وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم إلى دمشق في أول زيارة إلى سورية منذ اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ببيروت في فبراير/شباط 2005. يجرى الحريري محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد وكبار المسئولين السوريين تتناول العلاقات بين الدولتين. و تقول مراسلتنا في بيروت ندى عبد الصمد إن الزيارة تأتي بناء على طلب من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وبعد سنوات من توتر العلاقات على خلفية مقتل قال سعد الحريري في البرلمان اللبناني بعد نيل حكومته الثقة إنه يتطلع إلى "علاقات لبنانية سورية تفرضها الروابط الأخوية والمصالح المشتركة، وتقوم على قواعد الثقة والمساواة واحترام سيادة البلدين". وكانت علاقات سعد الحريري البالغ من العمر 39 عاما قد توترت مع دمشق اثر الانفجار الذي اودى بحياة والده رئيس الوزراء الاسبق مع 22 شخصا اخرين في شباط /فبراير عام 2005 ، عندما وجه اصابع الاتهام الى سورية بالمسؤولية عن ذلك في حينها. وقامت سورية بسحب قواتها من لبنان في ابريل / نيسان عام 2005 بعد 29 اما من التواجد العسكري فيه.وتنفي دمشق باستمرار اي تورط لها في العملية التي اسفرت عن مقتل الحريري. وان كان تحقيق للامم المتحدة قد اشار الى ان هناك ادلة على وجود صلات لاجهزة استخبارات سورية ولبنانية بحادث القتل. اتهامات وفي ديسمبر /كانون الاول دعت محكمة سورية 25 شخصية لبنانية وبضمنهم قائد الشرطة وكبير المحققين وشخصيات من فريق الرابع عشر من اذار الذي يقوده الحريري للمثول امامها للاستجواب بشأن مقتل الحريري. وقالت مراسلتنا ندى عبد الصمد ان السعودية تدخلت لدى الجانب السوري بشأن هذه الاتهامات، وردت دمشق بأن الموضوع في أيدي القضاء السوري وأن زيارة سعد الحريري ليست لها علاقة بالموضوع. ويتوقع المراقبون أن تركز زيارة الحريري إلى دمشق على فتح صفحة جديدة مع الرئيس بشار الأسد. يشار إلى أنه في الشهر الماضي تبنى ثلاثون نائبا من كتلة الحريري على الرغم من تحفظ بعض حلفائهم من النواب المسيحيين، عبارة ضمنت في البيان الوزاري اعتبرها البعض موافقة ضمنية على ابقاء سلاح حزب الله الدعوم من سورية وايران. اذ اثار "البند السادس" من البيان الوزاري جدلا كبيرا بين نواب الاكثرية والمعارضة، فضلا عن جدل اخر داخل كتلة الاكثرية. وينص هذا البند على "حق لبنان، بشعبه وجيشه ومقاومته، في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من قرية الغجر"، وهي اراض ينتشر فيها الجيش الاسرائيلي ويطالب لبنان باستعادتها. ويقصد ب "المقاومة" حزب الله الذي يعتبر خصومه ان سلاحه ينتقص من هيبة الدولة وصلاحياتها. اثر ذلك نالت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري ثقة البرلمان بأغلبية كبيرة بلغت 122 صوتا من مجموع 128 وذلك رغم اعتراض عدد كبير من النواب على تضمين بيانها الوزاري موافقة ضمنية على بقاء سلاح حزب الله. وبعيد تشكيل الحكومة الجديدة، تلقى الحريري برقية تهنئة من نظيره السوري ناجي عطري. وتأتي هذه الزيارة بعد قيام الرئيس اللبناني ميشال سليمان بزيارة خاطفة إلى دمشق قدم في خلالها التعازي للرئيس السوري بوفاة شقيقه.