أعلن الناطق باسم وزارة العدل الألمانية تورستين باور الاثنين أن الحكومة الألمانية ستتسلم في الأيام القليلة المقبلة عميل الموساد الإسرائيلي الذي اعتقلته السلطات البولندية في وارسو، للاشتباه بمشاركته في عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود المبحوح في دبي في يناير/ كانون الثاني الماضي. وقالت متحدثة باسم الادعاء العام البولندي مونيكا ليفاندوفسكا: "إن الادعاء العام سيقدم طلبا أمام محكمة وارسو لتسليم العميل إلى ألمانيا".مشيرة إلى انه من المتوقع ان تبت السلطات البولندية خلال شهر في أمر ترحيل الجاسوس الإسرائيلي. وأكدت نبأ احتجاز السلطات البولندية لرجل يستخدم اسم يوري برودسكي الذي أصدرت ألمانيا طلبا باعتقاله في أوروبا. مشيرة إلى ان اعتقال هذا الشخص تم بطلب من ألمانيا، موضحه أن المخابرات الألمانية كانت تراقبه منذ إعلان دولة الإمارات أن أحد العناصر الذين شاركوا في تصفية المبحوح يحمل جواز سفر ألمانياً صحيحاً. وأضاف: "ان السلطات الألمانية ستقدم الشخص المعتقل إلى القضاء، عندما تتسلمه من بولندا". وكانت الأنباء قد تضاربت عن تقرير مصير عميل المخابرات الإسرائيلية "الموساد" حيث وردت معلومات إخبارية عن عزم بولندا تسليم العميل المطلوب في ألمانيا إلى برلين، في حين قال ناطق باسم محكمة بولندية أمس أنها ستبحث خلال شهر في أمر ترحيله. وعلى صعيد متصل ، كشف النقاب في تل أبيب، الاثنين عن أن "الموساد" فرض على أعضاء كتيبة كاملة الامتناع عن السفر إلى الخارج في أعقاب اعتقال العميل . وقال مصدر أمني كبير في الجهاز إن أعضاء هذه الكتيبة بالذات يمنعون من السفر، لأنه في أعقاب اغتيال القائد الحماسي، محمود المبحوح، في دبي مطلع العام الحالي تقوم عدة دول في العالم بنصب كمائن لرجالات "الموساد" لاعتقالهم للتحقيق حول الاغتيال. وتخشى إسرائيل من أن يتكلم العميل ويكشف بعض جوانب قضية الاغتيال، وبذلك تكشف تفاصيل فضيحة الاغتيال وتبعاتها، خصوصا تزوير جوازات السفر واستخدام جوازات سفر غير مزورة. وحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن كشف تفاصيل تلك الجريمة، من شأنه أن يورط إسرائيل بشكل رسمي مع الكثير من دول العالم. ولذلك، فإنها تبذل جهودا خارقة لدى ألمانيا وبولندا للملمة الموضوع وإعادة العميل إلى إسرائيل. ومن جانبه ، اشارت مصادر سياسية إلى أن التجاوب مع المطلب الإسرائيلي شبه مستحيل. وقال أحد المعلقين الإسرائيليين في "القناة الثانية" المستقلة، إن الاعتقال تم قبل عشرة أيام ومنذ اليوم الأول تحاول إسرائيل تسوية الموضوع بسرية لإطلاق سراح رجلها. ولكن النشر في صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن الموضوع كان إشارة من ألمانيا أنها لا تتنازل عن تسلم المعتقل من أجل محاكمته في ألمانيا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، قد صرح بأن القضية ليست قضية عمليات إسرائيلية لا يحبها الغرب ويحتج ضدها، إنما قضية سياسية من الطراز الأول، "ففي زمن حكومتي وقف العالم مع إسرائيل على الرغم من حرب لبنان الثانية وعلى الرغم من العملية العسكرية في غزة، وذلك لأنه رآنا نبذل جهودا مخلصة لتحقيق تسوية دائمة مع الفلسطينيين". وأضاف أولمرت أن الأمر الوحيد الذي يضمن فك عزلة إسرائيل في العالم هو تحريك المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين. ومن جانبها، تتواصل شرطة دبي مع الانتربول الدولي لمخاطبة السلطات البولندية بشأن إمكان الحصول على معلومات حول المعتقل ، وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان: "إن شرطة دبي تحاول الحصول على صورة للمشتبه فيه لمقارنتها مع صور المطلوبين الموجودة لديها وتحديد ما إذا كان من بينهم أو لا". وأضاف خلفان: "إن عميل الموساد الذي اعتقل في بولندا قبل أيام لم يكن مطلوبا لدى شرطة دبي ولكن السلطات الأمنية الألمانية تقول إنه زور جواز سفر ألمانيا ليستخدمه أحد أفراد المجموعة في عملية الاغتيال". وأكد خلفان أنه من الطبيعي أن تحقق الدول الاوروبية المعنية في جريمة انتهاك خصوصياتها وتزوير جوازات سفرها لكن لدينا قائمة أساسية بأسماء وصور المطلوبين لنا وهؤلاء هم الذين سنطالب بهم في حال القبض عليهم. وقال إن شرطة دبي ستنسق مع أي دولة تعتقل المطلوبين في عملية اغتيال المبحوح بعد الأنباء التي تحدثت عن اعتقال أحد المشتبه فيهم في بولندا.