في تهديدات سورية صريحة ومباشرة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة اليميني بنيامين نتنياهو ، حذرت مصادر سورية مطلعة من أن دمشق لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أقدمت إسرائيل على شن عدوان عسكري جديد ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية، لأن أي تهديد لأمن لبنان واستقراره هو بمثابة تهديد مباشر لأمن سوريا واستقرارها. وكان الإعلام الإسرائيلي قد صعد مؤخرا من نبرة التهديد لحزب الله، زاعما امتلاكه لعشرات الآلاف من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والتي لها القدرة على الوصول إلى أي هدف داخل الدولة العبرية وتدميره. وأكدت المصادر السورية لصحيفة "الوطن" القطرية، أن الجانب السوري يتعامل بالكثير من الحذر والقلق ازاء الاستعدادات والمناورات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على طول الحدود الشمالية، في إطار ما تسميه تل أبيب إعادة تقويم نتائج حرب عام 2006، واستخلاص الدروس والعبر. كما لفتت المصادر الى خطورة التقارير الواردة من واشنطن وبعض العواصم القريبة والتي تتحدث عن ان اسرائيل تخطط لشن حرب عدوانية جديدة من أجل القضاء على حزب الله والمقاومة اللبنانية، مؤكدة ان هذا الحديث هو بمثابة رسائل إسرائيلية موجهة إلى كل من لبنانوسوريا على السواء. وكانت مصادر لبنانية ذكرت في وقت سابق أن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ،جوزيف بايدن، حدد خلال لقائه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن أن إسرائيل ستقوم باجتياح لبنان، والوصول الى العاصمة بيروت لتدمير سلاح حزب الله إذا ما فشلت "الدولة اللبنانية" في إيجاد حل لهذه القضية، وهو الأمر الذي أثار دهشة واستغراب الأوساط السورية خاصة ان إدارة أوباما تقدم نفسها الى الرأي العام على انها مؤمنة بالحوار والحلول الدبلوماسية لأي أزمة في الشرق الاوسط. وكانت تقارير غربية ذكرت أن إسرائيل قد تزج بنحو 150 ألف جندي ومئات الدبابات والطائرات لاجتياح لبنان، وذلك وفق السيناريوهات التي يتم تداولها الآن، موضحة ان الدعاية الصهيونية تحاول الترويج بأن هناك علاقة ما بين حزب الله وتنظيم القاعدة، من أجل ايجاد مبررات الدعم والتأييد لأي عمل عسكري إسرائيلي جديد ضد لبنان. وتساءلت هذه الأوساط عن طبيعة الرد الذي صدر عن الرئيس اللبناني لدى سماعه اقوال وتهديدات مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، أملة ان يكون الموقف اللبناني الرسمي ارتقى الى مستوى هذا التهديد السافر!! وتضيف المصادر المراقبة أن الأزمة الداخلية الراهنة في ايران واحتدام الصراع ما بين الاصلاحيين والمحافظين قد تشكل بالنسبة لإسرائيل توقيتا مناسبا جدا للتحرك العسكري ضد لبنان، على اعتبار ان طهران المشغولة بأوجاعها الداخلية، لن تكون قادرة على تقديم الدعم المطلوب الى حزب الله، الأمر الذي سيسهل من مهمة الانقضاض العسكري عليه من قبل القوات الإسرائيلية! إلا ان المصادر السورية تؤكد أن إسرائيل التي واجهت ضربة عسكرية حقيقية خلال عدوان يوليو /تموزعام 2006 على جنوبلبنان، ستواجه مقاومة شرسة جدا اذا ما أقدمت على أي مغامرة جديدة ضد حزب الله، مشددة على ان هناك قرارا استراتيجيا متخذا في دمشق بعدم السماح لإسرائيل بإلحاق الهزيمة بحركات المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين، أو على مستوى المنطقة كلها؟! تهديدات إسرائيلية كان رئيس الأركان الإسرائيلي جابي أشكنازي حذر في تصريحات سابقة له من إمكان اندلاع حرب جديدة مع حزب الله رغم وجود هدوء على الحدود مع لبنان، مشدداً على أن هذا الحزب يملك عشرات الآلاف من الصواريخ، تصل مدى بعضها إلى 325 كيلومتراً. وقال أشكنازي، إن "حزب الله يملك عشرات الآلاف من الصواريخ الجاهزة للاستخدام الفعلي، التي يبلغ مدى بعض منها أكثر من 300 كيلومتر، وعدد قليل إلى 325 كيلومتراً، يمكنها أن تطال مستوطنة ديمونا" في جنوب إسرائيل. من جانبه، زعم المحلل العسكري الإسرائيلي "الوف بن" ان حزب الله لديه صواريخ تصل الى 40 كم و122 ملم إضافة الى آلاف الصواريخ متوسطة المدى وكاتيوشا وصواريخ من طراز فجر 5 والذي يزن 500 كيلو غرام والذي اذا سقط على عمارة فانه ينسفها كاملة. كما ادعى المحلل أن حزب الله يمتلك كذلك صواريخ تصل إلى 250 و 300 كيلومتر إيرانية الصنع اذا أصابت بناية فإنها لا تدمر البناية فقط بل تدمر الحي بأكمله وتحمل مئات الكيلوجرامات من المتفجرات . وقال المحلل العسكري ان هذه الصواريخ تأتي من إيران عن طريق سوريا لتصل لحزب الله الذي يحصنها في قرى شيعية كثيرة في الجنوب الا انه اوضح "ورغم امتلاك حزب الله لهذه الصواريخ فانه لا يملك الرغبة بالقتال مع إسرائيل" . بدوره، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه أرينز، أن الترسانة الصاروخية التي يملكها حزب الله تمثّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، وتوجب على الدولة العبرية أن تقوم بخطوات لحماية مدنييها، مشيراً إلى أن "مدى الصواريخ يغطّي كل الأراضي الإسرائيلية، وهو وضع لا يطاق بالنسبة إلى إسرائيل". وأضاف أنه "يجب القضاء على هذا الخطر، ويجب على الحكومة الإسرائيلية، في خطوة أولى، أن تعلن أن نشر هذه الصواريخ أمر لا يمكن تحمّله، وأن تطالب بالكفّ الفوري عن تزويد حزب الله بمزيد من الصواريخ، كذلك عليها أن تعمل، عاجلاً أو آجلاً، على التخلّص من المخزون الصاروخي الموجود" حالياً.
حزب الله يتوعد
ورد الحزب على التهديدات الاسرائيلية من خلال امينه العام حسن نصر الله، متوعدا "بإلحاق هزيمة نكراء باسرائيل" اذا شنت حربا جديدة على لبنان. وقال نصر الله "اذا شنت اسرائيل حربا فسنكون جميعا حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة في خندق واحد للدفاع عن ارضنا وشعبنا'. وزاد نصر الله قائلا 'حربنا ستبدأ باطلاق صواريخ تتجاوز مدينة حيفا". ونوه نصر الله مخاطبا قادة اسرائيل بالقول "اذا دخلت القوات الاسرائيلية جغرافيا وديمغرافيا لبنان فاننا سندمرها ونأسر جنودا ونقتل ضباطا". وكان محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي للحزب صرح في وقت سابق :"إن كل المدن والمراكز العسكرية والصناعية والمستوطنات في كل إسرائيل هي في مرمى نيران الحزب، وعبر عن استخفافه بالتهديدات التي أطلقها أشكنازي، مؤكدا أن قصف الضاحية الجنوبيةلبيروت سيقابله قصف ساحق لتل أبيب". واضاف، إن "تهديدات أشكنازي كلام فارغ ومحاولة لاستعادة زمام المبادرة بعد هزيمة العدو في لبنان وفي غزة". وأضاف إن "العدو ورعاته يعرفون أن هزيمتهم في أي عدوان قد يشنونه في الظروف الحالية ستكون هزيمة ساحقة تغير المعادلات لصالحنا وستؤدي إلى ضياع كيانهم". وشدد قماطي على أن قصف الضاحية الجنوبية في بيروت "ستقابلها حتما ضربات صاروخية ساحقة على كل منطقة تل أبيب وفق معادلة الضاحية مقابل تل أبيب". .