يحيي الأرمن الخميس 24 أبريل/ نيسان في سائر أرجاء العالم ذكرى الإبادة التي تعرضوا لها في عام 1915 في ظل السلطنة العثمانية. ولا تزال تركيا التي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية في 1923 تنفي حدوث الإبادة بشكل قاطع. ويؤكد الأرمن أن 1.5 مليون أرمني من رجال ونساء وأطفال في الأناضول قتلوا في عمليات اضطهاد وترحيل عانى منها كذلك مئات الآلاف الذين صودرت أغلبية ممتلكاتهم. وترفض تركيا تسمية أحداث 1915 "إبادة" ولو أنها تقر بوقوع مجازر، وتتحدث عن 500 ألف قتيل، في الأراضي التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية. أردوغان في بادرة غير مسبوقة يعتذر من احفاد الارمن القتلى توجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إلى أحفاد الأرمن الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الأولى على يد القوات العثمانية، فيما اعتبر بادرة غير مسبوقة وغير متوقعة من تركيا. وأكد أردوغان أن "المعاناة من الأحداث التي كان لها آثار غير إنسانية يجب أن لا تحول دون أن تنشأ بين الأتراك والأرمن مشاعر الرحمة الإنسانية المتبادلة تجاه بعضهم البعض". وأشار أردوغان في رسالة إلى ضرورة إجراء مصالحة بين الأرمن والأتراك. يذكر أن خطوة جرت في العام 2007 بين الدولتين المتجاورتين اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، بدون أن تتكلل بالنجاح بسبب النزاع في منطقة ناغورني قره باخ بين أرمينياوأذربيجان الحليف التركي. وكرر اردوغان ان "أولوية تركيا هي أذربيجان"، مستبعدا أي تطبيع مع يريفان طالما استمر النزاع مع باكو. ولم يشر إلى حدوث "الإبادة" بشكل قاطع. AFP الرئيس الأرمني ينتقد مواصلة تركيا الانكار التام للإبادة من جهته أعلن الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان الخميس في بيان أن بلاده تعتبر تركيا "تواصل سياسة الإنكار التام لإبادة 1915"، دون الإشارة بوضوح إلى التعازي التي عبرت عنها تركيا للمرة الأولى. وقال سركيسيان إن الإبادة "ما زالت مستمرة طالما أن دولة تركيا التي خلفت السلطنة العثمانية تواصل سياسة الإنكار التام للابادة"، مضيفا: "إننا مقتنعون بأن إنكار جريمة يعني استمرارها المباشر". وأشار إلى أن "الذكرى المئوية للإبادة تقترب، وذلك يمكن أن يوفر لتركيا فرصة جيدة للندم والتحرر من تلك التهمة الخطيرة"، مؤكدا أن العام 2015 "ينبغي أن يكون رسالة قوية إلى تركيا. فموقفها تجاه أرمينيا يتطلب خطوات حقيقية.. فتح الحدود وإقامة علاقات طبيعية". AFP بعض الأتراك يرون أن تعازي أردوغان غير كافية يرى بعض المثقفين الأتراك في تصريح أردوغان رغبة في الحد من سيل الانتقادات التي توجه إليه لمناسبة ذكرى المجازر التي حدثت عام 1915. وقال قدري غورسل الخبير في العلاقات الدولية والمعلق في صحيفة "ملييت" إن "مع تلك التعازي تأمل الحكومة التركية تخفيف صدمة التعبئة التي تتحضر للذكرى المئوية". ويشار إلى أن الكاتب التركي الحائز على جائزة نوبل للآداب أورهان باموك صرح لمجلة سويسرية قبل عدة سنوات بأن مليون أرمني قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك. ومن الجدير بالذكر أن فعاليات لإحياء الذكرى تنظم أيضاً منذ العام 2010 في اسطنبول، التي كانت سابقا عاصمة السلطنة العثمانية. وأجرت منظمات تركية لحقوق الإنسان والأرمن أول فعاليات لإحياء الذكرى الخميس أمام محطة "حيدر باشا" للقطارات حيث رفع المتظاهرون وسط حماية الشرطة صور لمرحلين ولافتة كتب عليها "نحيي ذكرى ضحايا إبادة الارمن: مئات الجروح لم تندمل مع الزمن". AFP في كسب السورية.. مجزرة جديدة بحق الأرمن وأقليات سورية وجه الأرمن أصابع الاتهام إلى أنقرة بعد تعرض بلدة كسب السورية الواقعة قرب الحدود مع تركيا والتي يقطنها سوريون من الطائفة الأرمنية إلى جانب أقليات أخرى، في مارس/آذار الماضي إلى هجوم شنه مسلحون متشددون. ونظم ممثلوا الجالية الأرمنية في موسكو أمام السفارة التركية في موسكو كما نظم الأرمن في يريفان أمام مكتب الأممالمتحدة وقفات احتجاجية، واتهموا مقاتلين جاؤا من تركيا بقتل المدنيين الأرمن في كسب. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة مجزرة الأرمن في بلدة كسب السورية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث. وجاء في بيان صدر عن الوزارة 1 أبريل /نيسان، أن موسكو تستنكر بحزم "الأعمال الوحشية للمتطرفين في سورية". AFP من جانبها طالبت وزارة الخارجية السورية في 26 مارس/آذار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة والفورية لإدانة ما سمته "بالتورط التركي" في دعم المجموعات المسلحة التي قامت بالهجوم على منطقة كسب بريف اللاذقية. وفي حديث أجرته صحيفة "إيزفيستيا" الروسية مع مطران الأرمن الأرثوذكس في سورية أرماش نالبنديان قال إن "ما يجري الآن يذكر بإبادة وتهجير ملايين الأرمن في عام 1915 ولكن الحديث في سورية الآن لا يدور عنا فحسب، بل يعاني الجميع سواء من المسيحيين أو المسلمين، وجميع المجموعات القومية والاثنية". وأعرب المطران عن أسفه لدعم تركيا المسلحين أثناء هجومهم على كسب، قائلا: "حسب معلوماتي، لم يصل المسلحون إلى المدينة من الأراضي التركية فحسب، بل أيضا تحت غطاء الجيش التركي".