طالب إسرائيليون عبر تعليقات نشرت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأحد 21-3-2010 بقطع بث قناة mbc في إسرائيل، بعد عرضها المسلسل التركي "صرخة حجر" مدبلجا إلى العربية، والذي يصوّر حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وعرضت الحلقة الأولى منه على mbc يوم السبت20-3-2010. ولم تكد الحلقة الأولى من المسلسل التركي "صرخة حجر" تنتهي على شاشة MBC حتى توالت ردود الفعل في اسرائبل وأوساط الشارع العربي. وكان هذا المسلسل أثار أزمة دبلوماسية بين تركيا واسرائيل عندما استدعت الخارجية الاسرائيلية السفير التركي وتعمد إهانته في مقرها، وهو ما جعل الرئيس التركي يطالبها بالاعتذار الذي حدث لاحقا. كل شيء حقيقي وتحت عنوان: "اليوم: العرب يشاهدون المسلسل التركي"، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، السبت 20-3-2010، على موقعها الالكتروني عن الموضوع مذكرة بالأزمة التي سبق أن فجرها المسلسل، وتساءل: "هل كره إسرائيل يفيد في رفع نسبة الاهتمام؟". منوها إلى أن المسلسل بدأ يبث لكل العالم العربي. وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية سبق أن صرّحت بأن "بث المسلسل لا يليق حتى بدولة عدو"، في إشارة إلى بثه في تركيا من قبل. التعليقات التي وردت على هذا الخبر وصلت إلى حد مطالبة بعض الاسرائيليين لشركات الكوابل بقطع بث قناة MBC في اسرائيل، بداعي أنها تبث "رسائل معادية للسامية، داعية إلى رفع هذا الموضوع للقضاء"، الأمر الذي من شأنه أن يحد من مشاهدة المسلسل في إسرائيل، خاصة لدى فلسطيني 48، لكن البعض الآخر ذهب إلى التقليل من فاعلية هذه الخطوة، منوّهاً إلى أن معظم البيوت تشاهد المحطات بواسطة الأطباق اللاقطة وليس عبر الكوابل. وأعرب أحد المعلقين عن خشيته من أن بثّ المسلسل عبر قناة عربية، "يمكن أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وربما يؤدي إلى خروج البعض للانتقام". ووجّه أحدهم تساؤلاً لناشر الخبر في الصحيفة الاسرائيلية: ما الذي تقصده بهذا العنوان: "اليوم العرب يشاهدون المسلسل"، لمً تحاول بث الخوف، لا شيء يدعو للخوف". في حين تساءل معلق آخر: "ألم يفكّر أحد في رفع دعوى قضائية؟ هذا المسلسل الذي يبث يشوّه سمعة الجيش الإسرائيلي ولابد من محاكمة القائمين عليه". وفي حين كانت معظم الردود تعبّر عن سخط الإسرائيليين، وجدنا تعقيبات ترد عليهم بأن ما يبث هو حقيقة لا يمكن التهرب منها. فقال أحد المعلقين: "أنا لا اعتقد انه يوجد شيء غير حقيقي بالمسلسل رغم أني لم أشاهده"، في حين رأى صاحب رأي قريب لهذا الرأي أن "العالم ليس أعمى وليس بحاجة لمسلسل كي يرى الممارسات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي". أردنيون: العرض تزامن مع الاعتداءات وأجمع أردنيون في تصريحات ل"العربية.نت" على أن عرض المسلسل جاء في وقته، خصوصاً في ظل تصاعد موجة الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمقدسات الفلسطينية والمسيحية. الكاتب والصحافي نادر رنتيسي يذهب إلى أن العمل يأتي في ظل المواقف التركية الشجاعة تجاه الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة، ما دفع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى الانحاء أمام الرئيس التركي أردوغان أخيراً في أحد المحافل الأوروبية. بينما يقول زميله الصحافي زايد الدخيل إن المسلسل يشكّل نقله نوعية في الدراما التركية التي بدأت تتحسس مشاكل الأمة العربية في صراعها العربي الإسرائيلي، في وقت غابت فيه الدراما العربية عن تصوير الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وتؤكد المهندسة غيداء المنصور أن "الأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى مثل هذه المسلسلات لرفع معنوياتها، خصوصاً أنها تعيش حالياً حالة من الضعف والهوان والإذلال". وتشير المنصور إلى "ريادة mbc1 التي تحملت أمانة المسؤولية بعرض المسلسل الذي من المتوقع أن يثير موجة غضب عارمة في أوساط المجتمع الإسرائيلي". وترى الشابة راما الحنيطي ضرورة أن "تمارس القنوات التلفزيونية دورها التنويري لجهة الصراع العربي الفلسطيني، بدلاً من عرض المسلسلات الهابطة والتي تتحدث عن الحب والحنان والبزنس". وتشدد الحنيطى على ضرورة أن تحذو فضائيات عربية حذو mbc1 في هذا المجال لأن الأجيال العربية القادمة بحاجة ماسة لتوعيتها. وتضيف الباحثة رزان علاونة "لقد سمعت الكثير عن المسلسل الذي أعتقد أنه سيكون أكثر من رائع". وتقول "أتوقع أن يصيب هذا المسلسل قلب إسرائيل الدامي بالأطفال والشيوخ العجزة، لقد أثر فيّ كثيراً مشهد استشهاد الطفل الفلسطيني". سوريون: الدراما قالت ما لم تقله الأخبار تقول إم لثلاثة أطفال إنها انتظرت طويلاً الإعلان الذي بدأت MBC1 وMBC4 بعرضه للترويج للمسلسل, وأضافت بالتأكيد سأكون أول من يتابع المسلسل، فرد فعل اسرائيل تجاهه منذ البداية أغراني وشجعني اليوم على أن أتابعه على شاشة MBC1المشاهدة بكثافة على صعيد العالم العربي. وتضيف نعم بإمكان الدراما اليوم أن تسلط الضوء على ما يحصل على أرض الواقع، وبإمكان الدراما أن تقول وبطريقة مختلفة ما لا يمكن للأخبار أن تقوله. أما عطا، رجل في العقد الخامس من عمره، فيشكر الحكومة والشعب التركيين حيث يقول إنهما يقومان بدور كبير على صعيد القضايا العربية والفلسطينية بشكل خاص. ويضيف: بالطبع لن ننسى الموقف الجريء والخروج المشرف الذي بادر اليه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان خلال أعمال مؤتمر دافوس بسويسرا منذ أشهر، وذلك خلال كلمة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. ويرى سامي أن هذا النوع من المسلسلات يعبر عما يدور في أروقة السياسة بين تركيا وإسرائيل وإلى أي مدى وصل مستوى الخلاف أو الجفاء في العلاقة بين البلدين. ويضيف أن عرضه على شاشة MBC سيعطيه فرصة مشاهدة كبيرة جداً، لكنه في الوقت نفسه لن يغير الواقع الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، كما أنه لن يردع الاسرائيليين عما يمارسونه من اعتداءات يومية. كما يشير إلى أن إنتاج تركيا لهذا المسلسل يؤكد توجهاتها الجديدة نحو العالم الإسلامي، وهذا أمر طبيعي لأن تركيا رغم أنها بلد علماني إلا أنها في النهاية بلد إسلامي. ومن جانبه لا يشك فراس البتة من أن عرض مسلسل "صرخة حجر" الآن على شاشة MBC سيسحب البساط من تحت أقدام مسلسل "وادي الذئاب" الذي ينتظر المشاهدون بشوق عرض الجزء الرابع منه، حيث كادت الشوارع أن تخلو من المارة أثناء عرض اجزائه الثلاثة الاولى. أما باسم، وهو شاب في بداية العقد الرابع، فيقول: مجرد معارضة اسرائيل لعرض المسلسل على شاشة بحجم MBC يعطي الدافع لمشاهدته ومتابعته، خاصة أن ما يحصل في فلسطين من تهويد للقدس وسحب هويات وهدم منازل يمكن ان يكون أقل بكثير من الواقع. ويضيف أنه كان يتمنى لو أن الجهة المنتجة والمنفذة للعمل كانت عربية خالصة؛ كون الموضوع يتم تصويره وإيصاله للجمهور والدم الذي يراق وهما عربيان بامتياز. ومن ناحيتها اعتبرت رنا أن هذه الخطوة مدروسة بشكل جيد؛ لأن الجماهير العربية في هذه الفترة مهتمة بالدراما التركية، خاصة أنها تعكس إحدى أهم القضايا، وهذا النوع من المسلسلات أهم مما يتم إنتاجه عربياً؛ لأنها تصور الواقع العربي بعدسة دولة يمكن اعتبارها محايدة.