ثمة أشياء لا يمكن أن يختلف عليها السواد الأعظم من الفاهمين ( على الأقل ) لأمور ومتطلبات الواقع الرياضي الذي ننشد فيه التطوير والقفز على واقع الحال ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التوسع (الأفقي) لعدد الأندية والذي لا يصاحبه في نفس الوقت صعودا (عموديا) نابع عن تحسن المستوى وهو الهدف المقصود من نشر رقعة الرياضة على الخارطة اليمنية ، حتى أصبح هذا العدد ( الليموني أو الفستقي ) على امتداد الساحة يفوق بكثير دولا أكثر تحضرا ونهضة رياضية منا ، مما يعني أن هذا التوسع العشوائي لم يجلب سوى كثرة الأعباء مع قلة الدعم والإمكانيات و لعدم وجود مصدر ثابت لتمويل الأندية لتسيير النشاط بالشكل المطلوب والمتعارف عليه .لأن الداعمين لن يستطيعوا لوحدهم فقط تلبية كافة احتياجات الأندية والتي تتزايد يوما بعد آخر . وللدلالة على ما سبق فهناك أندية البيضاء التي يفوق عددها العشرين ناديا معظمها بدون مقر وفي مقدمتها نادي الاتحاد ثاني أندية المدينة والذي مضى على تأسيسه ما يربو على ثلاثين عاما إلا أنه لا يوجد لديه ولو دكان لحفظ موروثه ووثائقه وتاريخه ، وهو الذي صال وجال في منافسات رياضية مختلفة لعل أبرزها كرة القدم وتنس الطاولة ،وأنجب نجوما لامعة أبرزهم محمد شميله وعبد الله القاضي وعبد الله الثريا ، وهناك أندية أخرى تعاني نفس المعاناة ولا يشفع لها ما تقدمه من نتائج جيدة كشباب مكيراس وعريب والأحمدي ومعين ، وكذا الفارس الجديد للمحافظة ( 26سبتمبر ) والذي قدم نفسه بقوة خلال أول مشاركة له بين أندية الدرجة الثانية الموسم المنصرم ، وتفوق على أندية أكثر منه عراقة وشهرة وإمكانات كشباب الجيل على سبيل المثال لا الحصر . أما الشباب السفير الدائم والممثل الشرعي للبيضاء فحاله إلى حد ما أفضل من أقرانه باعتبار وجود المقر الحديث بملحقاته المميزة وهذا تميز لا غبار عليه ، إلا أنه يعاني من محدودية الدعم في ظل مشاركاته بمختلف الأنشطة حيث أن الجانب المادي والذي أصبح يمثل عصب الرياضة هو الهاجس المفزع والكابوس المخيف لأي إدارة وقد شكا لي بعض اللاعبين بمرارة العلقم من تأخر المستحقات وتراكم المكافآت رغم أنها ليست بحجم ما يقدمه هذا النادي من إبداعات ونتائج فاقت التوقعات وأقربها الموسم المنصرم الذي احتل فيه الفريق الكروي المركز السادس ، ناهيك عن وصوله للدور قبل النهائي لبطولتي كأس الوحدة وكأس الرئيس ،بقيادة إدارة عتيقة هي أصلا لجنة مؤقتة ولكن منذ ( أربعة أعوام )ولم يتبق منها سوى ثلاثة أعضاء ، صامدون تحت شعار ( مكرها أخاك لا بطل ) وتخيلوا أن ذلك يحدث لناد يصارع ويقارع بين أندية الواجهة الأمامية ، ورغم أن الموسم قد أوشك على البدء إلا أن الإدارة المبجلة لم تحرك ساكنا حتى اللحظة والفريق الكروي في سبات عميق الله وحده يعلم مداه ، فلا تنسيق ، ولا تخطيط ، ولا اجتماع ، ولا جهاز فني ، ولا أدنى درجات الإعداد والاستعداد . إن ما ذكرناه هو بلا شك لوحة قاتمة ، وليست دعوة للتشاؤم ، ولكنها حقيقة جد مرة نعيشها ونتعايشها مع واقع أنديتنا وقد تختلف الرؤى ، وقد تتغير الملامح ، لكن الصورة واحدة لمعظم أنديتنا اليمنية وجوه متعددة لأجساد واحدة ( الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة ) وإصرارنا على المضي قدما بنفس الطريقة والأسلوب وبهذا التوسع الأفقي المخيف يعني بقاءنا ( محلك سر ) وربما ( للخلف در ) ما لم يعاد النظر في الآلية المتبعة للاعترافات والتراخيص الممنوحة للأندية ، كي لا تدار ( أي الأندية ) بنظام الحواري ، والتفكير الجدي لعملية الدمج ولو تطلب الأمر إصدار القوانين الملزمة لتنفيذ ذلك ، لأن ذلك وحده الكفيل بإحداث التغيير الجذري الذي يحسن حال الأندية ، ويصلح الإعوجاج القائم حاليا .لأن ما ننشده أندية ذات نظام مؤسسي تدار بعقليات ناضجة ، وتدرك أبجديات العمل الرياضي ،وتسعى لخدمة الشباب وفق متطلبات العصر . همسة ..... أحمد أمواس ... واحد من أولئك المخلصين الذين يعطون بلا حدود ، قدم الكثير لناديه ولبلده ، وقد تحامل على نفسه طوال موسمين وهو يعاني من إصابة في الركبة لم تفلح معها العلاجات المحلية التي كبدته الجهد والمال ، ترى هل يستحق هذا النجم لفتة كرم من ( أهل الكرم ) لعلاجه خارجيا ؟ أملا نتمنى أن يتحقق !!!