يعود الممثل المصري أشرف عبد الباقي إلى ماراثون رمضان من جديد بمسلسل "عائلة زيزو"، الذي بدأ التحضير له، والمقرر عرضه في موسم رمضان 2017. قصة المسلسل ربما تقترب من سلسلة الست كوم الشهيرة "راجل وست ستات" التي دارت في إطار كوميدي حول الخلافات الأسرية داخل منزل أشرف عبد الباقي، خاصة عندما انتقلت حماته وابنتها ووالدته وأخته للعيش مع أسرته. ومسلسل "عائلة زيزو" يدور أيضاً في إطار كوميدي خفيف، حول أسرة صغيرة متوسطة الدخل، يكون عبد الباقي الزوج فيها، ولديه زوجة وولد وفتاة، ويلقي العمل الضوءَ على العلاقات الأسرية والخلافات التي تنشأ في العائلة، وكيف يتعاملون معها من خلال أحداث العمل، بهدف التعرض لمناقشة أغلب المشاكل اليومية للمجتمع المصري. وهنا يظهر تساؤلان، لماذا آثر أشرف عبدالباقي أن يشارك بمسلسل جديد ويطوي صفحة "راجل وست ستات"، الذي حظي بنجاح كبير، وانتهى بعودة سامح حسين في الأجزاء التاسع والعاشر، إذ أشيع أن غيابه أثَّر سلباً على المسلسل، والثاني هل يحظى مسلسل "عائلة زيزو" بنفس نجاح "راجل وست ستات"، أم أن المقارنة لن تكون في صالحه؟ النقاد أجمعوا على ذكاء أشرف عبد الباقي وقدرته على اختيار فريقه، وتصعيد النجوم الواعدة، ضاربين المثل بتياترو ومسرح مصر، وتوقعوا أن يحقق نفس النجاح في المسلسل الجديد. وبدأ التصوير في المسلسل الجديد من دون بطله أشرف عبد الباقي، الذي فضَّل تأجيلَ دوره حتى ينتهي من تقديم آخر عروض "مسرح مصر"، ضمن الموسم الحالي، الذي ينتهي في منتصف شهر فبراير/ شباط 2017، ولكن صناع العمل فضَّلوا أن يشرعوا في تصوير المشاهد التي لا يظهر فيها بطل العمل كسباً للوقت. وقبل ساعات من بدء التصوير، اعتذرت الفنانة اللبنانية نور عن أداء دور الزوجة، ورشحتمخرجة العمل شيرين عادل الممثلة نسرين أمين لتقديم الدور، بعد تعثُّر مفاوضات الشركة المنتجة مع نور، وعدم التوصُّل لاتفاق معها.
التكيُّف مع الزمن
طارق الشناوي، الناقد الفني، رغم تأكيده على صعوبة الحكم نظرياً على عمل قادم، إلا أنه شدَّد على قدرة أشرف عبد الباقي على مواكبة الزمن، وتقديم نجوم جدد للفن من خلال المسرح، ثم التلفزيون، فيضعهم في مقدمة الكادر، وذلك يحسب له. وقال الشناوي ل"هافينغتون بوست عربي"، إن عبدالباقي "يتعامل بعقلية فنان مثقف مدرك أن الدنيا تسير بإيقاعات مختلفة، وأن النجوم يعبرون عن أزمنتهم، لذلك أخرج علي ربيع وأحمد فتحي ومصطفى خاطر وكثيرين غيرهم".
استوفى أغراضه من الستات
وعن طيِّ صفحة "راجل وست ستات".. رأى الناقد الفني المصري أن عبد الباقي استنفد أغراضه من "راجل وست ستات"، وأراد وضع نقطة آخر السطر، وفتح كتاب آخر حتى لا تزيد الأمور عن الحد المسموح به. وفي اعتقاده فإن عودة سامح حسين لم تغنِ كثيراً، فهو لم يعد جاذباً للجماهير، وخرج من بؤرة الضوء، كما أن إيرادات الأفلام التي نال فيها دور البطولة تراجعت بشكل كبير، لذلك لا يعتبر سامح حسين ورقة جذب للعمل، حسب قوله.
البحث عن قماشة جديدة
أكدت علا الشافعي، الناقدة الفنية، أنه قد حدث تشبُّع لدى الجمهور من سلسلة "راجل وست ستات"؛ لذلك أراد أشرف عبد الباقي من خلال "قماشة جديدة"، وهي مسلسل "عائلة زيزو" التطرقَ للتطورات الاجتماعية في الحياة اليومية، والمشاكل التي تواجهها الأُسر المصرية بشكل أكثر تحرراً. وتنبأت الشافعي في تصريحاتها ل"هافينغتون بوست عربي" بالنجاح لأشرف في مسلسله الجديد؛ إذ تراه يتمتع بقدر كبير من الذكاء، ويعرف متى يظهر، وما الدور الذي ينبغي أن يؤديه، حتى في مسرح مصر ظهوره لا يتعدى الربع ساعة.
ذكاء
وأكملت الناقدة الفنية قائلة: "عبد الباقي يعلم جيداً المساحة المناسبة له حتى لا يصبح ثقيلاً على الجمهور، وليتيح الفرصة والمجال للشباب الذين تبنَّاهم، فيفضل كثيراً أن يقوم بدور المنظم والمشرف، بصفته فناناً مخضرماً". ولفتت إلى أن كثيراً من الفنانين يصرُّ على أن يكون كل شيء في العمل يتمحور حوله، ولكن أشرف عبد الباقي أذكى من ذلك، فرغم أنه محبوب لكنه حينما شعر أن الكوكبة المحيطة به جاذبة للجمهور أكثر لم يُرد أن يزاحمهم، وهو ما يضمن له الاستمرارية والنجاح. وتوقعت أن تظهر مجموعة كبيرة من النجوم الصغار في العمل الجديد على نفس منوال مسرح مصر. من جانبه، رأى الدكتور مدحت العدل، المؤلف والسيناريست، أن أشرف سيكون محقاً في إنهاء سلسلة "راجل وست ستات" والشروع في عمل جديد إن كان المسلسل الجديد يتضمن فكرةً مختلفةً. وقال العدل في تصريح ل"هافينغتون بوست عربي"، إن المسلسل الجديد إن كان يحمل فكرة مغايرة سيكون أفضلَ بكثير. وبدأ أشرف عبدالباقي مسلسل "راجل وست ستات" منذ عام 2006 حتى 2016، وأخرجه المخرج اللبناني أسد فولاد كار، وأنتجته شركة سكرين 2000 والصباح، وشاركه التمثيل سامح حسين -الذي غاب عن الأجزاء 6، 7، 8- ولقاء الخميسي وانتصار ومها أبو عوف ونيفين محمد ومنة عرفة وزيزي مصطفى وإنعام الجريتلي. أما مسلسل "عائلة زيزو" فيشارك عبد الباقي البطولة لطفي لبيب، ورجاء الجداوي وأحمد حلاوة، وسيتولى إخراج العمل شيرين عادل، ومن تأليف محمد نبوي وعلاء حسن، وإنتاج مها سليم.