أعلنت اليمن انتهائها من وضع التصورات والاستعدادات لإنجاح فعالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010 المقرر انطلاقها في مارس المقبل. وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الإيسيسكو قد اختارت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010 في مايو الماضي، واتخذ القرار تنفيذاً لقرارات المؤتر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقد بالجزاير في ديسمبر 2004 الذي تم فيه إقرار إقامة العواصم الثقافية الإسلامية. تريم مدينة المساجد والمآذن المميزة وقال وكيل وزارة السياحة لقطاع الخدمات والمنشآت السياحية مطهر تقي الجمعة "إن وزارته انتهت من وضع تصورها الخاص برؤيتها نحو إنجاح فعالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010" . موضحاً "أن التصور يتضمن رؤية الوزارة لإنجاح هذه الفعالية المقرر إنطلاقها في مارس 2010 من خلال الارتقاء ببنية المدينة التراثية والحضارية والثقافية والسياحية عبر استغلال أحد القصور المعروفة بالمدينة وجعله واجهة لتقديم تراث مدينة تريم الغني للعالم". وأشار إلى أن التصور تضمن عدد من الفعاليات والأنشطة السياحية والثقافية المقترحة من ندوات ومحاضرات فكرية يطل من خلالها المشاركون على تراث وحضارة وادي حضرموت ومدينة تريم الغنّاء، بالإضافة إلى إسراع اللجنة العليا بالبت في التصورات واستثمار الفترة القليلة المتبقية في خدمة رؤية الحكومة الرامية إلى انجاح هذه الفعاليات. وكانت اللجنة الفنية لإختيار شعار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية قد أقرت مطلع نوفمبر الماضي اختيار الشعار الذي شارك به الفنان اليمني سيلان العجيم ليكون هو الشعار الرسمي لتريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010، وذلك من بين 30 متنافس قدموا عدة شعارات. وأبدت الإيسيسكو مطلع الشهر الجاري استعدادها للمشاركة في البرامج الخاصة بتفعيل فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، وتخصيص جوائز تزيد قيمتها عن 8 آلاف دولار في أربعة مجالات ثقافية وإبداعية. وجاء اختيار مدينة تريم اليمنية كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010م لما تمثله من مرجعية دينية وعلمية وفكرية وفنية مهمة للتاريخ الإسلامي منذ تأسيسها , وما تحتويه من منارات علمية وأربطة فكرية كان وما زال لها الدورها الريادي والبارز في نشر العلوم الدينية والفكرية على امتداد خارطة المعمورة . وتشتهر مدينة تريم التي تقع في وادي حضرموت شرق اليمن بكثرة مساجدها البالغ عددها 365 مسجداً التي ما زالت شاهدة على معالم معمارية إسلامية بارزة تميز المدينة عن غيرها من المدن لعل أشهرها مسجد المحضار "الذي بني في القرن التاسع الهجري " والمشهور بمئذنته الطويلة البالغ طولها مائة وخمسين متراً والمبنية من الطين بطريقة هندسية مميزة تدل على إبداع وتفوق أبناء هذه المدينة في إبتكار التصاميم الهندسية المعمارية المنسجمة وطبيعة المنطقة والتي تدل على التكامل والإنسجام بين الإنسان والبيئة المحيطة به. وتعد مدينة تريم من أشهر المدن في وادي حضرموت، وهي عاصمة حضرموت القديمة سميت بإسم ملكها تريم ابن حضرموت ابن سبا الأصغر وهي موضع الملوك من بني عمرو بن معاوية. وتاريخياً، كانت المدينة عاصمة ومقراً لملوك كنده، حيث أتخذها زياد بن لبيد البياضي عامل النبي محمد (ص) مقرا لإقامته قبل واقعة النجير، وبقيت عاصمة الوادي إلى القرن العاشر الهجري، وشهدت المدينة تطوراً عمرانياً منذ القرن الثاني عشر الهجري، بينما بلغت الحركة العمرانية أوج تطورها في اوائل القرن الرابع عشر الهجري وكان لعامل الهجرة الى سنغافورا (جاوا) إندونيسيا والهند أعظم الاثر في ذلك التطور. وإذ كان أهالي تريم قد أعتنقوا الإسلام عندما عاد وفد حضرموت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة في السنة العاشرة من الهجرة، وأرسل الرسول أول عامل على حضرموت من قبله وهو زياد بن لبيد البياضي الأنصاري، فإن المدينة ظلت تمثل العاصمة الدينية لوادي حضرموت، كما أنها لا تزال مركزاً يشع منه نور العلم والمعرفة كما كانت مركز إشعاع ديني منذ ظهور الإسلام، وبدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس هجري، حيث هاجر مجموعة منهم إلى الهند وإندونيسيا وسنغافورا والفلبين لذلك الغرض. بحسب المؤرخين.