حذر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي من أن إيران ستهاجم مصانع الأسلحة الإسرائيلية التي تنتج قنابل نووية اذا هاجمت الدولة اليهودية المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية عن تجهيز حوالى تسعين مقاتلة إسرائيلية لتدمير منشآت إيران النووية. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن وحيدي قوله للصحافيين خلال زيارته لسوريا امس الاربعاء، إن "قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية المسلحة مستعدة تماما". وأضاف أنه اذا هاجمتها اسرائيل فستشمل أول أهداف ايران عدة مواقع لتصنيع الأسلحة و"مراكز نووية غير تقليدية". وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل وحيدي بعد ظهر الأربعاء وبحث معه أفاق علاقات التعاون القائمة بين جيشي البلدين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا". ولم تستبعد إسرائيل ، الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، شن هجوم على مواقع نووية في إيران لوقف البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل والذي يخشى الغربيون أن يخفي شقا عسكريا، الأمر الذي تنفيه طهران باستمرار. وتجري إيران بانتظام تدريبات عسكرية لاختبار قدرتها على التصدي لهجوم جوي على أراضيها يستهدف بصورة خاصة مواقعها النووية. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد بحث مع وحيدي علاقات التعاون القائمة بين الجيشين السوري والإيراني والآفاق المستقبلية لهذا التعاون. وحضر اللقاء الذي عقد في دمشق بعد ظهر أمس نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري العماد علي حبيب، والسفير الإيراني في دمشق والوفد المرافق للوزير الإيراني. وجاء هذا اللقاء بعد جلسة مباحثات بين وزيري الدفاع السوري والإيراني تناولت «آخر المستجدات في المنطقة وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم قضاياهما ومصالحهما المشتركة. وحضر المباحثات رئيس هيئة الأركان العامة العماد داوود راجحة وعدد من كبار ضباط الجيش والقوات المسلحة والوفد المرافق للوزير وحيدي. وبعد المباحثات وصف وحيدي العلاقات السورية الإيرانية بأنها علاقات استراتيجية، مؤكدا على دور طهرانودمشق في استقرار وأمن المنطقة، ورأى وحيدي خلال المباحثات أن "تعزيز العلاقات الدفاعية بين طهرانودمشق يشكل رادعا لتهديدات كيان الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف شعوب المنطقة". لافتا إلى "القواسم الثقافية والتاريخية والدينية المشتركة بين البلدين، معتبرا إيران وسورية حليفتين استراتيجيتين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة". معربا عن استعداد بلاده "لتطوير العلاقات مع سورية"، معتبرا "الدفاع عن سورية وأمنها دفاعا عن أمن إيران". وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد بداية الشهر الحالي حق إيران في التخصيب السلمي لليورانيوم خلال استقباله سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران كما شدد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين سورياوإيران بما يخدم امن واستقرار المنطقة وشعوبها. ووصل وحيدي إلى دمشق مساء الثلاثاء في زيارة لعدة أيام، يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين. وتعد هذه الزيارة الأولى لوحيدي إلى سورية منذ توليه منصبه الجديد بعد إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية. خطة إسرائيل لضرب إيران
منشأة أصفهان النووية الايرانية جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر امريكية عالية المستوى النقاب عن انّ الاسرائيليين اعدوا خطة كاملة ومتكاملة لضرب المنشآت النووية الايرانية. وحسبما ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، قال المحلل للشؤون الاستراتيجية، رؤوفين بيدتسور في صحيفة "هآرتس" العبرية انّ باحثين امريكيين قاما بنشر البحث الذي اجرياه في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لافتا الى انّ هذه هي المرة الاولى التي ينشر فيها بحث من هذا القبيل بهذه الصورة. وبما انّ ايران مليئة بالمنشآت النووية، فانّ الباحثين ركزوا على امكانية توجيه ضربة عسكرية لثلث المنشآت فقط، والتي تشكل عمليا لب المشروع النووي في الجمهورية الاسلامية، ويؤكدون على انّ ضرب هذه المنشآت سيؤدي الى تأخير البرنامج النووي عدة سنوات، والمراكز الثلاثة هي: اصفهان، نطنز وباراك. وتطرق البحث الامريكي ايضا الى افضل الطرق للوصول الى ايران. ويرى الباحثون انّ الطريق الافضل هو الشمالي، اي الذي يمر عبر الحدود السورية التركية، ويدخل العراق ومن ثم يتوجه الى ايران، اما المسار المركزي، الاقصر، والذي يمر فوق المملكة الاردنية الهاشمية، فانّ صنّاع القرار في تل ابيب لن يختاروه خوفا من ازمة مع المملكة الهاشمية، والمملكة العربية السعودية والعراق. ويشير البحث الى انّه من اجل اخفاء الطائرات المتوجهة لضرب المنشآت النووية الايرانية، فانّ سلاح الجو الاسرائيلي سيستخدم تقنيات وتكنولوجيا متطورة للغاية بامكانها التشويش على اجهزة الرادار الايرانية وفي الدول التي ستمر فوقها ايضا طائرات من طراز (اف 15) و(اف 16)، وبالتالي فانّه على الرغم من انّ عشرات الطائرات الاسرائيلية ستمر في اجواء الدول المذكورة فانّ اجهزة الرادار لن تتمكن من التقاطها، ووفق الباحثين فانّ الدولة العبرية استخدمت هذه الطريقة عندما قام سلاح الجو بضرب منشأة في دير الزور في سورية في سبتمبر/ايلول من العام 2007 . وحسب البحث الامريكي فانّ ضرب المنشآت الايرانية الثلاث بحاجة الى حوالى تسعين مقاتلة حربية، بالاضافة الى ذلك سيضطر سلاح الجو الاسرائيلي الى استخدام جميع طائرات تزويد الوقود التي بحوزته: خمس طائرات من طراز هيركوليس واربع طائرات من طراز (بوينغ 707)، ويشير البحث الى انّ المقاتلات بحاجة الى التزود بالوقود في الطريق الى ايران وفي طريق العودة منها بعد تنفيذ الهجوم. أردوجان يهدد إسرائيل كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان هدد إسرائيل برد مزلزل إذا ما اخترق طيارانها الأجواء التركية. ونفى أردوجان في مقابلة مع صحيفة "السفير" اللبنانية الثلاثاء ما تردد بشأن اختراق إسرائيل الأجواء التركية لكي تقوم بعملية تجسس ضد إيران ، قائلا: "لو أن إسرائيل فعلت ذلك فإنها ستتلقى منا ردا مزلزلا". وحول إلغاء اشتراك تل أبيب في مناورات (نسر الاناضول) السنوية مع الجيش التركي ، قال أردوجان: "إن لم يكن معقولا أن تجتاح إسرائيل غزة وتفتك بشعبها ثم نقول لجيشها تعال تدرب عندنا، ذلك أننا حكومة منتخبة جئنا بإرادة شعبنا ولا نستطيع أن نتحدى مشاعر الشعب التركي الذي صدمه ما جرى أثناء ذلك العدوان على غزة". وتابع: "كان احترام هذه المشاعر له دوره الحاسم في خلفية قرارنا ، في الوقت ذاته فإننا أردنا به أن نبلغ الإسرائيليين أيضا بأنهم لا يستطيعون تحت أي ظرف أن يستخدموا علاقتنا بهم ورقة في عدوانهم على أي طرف ثالث، ذلك أننا في هذه الحالة لن نقف محايدين أو مكتوفي الأيدي". وردا على سؤال عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه لم يعد مطمئنا إلى وساطة تركيا في هذا الصدد، ويفضل وساطة فرنسا، أجاب: "إننا توسطنا بناء على رغبة الطرفين، وإذا تلقينا هذه الرغبة مجددا فسوف نستجيب لها. وإذا لم نتلقّها فلن نقوم بأي مبادرة من جانبنا". وأشار إلى أن حكومته عقدت اتفاقية واحدة مع إسرائيل خلال السنوات السبع الأخيرة، وهي خاصة بشراء طائرات من غير طيار، وهذه لم تف بها حكومة تل أبيب وقد اضطررنا إلى استئجار تلك الطائرات لحاجتنا إليها، وأمام إسرائيل مهلة بقي منها 40 يوما (ابتداءً من الخميس الماضي)، إذا لم ينفذ فإنه سيفسخ، أما الاتفاقات الأخرى فكلها عقدت قبل العام 2002.