لاشك بآن الجميع يعلم الان بآن سبب فشل وضعف اي دولة اسلامية هو وجود الفئات والتيارات الدينية في تلك الدول . والبداية كانت في خلق وايجاد هذه التيارات بدعم وتغذية من الغرب لمحاربة مد القومية العربية خلال القرن الماضي ، ولا ادل علي ذلك من الجهاد في افغانستان الذي نتذكره جميعا وان تجاهلنا سبب وجوده بدعم امريكي . ويتم برمجه احلال هذه التيارات لترسيخ العته والبلاهه في المجتمعات لاشغالهم عن مايهمهم الي اشغال طوال اعمارهم في التفكر في ماهو مباح وماهو مكروه في عدد محدد من الامور لاتستوجب استغراقها لوقت طويل بل ولاتفترض شهادات عليا لادكتوراه ولا ماجستير مثل علوم تفسيرات الاحلام وعلوم فقه الواقع ونتائج مجملة لاتغادر مساحة التشتت لتبيان ماهو الاقرب الي الحق.بخلافيات تعصبية وفكر منغلق يعادي كل الافكار والاجتهادات المغايره لكلا من هذه التيارات الخرساء. فهؤلاء يعملون علي تعميم برامج غير علمية تدخل مريديها في حاله شعوذه واسر فكري ينتج التبعية الكاملة ولاهداف سياسية ومصلحية ودنيوية بحتة. والغريب انهم بذلك يوثقون إبطال العقل المباشر مخالفين بذلك نواميس الكون التي حثت الانسان علي التفكر والتدبر لدرجة ان القرآن الكريم جلية في مخاطبة العقل البشري بل كانت نهاية اكثر الايات بقوله تعالي افلا تعقلون، ومن الطبيعي ان تلك التيارات لم تكن لتتكاثر بهذا الشكل وبهذا التنوع لولا قيامهم بإحاطت تواجدها بنوع من الخزعبلات من خلال احاطة رموزهم وورؤس جماعاتهم بهاله من القدسية فلا مجال لاي مسلم لتوجيه انتقاده لعالم دين، برغم انه في نفس الوقت بإمكانه ان ينتقد ويسب رئيس الدولة ان شاء لاكن عالم ستفتح عليه ابواب الجحيم بآنه كافر. وعندما نتآمل اقوالهم نجدها تنعت الغرب بالكفرة اعداء الله وكذلك نجد انهم يستعملون كل منتجات الغرب من السيارات الي السلاح الي الملبس والمآكل ونسميهم علماء. وابنائهم يدرسون في بلدان الكفر .... فمن منهم قام بآختراع دراجة او سيكل لاطفالنا، فالعلماء فعلا هم علماء ابتكروا ماينفع الناس ويخدمهم لامن يملاء رؤسهم بالترهات والاقاويل ويمتدحهم بصناعة المعجزات .... ولانهم من الغباء بشكل يثبت عدم امتلاكهم لمشروع دولة نراهم يهربون الي التشبث بالغيبيات الي درجة تحويلها الي اساطير بوهيمية تخدر العقول بدرجة اخطر من المخدرات ،يسحرونك باساليبهم التي يمارسونها في اقناعك بمسلمات مفهومة لاتحتاج الي الاقناع. ولاكنهم لاينسون ان يضعوا لمريديهم برامج حماية ذاتية ليكونوا تابعين لهم ومعادين لغيرهم. وليس التاريخ عنا بكاذب فلم يكن سبب تخلف اوروبا في العصور الوسطي الا عندما سيطرت علي بلدان اوروبا تلك التيارات . ولعلنا نلاحظ المقارنة الحية عندما تختفي هذه التيارات في اي دولة اسلامية نجد فيها النماء فمثلا دولة ماليزيا لاتوجد فيها تيارات دينية لذلك نراهم مبدعين بل وفي مقدمة النمور الاسيوية العشرة. * شيخ قبلي وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام