تباينت ردود الفعل لدى الأوساط السياسية اليمنية إزاء تجدد مطالب أمريكا بتسليمها رجل الدين الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي يوصف ب‘”الأب الروحي” لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن .وأبدى معارض يمني، أمس، مخاوفه من قيام صنعاء بتسليم الزنداني، احد أهم المتهمين بتمويل الإرهاب وحركة حماس، للحكومة الأمريكية، ضمن ما اعتبرها مساعيها الجادة لمقارعة تنظيم “قاعدة جزيرة العرب” . وقال المعارض، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن المطالبات تأتي “إثر تقارير أمريكية تفيد بأن نحو 60 من المسلمين الأمريكيين الذين اسلموا مؤخراً توجهوا إلى جامعة الإيمان في صنعاء التي يشرف عليها الزنداني وانه يُخشى انضمامهم للقاعدة في اليمن” . غير أن المتخصص في شؤون الجماعات الدينية عبد الإله حيدر شائع، قال “إذا صح تجدد المطالب الأمريكية لتسليم الشيخ الزنداني فإنه كان قد سبق للزنداني ان أعلن بأنه سيلجأ إلى جبال اليمن لتحميه من أي إجراء حكومي لتسليمه” . وأضاف حيدر، الذي سبق له أن أجرى حوارات عدة مع زعماء تنظيم القاعدة في اليمن، “من المستحيل ان يقدم النظام اليمني على خطوة مثل هذه وفي ظرف مثل هذا”، مشيراً الى ان أمريكا طالبت بتسليم الزنداني في فبراير/شباط 2004 لكن محاولتها تلك فشلت لأن تأثير الزنداني يمتد الى الجزيرة العربية والعالم الإسلامي وهو شخصية مؤثرة . وقال حيدر “لا أظن أن أمريكا الآن في وضع يساعدها على طلب الزنداني لأنها اضعف من العام الذي طالبت به عندما وصف وزير العدل الأمريكي حينها (جون) أشكروفت بأن الزنداني هو “الأب الروحي لابن لادن” . وكانت مصادر غربية في واشنطن ذكرت، أول أمس، أن الولاياتالمتحدة ستطالب صنعاء بتسليمها الزنداني، على خلفية دوره في تجنيد 60 أمريكياً وضمهم إلى التنظيم من خلال انخراطهم في “جامعة الإيمان” التي يرأسها، مرجحة أن يرضخ اليمن للضغوط الأمريكية . (يو .بي .آي)