شهدت معظم جبهات القتال في اليمن اشتباكات هي الأعنف منذ انطلاق مشاورات السلام بالكويت. يأتي هذا فيما جدد الرئيس السابق علي عبدالله صالح المطالبة بحكومة انتقالية تتولى استعادة المدن والأسلحة والتحضير لانتخابات قادمة. وقالت مصادر سياسية مطلعة ل”العرب” إن التصعيد الذي شهدته معظم مناطق اليمن مرتبط بمؤشرات فشل جهود التسوية السياسية، في ظل تعنت الحوثيين ورفضهم تقديم أيّ تنازل في مشاورات الكويت. وكان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله قد حذر الحوثيين في كلمة الجمعة مما أسماه تسليم رقابهم للسعودية مطالبا بعدم تسليم الأسلحة أو الانسحاب من المدن. واعتبرت تصريحات نصرالله رسالة للجناح الراديكالي في الجماعة الحوثية المتشبّث بخيار الحرب والرافض للانخراط في أيّ حوارات سياسية، وتعزيزا لموقف التيار الواسع والمؤثر داخل الجماعة الحوثية الذي لازال يراهن على الدعم الإيراني. وتماهت تصريحات أمين عام حزب الله مع خطاب مشابه ألقاه زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي دعا فيه أنصاره للنفير في خطاب وصف بأنه إعلان حرب. وأكدت مصادر خاصة ل”العرب” قيام الحوثيين بخرق الهدنة في معظم الجبهات، في محاولة لتغيير موازين القوى على الأرض، وقد تمكن الحوثيون من تحقيق تقدم طفيف وفقا للمصادر في الجبال الواقعة بين محافظتي تعز ولحج جنوبا وسيطروا على جبال كهبوب القريبة من باب المندب، وهو ما استدعى تدخل قوات التحالف التي قصفت مواقع الحوثيين في كل من القبيطة والوازعية والمضاربة. وفي محافظة البيضاء تمكّنت المقاومة الشعبية من السيطرة على مبنى مديرية القريشية في منطقة رداع إثر هجوم مباغت على الميليشيات الحوثية المرابطة في المديرية. كما تمكن الجيش الوطني من تحقيق انتصارات مهمة في الجبهات الأكثر حساسية. وقال الناطق باسم مقاومة الجوف عبدالله الأشرف، في اتصال مع “العرب”، إن الميليشيات الحوثية قامت بالهجوم على مواقع الجيش والمقاومة في حام شمال المتون في محاولات مستميتة للتقدم الذي باء بالفشل. وأضاف الأشرف أن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا من تحرير أهم المواقع من جبل حام الأسفل وجرف الذلان وسلسلة صفر الحنية، وأنهم يقتربون الآن من أكبر ترسانة عسكريه للحوثي وهو معسكر حام الأعلى الذي أصبح تحت نيران المقاومة بمسافة لا تزيد عن كيلومتر ونصف. وأحرز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية انتصارات وصفت بالحاسمة في جبهة نهم بمحافظة صنعاء والتي تعد أبرز الجبهات نظرا لقربها من العاصمة. وأكد الناطق الرسمي باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، في تصريح ل”العرب”، سقوط أكثر من عشرين قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي وحليفهم صالح التي حاولت الهجوم على موقع جبل رشح التابع للجيش الوطني في جبل يام بنهم. ولفت الناطق باسم مقاومة صنعاء، في تصريحه ل”العرب”، إلى أن المقاومة والجيش الوطني لديهما القوة الكافية لحسم معركة صنعاء عسكريا لكن ذلك يتطلب صدور قرار سياسي. وعن التطورات في منطقة بيحان بمحافظة شبوة، قال رئيس مجلس أبناء بيحان علي المصعبي، ل”العرب”، إن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا من استعادة عده مواقع مهمة كجبل بلبوم وحيد بن عقيل وجزء هام من الصفراء والمناطق المحيطة بالسليم بالإضافة إلى منطقه الساق التي تقع في محيط مديريه العليا. وأعلن المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق عما أسماه خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن تدعو إلى إيقاف العمليات العسكرية، والاتفاق على سلطة تنفيذية توافقية تمارس مهامها وفقا للدستور النافذ لفترة انتقالية لا تمدد. ودعا الحزب الحاكم سابقا إلى تشكيل لجنة عليا للانتخابات وإجراء انتخابات برعاية دولية، ولجنة عسكرية تضمّ وزيري الدفاع والداخلية وخبراء دوليين من أميركا وروسيا وعُمان تتولّى اللجنة الإشراف على الانسحاب من المدن واستلام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقد أعلن صالح عن هذه الخطة السبت في مؤتمر صحافي وقال إن وفده في الكويت قدمها رسميا. نقلاً عن صحيفة العرب