة، عبر الطريق البري، وإلى الكتكردين الحوثيين عبر البحر. وكان الاتحاد الأفريقي دعا الأممالمتحدة في مايو الماضي، إلى فرض عقوبات دولية على اريتريا، لدعمها الجماعات الإرهابية في الصومال، وسعيها لإسقاط حكومة شيخ شريف شيخ أحمد الشرعية، كما قدمت أوغندا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، مسودة قرار للمجلس خلال الأسبوع الماضي، يدعو إلى فرض عقوبات على اريتريا، تتضمن حصارا على توريد الأسلحة، وتجميد أصول مالية، وحظر سفر مسؤولين من النخب العسكرية والسياسية، وهو ما قد يؤدي إلى إعاقة التمدد الإيراني في أفريقيا والبحر الأحمر، في حال إقراره. وحذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أغسطس الماضي، حكومة أسمرة، من مغبة مواصلتها دعم الجماعات الإسلامية الإرهابية في الصومال، والتي لا تخفي ولاءها لتنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن. وقال خبير في الشؤون الأفريقية، يعمل ضمن مجموعة الأزمات الدولية، إن نفوذ واشنطن على اريتريا ضعيف، إذ أنها لا تشتري أسلحة أمريكية، ولا تحصل على مساعدات مالية من الولاياتالمتحدة، فضلا عن توتر العلاقات بين البلدين، بسبب رفض واشنطن قبول قرار المحكمة الدولية، الذي منح ارتيريا حق ملكية مدينة "بادمي" المتنازع عليها مع أثيوبيا، في عام 2002.