مجرد هراء سيدفع "الحوثيون" ثمنه، إنه شعارهم الممتلئ باللعنات والموت والأحقاد. رغم أن طائرات "الدرونز" والاستطلاع الأميركية التي يتمنون "موتها" تغير على مواقع عديدة للدواعش والقاعدة في "الجوف" لرصد إحداثياتهم وتسليمها لهم وفق تحالف غير معلن لتغذية الصراع الطائفي ومحاربة "الإرهاب الإسلاموي" بفصيل متديِّن آخر، واستغلال ضعف التركيبة المركزية للدولة وتحويل "اليمن" إلى ساحة حرب بالوكالة كما كانت بُعيد ثورة "26 سبتمبر"1962م بين أطراف إقليمية ودولية انتهت مصالحها بالقضاء على مليشيا "الجبهة" في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي وتحقيق الاستقرار السياسي والتنموي الذي لم يدُم طويلاً. - قبل أيام اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي على تعيين "صالح القنيعير" ممثلاً لأمين عام المجلس في اليمن، وهو باحث مهم في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وخبير دولي فذّ في مكافحة الإرهاب، وهذه رسالة خليجية واضحة وصريحة تُعبر عن قلق الأشقاء الحقيقي من الوضع الأمني والعام في اليمن ومنعها من الانزلاق في فوضى الصراع الطائفي الذي يريده لها "جمال بنعمر"، كما هو حاصل الآن في "العراق" التي أدار فيها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة سيء الصيت مشروعه الخطير للتقسيم والاقتتال العرقي العراقي!. - سيتولى "القنيعير" مسؤولية استكمال بنود المبادرة الخليجية وإنهاء المرحلة الانتقالية التي قد تؤدي إطالتها إلى تفكيك عنصر الوئام الاجتماعي بالداخل اليمني، وهذا ما يريده "بنعمر" بصورة باتت واضحة في ظل تكاثر أسماء مبعوثي الدول الاستعمارية إلى "صنعاء"، ومنهم "آلن دنكن" نجل الحاكم العسكري لسلطنة الفضلي بمنطقة لحججنوب "اليمن"، الذي كان الرئيس "هادي" حارسه الشخصي قبل إعلان الاستقلال عام 1967م. - السعودية، بصورة أساسية، عازمة على منع تكرار المشهد العراقي في اليمن، ووجود "القنيعير" في "صنعاء" يؤكد على إنهاء دور "بنعمر" المشبوه وتسليم ملف الأزمة والصراع إلى أيدٍ أمينة وحريصة على مستقبل الوطن الفقير، وقد استشعرت دول الخليج عموماً خطأها بترك "اليمنيين" في صراعهم المؤسف، وكأن الأمر لا يعنيهم، وقد عمدت هذه الدول الثرية إلى تحقيق تحالف مستقبلي يتشكَّل بقوة ولن يستثني محاور الأمل المقدسة في بعض القوى العربية الصامدة أمام وحشية الإرهاب الديني. - "القنيعير" في صنعاء. وما كان على المؤتمر الشعبي العام تجاهل وصوله ودوره القادم، والأولى أن يسارع المؤتمر لإصدار بيان رسمي يرحِّب فيه بمبعوث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، حتى إن لم يكن وجوده مُرحَّباً به من قبل الرئيس "هادي" فهو لا يعنينا.. وشخصياً متفائل بهذا المبعوث إلى أقصى درجة. وإلى لقاء يتجدد. *اليمن اليوم