23 يوماً مضت على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة صعدة وحرف سفيان، بعد حرب خاضها الجيش ضد المتمردين الحوثيين طيلة 6 أشهر، وخلفت مئات القتلى والجرحى، وشردت آلاف الأسر التي لا زالت تقبع في مخيمات النازحين، رغم أن الحرب قد وضعت أوزارها، أو هكذا تبدو الصورة الظاهرية لها. لكن اللافت، أنه وبعد مضي هذه المدة على إعلان قرار وقف الحرب، لا زالت لجان تنفيذ وقف إطلاق النار تراوح مكانها ويبدو أنها لم تحقق أي تقدم فعلي في سبيل تنفيذ البنود الستة. وتضاربت التصريحات الرسمية والحوثية إزاء هذه النقطة، فإلى تصريح اللجنة الأمنية العليا الذي تلى قرار وقف إطلاق النار بأيام قليلة وأتهمت خلاله المتمردين بالمماطلة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، فإن تصريحات أعضاء اللجنة تباينت بين مطمئن بأن عمل اللجنة يسير بشكل طبيعي والأمور على ما ترام، وآخر يجدد الاتهامات للحوثيين بالمماطلة، بينما قدم عثمان مجلي استقالته من عضوية لجنة محور صعدة احتجاجاً على عدم إلتزام الحوثيين بتنفيذ بنود الاتفاق وترتيب أنفسهم لخوض حرب سابعة. حسبما أفاد مجلي ل"المصدر أونلاين" في وقت سابق. أما أخر الاتهامات للحوثيين بعدم الإلتزام ببنود إتفاق وقف إطلاق النار فكانت الأسبوع الفائت على لسان علي أبو حليقة رئيس لجنة محور صعدة الذي أعلن تعليق اللجنة لأعمالها في صعدة بسبب عدم إلتزام الحوثيين برفع النقاط وإنهاء التمترس وعدم حضور مندوبيهم، وقال في تصريح نقله نيوز يمن الأربعاء "صحيح أنه يتم إخلاء مواقع وإنهاء التمترس، لكنهم سرعان ما يعودو إلى مواقعهم". وإذ لم تعلن اللجنة الأمنية العليا عن أي موقف بعد إعلان أبو حليقة تعليق أعمال اللجان، فقد سارع الحوثيون بدورهم إلى مهاجمة أبو حليقة شخصياً. وقال القيادي في جماعة الحوثيين صالح هبرة "أبو حليقة ليس رئيساً للجنة الإشرافية كما تم الاتفاق عليه حتى يصرح باسمها وإنما يرأس أحد أرباعها (محور مدينة صعدة). طبقاً لما نقل عنه موقع الاشتراكي نت. ووصف هبرة، أبو حليقة ب"المتطفل" على اللجنة، مضيفاً "اختزال أبو حليقة للجنة في شخصه والتصريح باسمها تطفل واعتماد اللجنة الأمنية عليه مع علمها بذلك غباء خصوصاً أن كثيراً من أعضاء اللجنة بما فيها محور أبو حليقة نفسه يستنكرون تلك التصريحات باسمهم ويهددون بالانسحاب إذا لم تتوقف". ولفت هبرة إلى أن اللجنة الإشرافية التي تضم أربع لجان "لم توقع محضراً واحداً منذ تشكيلها ولم تجتمع مرة واحدة لبعد المسافات بين المحاور ولم تستكمل تشكيل لجان للمراقبة يتفق عليها الطرفان حتى الآن". حسبما قال. وإذ لا يمكن الجزم على أن هذه التصريحات تمثل دلالة بارزة على إندلاع حرب سابعة وشيكة، فالراجح أنها تنطوي على ما يشير إلى وجود اختلاف عميق بين الجانبين إزاء تنفيذ تلك البنود.