سرايا القدس : تدمير آلية عسكرية صهيونية خلال توغلها وسط خانيونس    العراسي: محطة فاشلة لتوليد الكهرباء في الحديدة أطلقوا عليها اسم "الحسين" وألواحها إسرائيلية    بريطانيا تعزز حضورها في حضرموت المحتلة وسط اهتمام بالنفط والغاز    منظمة التعاون الإسلامي تدين اغتيال الاحتلال الاسرائيلي 6 صحفيين في غزة    تعز تحتفي باليوم العالمي للشباب بورشة لتعزيز الدور الثقافي والاجتماعي للأندية الرياضية    الرشيد يمطر شباك نور صبر ب14 هدفاً ويعتلي صدارة مجموعته مؤقتاً في بطولة بيسان    تعز: وفاة 3 اطفال جراء انهيار صخري وصواعق رعدية    الدولار يصعد قبيل إعلان بيانات تضخم أمريكية    الهيئة النسائية تدشن فعاليات المولد النبوي في المحافظات الحرة    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    حملة ميدانية في مديرية صيرة بالعاصمة عدن لضبط أسعار الأدوية    محافظ العاصمة عدن يبحث مع نائب وزير الأوقاف تطوير قطاع الأوقاف و والإرشاد    الوزير الزعوري يبحث مع السفير بن سفاع تحديات العمل الخيري في بلادنا    مليشيات الحوثي تدمر المعالم الثقافية في الحديدة وتحوّلها لمصالح خاصة    العليمي والمعبقي يحاربون الجياع برفع الدولار الجمركي من 750الى 1400    مساعدات إماراتية تنتشل شبوة من أعباء حرب الخدمات    محافظ شبوة يزور ملعب الفقيد الخليفي ونادي التضامن الرياضي    أبين.. طائرة مسيرة تستهدف نقطة عسكرية بمودية    البيض يحذر: القرار السيادي في اليمن مُصادر والتحالفات تتبدل والخرائط قد ترسم بمداد غير يمني    وزارة الإعلام تدشن خطة التغطية الإعلامية لذكرى المولد النبوي    منسقية انتقالي جامعة حضرموت تناقش تقارير الأداء للنصف الأول من العام الجاري    مكتب الزكاة بذمار يستعد لتدشين فعاليات ذكرى المولد    باريس سان جيرمان يتعاقد مع المدافع الأوكراني زابارني    السعدي :أمن وسلامة ممرات الملاحة ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والازدهار    باريس يستبعد دوناروما من قمة السوبر الأوروبي    القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري ومراكز تصنيع الطائرت الأوكرانية المسيرة    قرار حكومي يحظر استخدام العملات الأجنبية بديلاً عن العملة المحلية    حكومة التغيير والبناء .. عام حافل بالعطاء والإنجاز رغم جسامة التحديات    الصين تعلّق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا    بعد بدء رفعه تدريجياً في صنعاء.. مصدر يكشف عن توجه مالية عدن لرفع قيمة الدولار الجمركي    مجموعة هائل سعيد وشركة النقيب خفضوا الأسعار مرتين.. لأنهم سرق ونصابين    صحفي يمني يكتب: أحمد العيسي رجل الدولة العميقة، الذي صادر الدولة!    أهلي تعز يهزم التعاون ويتصدر مجموعته في بطولة بيسان    الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة الشدة ويحذر من العواصف الرعدية    50 شهيدا بقصف منازل واستهداف منتظري المساعدات في غزة    عاجل.. وحدات الدعم والإسناد الحربي بالقوات الجنوبية تدك تجمعات حوثية شمال الضالع    ورشة عمل تشاورية لتعزيز الوصول الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة إلى المرافق الخدمية    شبكة ستارلينك: أداة تجسس أمريكية إسرائيلية تهدد أمن اليمن    لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟    موقع بريطاني يؤكد تراجع نفوذ لندن في البحر الأحمر    محاولات سلخ حضرموت عن هويتها الجنوبية    من حبريش يقطع الوقود عن المكلا وسيقاتل لوصوله للعسكرية الأولى(وثيقة)    لماذا يستهدف وزير الإصلاح "حيدان" كفاءة عدنية عالية المهارة والإخلاص    أمن مأرب.. الإنجاز الجمهوري الفريد    افتتاح معرض تشكيلي في صنعاء يجسد صمود غزة    محمد تصحيح: عازمون على تحقيق الفوز الأول وإسعاد جماهير الرشيد    مركز تجاري في عدن يعرض تخفيضات هي الأقوى والأرخص ولم تشهد عدن واليمن مثل هذه التخفيضات منذ سنوات    فرصة إمام جامع وضيعتها    النائب العام يوجه بحملات مشددة لمراقبة أسعار الأدوية وضبط المخالفين    مناقشة آليات التعاون بين وزارة الاقتصاد وهيئة الابتكار في مجال توطين الصناعات    قصر شبام حضرموت النجدي بين الإهمال والخطر    فيديو وتعليق    اكتشاف مستوطنة نادرة على قمة جبل في بيرو    5 أخطاء تحول الشاي إلى سم    بهدف معالجة الصعوبات والمشكلات التي يعاني منها القطاع الصحي.. رئيس مجلس الشورى يلتقي وزير الصحة والبيئة    مرض الفشل الكلوي (16)    وصية الشهيد الإعلامي أنس الشريف ابن فلسطين درة تاج المسلمين توجع القلب    وجع بحجم اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العطية في حوار مع الحياه - دول مجلس التعاون ستستمر في دعم اليمن دون منة -
نشر في البيضاء برس يوم 14 - 07 - 2010

أكد مجلس التعاون الخليجي معارضته خيارات التصعيد بين الغرب وإيران وحذر من عواقب المغامرة. وشدد الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية في حواره مع صحيفة "الحياة" وتعيد السياسية نشره، على وجوب أن تستجيب إيران لقرارات الشرعية الدولية وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للرد على التساؤلات القائمة في شأن طبيعة برنامجها النووي.
ويرى أن المنطقة تشهد تغيرات كبيرة وترحب بالدور "الجريء" الذي تقوم به تركيا. ودعا العطية الفصائل الفلسطينية إلى التوحد "لأن الانقسام أضر بالقضية الفلسطينية ضرراً بالغاً".
وهنا نص الحوار:
* كيف ترون في مجلس التعاون الخليجي تشديد العقوبات الدولية ضد إيران؟ وما هي تداعياتها على المنطقة؟
- أعتقد أن قضية التصعيد في الملف النووي الإيراني لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة. لا أحد ينكر ذلك. ومسألة الحفاظ على إبقاء الأبواب مفتوحة والتعاون مع دولة جارة لنا مسألة مهمة. ودول المجلس تقع في الجانب الآخر من الخليج العربي ويهمها استقرار هذه المنطقة الحيوية، لكن هناك قضية أخرى تهمنا ولها أولوية وتتمثل في احتلال إيران للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات وعدم استجابة طهران للنداءات السلمية من جانب الإمارات ودول المجلس. وهذا الوضع يقلقنا كثيراً، خصوصاً أننا دعونا إلى المفاوضات المباشرة أو القبول بالتحكيم الدولي في هذا الخصوص. لذلك فإن مشكلة احتلال الجزر تشكل عائقاً في تقدم العلاقات مع إيران.
آمل أن لا تتجه الأمور إلى الأسوأ و أرى أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي في منطقة مهمة للاقتصاد العالمي. ولا اعتقد أن المقاطعة الاقتصادية والتجارية ستحل الأزمة القائمة بين إيران والغرب بل ربما تساهم في إضافة تعقيدات جديدة لحال الاحتقان الحالية. ويؤثر التصعيد بين الدول الغربية وإيران على الجوانب السياسية والإنسانية في المنطقة. نحن والإيرانيون نشرب من مصدر مائي مشترك من خلال تحلية مياه الخليج العربي. فهل نتصور العواقب على البيئة إذا تطورت الأزمة إلى مواجهة خطيرة، ولا نتمنى أي مواجهة ونرفض أي خيار عسكري. ونطالب إيران بالتجاوب والتعاون مع قرارات الشرعية الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل الإشكالات القائمة بالشفافية الكاملة حول برنامجها النووي. وهذا التجاوب سيخدم في نهاية المطاف مصلحة إيران والمنطقة ككل. لذلك نريد من إيران أن تتعاون مع الأسرة الدولية في هذا الشأن.
* لإيران قدرات عسكرية وبشرية ربما دون ترسانة إسرائيل، لكن طهران تمتلك أوراقاً مؤذية. كيف ترى إيران وقد اشتد الخناق من حولها؟
- الحراك الجاري داخل إيران شأن داخلي، لكننا معنيون بتداعيات أزمة الملف النووي الذي يثير قلقنا والمجتمع الدولي ككل. وكما أسلفت فإن التصعيد لا يخدم أمن المنطقة واستقرارها، وان استعراض القوة من جانب أي طرف لا يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. وأياً كانت طبيعة الأساليب التي تمارس في شأن ملف إيران النووي فإنني لا أرى سوى ورقة التفاوض في هذا الشأن.
* هل أنتم خائفون من دور إيراني مؤذ في العراق؟
- نخاف على أمن العراق ووحدته واستقراره. ويتوجب على إيران وقف تدخلها في الشؤون الداخلية للدول مثلما هي الحال في العراق.
* هل تخشى من تدخل إيراني يغلب طائفة على أخرى؟
- لا أريد تسمية أي طائفة بقدر ما أريد الإشارة إلى ضرورة وقف تدخلات إيران في شؤون الدول، بما في ذلك العراق.
* هل ترى بأن العلمانية تمثل أفضل ضمان لوحدة العراق لأنها تساوي بين الطوائف والمعتقدات والكيانات السياسية؟
- نحرص على وحدة العراق واستقراره وأمنه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. ومهما كانت طبيعة تشكيلة حكومة الوفاق الوطني التي طال انتظارها، فنحن سنظل نتطلع إلى أن يستعيد العراق دوره العربي لكي يكون داعماً لأشقائه العرب في مواجهة التحديات القائمة. ونتألم في كل يوم نرى فيه العراقيين منقسمين. وسنظل ننظر إليه بلداً عربياً له موقعه المؤثر.
العلاقات مع تركيا
* الغرب يتساءل حول ولاء تركيا، حيث يراها البعض كأنها أدارت ظهرها لأوربا. كيف ترون في مجلس التعاون تغير سياسة تركيا الخارجية وتوسع دورها الإقليمي؟
- لدينا علاقات مميزة مع تركيا ونقدر مواقفها المشرفة التي أثبتتها الأحداث، وآخرها تعرض أسطول قافلة الحرية للعدوان الإسرائيلي في المياه الدولية. ونقيم معها حواراً استراتيجياً يسير بشكل حثيث في مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليم وكذلك التنسيق في الشأن السياسي. ونعمل في دول مجلس التعاون على تطوير التعاون من خلال آليات الحوار الاستراتيجي. وهناك أرضية مشتركة للتعاون مع تركيا التي لم تبدأ دورها الشجاع مع أسطول الحرية إذ نستذكر مؤتمر "دافوس" حين انسحب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان من الندوة الحوارية في حضور الرئيس الإسرائيلي. كما أن الأحداث الأخيرة سلطت الأضواء على الدور التركي الجريء وتأثيره المباشر في قضية رفع الحصار عن قطاع غزة.
* الأحداث الأخيرة سلطت الضوء مثلما أشرت على الدور الجريء لتركيا وسلطت الأنظار أيضاً على جامعة الدول العربية حيث انتظر الأمين العام ثلاث سنوات قبل أن يزور القطاع المحاصر.
- بعيداً عن الخوض في توقيت الزيارة أو سبب تأخرها فإن الأمين العام عمرو موسى قام بدوره كاملاً، والجامعة هي الحاضنة للقضية الفلسطينية، وتقوم لجنة المتابعة العربية بعمل دؤوب ودور مهم في هذا الشأن. ولاحظنا جهداً عربياً في أعمال مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية تمثل في تعهد دولة قطر بتغطية جميع التكاليف الخاصة بالتحرك على المسارين القانوني والإعلامي بشأن العدوان العسكري الإسرائيلي على قافلة الحرية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وهذا مجرد دليل على العمل العربي الحيوي. وقد لا تكفينا الصفحة للحديث عن الدور العربي ومحاولات كسر الحصار المفروض على غزة من أطراف أخرى مثل تركيا هي محل تقديرنا جميعاً. بل نطالب بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين اقترفوا جريمة العدوان على المدنيين في قافلة الحرية المتجهة إلى قطاع غزة. وفي هذا الإطار أجدد دعوة الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق المصالحة بأسرع وقت ممكن لأن الانقسام أضر بقضية الشعب الفلسطيني ضرراً بالغاً، فالوحدة صمام الأمان لصيانة الحقوق المشروعة.
* لا أحد يقلل من أهمية الدور العربي، لكن جدواه بدت محدودة بالنسبة إلى أهل غزة مقارنة مع دور قافلة الحرية.
- الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية بما في ذلك الاستيطان والتهويد والحصار الإسرائيلي سبب مأساة الشعب الفلسطيني. والانحياز الغربي، خصوصاً الأميركي، هو الذي شجع إسرائيل على التمادي في تجاهلها القانون الدولي والمواثيق الإنسانية. ومع وضوح تأثير تلك العوامل، فإن تفعيل الدور العربي في مواجهة هذه التحديات مسألة ملحة وضرورية.
* هل تخافون على استقرار اليمن؟
- دول مجلس التعاون حريصة على دعم الأمن والاستقرار في اليمن، وقد بادرت إلى المساهمة في تأهيل الاقتصاد اليمني وستظل تساعد اليمن وشعبه الأصيل من دون منة. لكن، لا بد أن تبادر صنعاء إلى اتخاذ خطوات تجعل اليمن قادراً على استيعاب المشاريع التنموية الكبيرة، خصوصاً أن دول المجلس قد تعهدت بل وقامت بحشد الدعم في مؤتمر لندن لتمويل المشاريع الإنمائية وساهمت بمبلغ 3.7 بليون دولار. أما مشهد الصراع الداخلي فهو لا يسر أشقاء اليمن وأصدقاءها لأنه يهز الاستقرار. ولا سبيل إلا بانتهاج الحوار بين اليمنيين باعتباره الأسلوب الوحيد القادر على معالجة الخلافات بين الأشقاء. وأكدنا ذلك في مناسبات عدة للإخوة اليمنيين لأن التجارب أثبتت أن المواجهات لا تحل المشاكل وأن الأمور لا تقاس بالنيات وإنما بما يجري في أرض الواقع.
* السودان بدوره يعاني من مخاطر عدم الاستقرار وربما التفكك. هل تتوقع انفصال الجنوب في استفتاء العام المقبل؟
- هذا أمر لا نتمناه، ودول مجلس التعاون حريصة على وحدة السودان واستقراره وعلى ضرورة حل أزماته بما فيها أزمة دارفور حلاً عادلاً وشاملاً. وتدعم الوساطة القطرية الهادفة إلى مساعدة السودانيين على حل مشاكلهم، ومنها أزمة دارفور، وتدعوهم إلى طاولة الحوار. وتحتضن الدوحة المنبر الدارفوري لتشجيع الفرقاء على التوصل إلى حل سلمي. وتحظى المبادرة القطرية بدعم خليجي، عربي، أفريقي ودولي. وهي انعكاس طبيعي لنجاح سياسي ودبلوماسي قطري في حل الأزمات المستعصية.
* مسيرة الاندماج الخليجية حققت العديد من الانجازات وتعثرت في مرحلة مشروع الاتحاد النقدي. لماذا التعثر؟
- مسيرة الاتحاد النقدي ليست متعثرة وسنجد أن هناك قرارات لقمم مجلس التعاون تمكن الدول من الدخول في شراكات اقتصادية وتنموية على أن تلحق الدول الأخرى التي ليست جاهزة في مرحلة لاحقة. هذه المرونة تدفع بمسيرة المجلس نحو تحقيق الأهداف المشتركة، و لا أرى من موقعي أن هذا الهامش يحول دون لحاق أي دولة في المراحل القادمة. وهنا تحضرني تجربة الاتحاد الأوربي حيث تنتمي 17 دولة لعضوية عملة يورو بينما العشر الأخرى تتداول عملاتها الوطنية في نطاق آلية صرف أوروبية.
* العملة الخليجية من دون عضوية الإمارات ستفقد جزءاً من قوتها.
- دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أحد الركائز المهمة في مجلس التعاون ووجودها في هذا الكيان النقدي يزيده قوة. القمة الخليجية المقبلة التي ستحتضنها ابوظبي، في مطلع ديسمبر، ستكون استثنائية في ضوء التحديات التي تواجه المنطقة. وستعقد في الذكرى الثلاثين لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ابوظبي. لذلك ستشكل محطة مهمة لتقويم الانجازات التي تحققت ورسم المحطات المقبلة في سير قاطرة العمل الخليجي المشترك.
* ستنهي ولايتك في مارس 2011 حين تكون المسيرة الخليجية بلغت عقدها الثالث. هل ترى مفهوم الفيدرالية الخليجية أصبح ناضجاً للنقاش والاقتراح أم لا يزال فكرة سابقة لأوانها؟
- دول مجلس التعاون مؤهلة للدخول في اتحاد لأنها قطعت شوطاً كبيراً وأنجزت الكثير، بدءاً من اتفاقية التجارة الحرة و من ثم الاتفاقية الاقتصادية والاتحاد الجمركي،2003، والسوق المشتركة، 2007، والاتحاد النقدي 2008، الذي أعلن عن تشكيل مجلسه في آذار 2010، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والذي وصل إلى مرحلة متقدمة، إضافة إلى الجوانب المتصلة بالتنمية الاجتماعية.
وعليك مراجعة ما تتضمن السوق المشتركة من مزايا حيث لم يعد المواطن الخليجي مقيداً بل يتمتع بحقوق الإقامة والتنقل من دون جوازات السفر، ومزاولة النشاطات الاقتصادية وممارسة المهن والحرف، والمساواة في التأمينات الاجتماعية والاستثمارات والخدمات التعليمية والصحية التي لا تقع تحت شروط. تلك هي المواطنة الخليجية الحقة، وبالتالي فإن دول المجلس أصبحت قاب قوسين أو أدنى من اتحاد في ما بينها.
* هل تقصد اتحاداً فيدرالياً؟
- اقصد اتحاداً بمعان أشمل لكل ما تعنيه مفاهيم الانتقال والتدرج نحو التكامل وصولا إلى الاتحاد المنشود. وعلينا أن ننظر إلى ما يجرى في الاتحاد الأوربي، على سبيل المثال. هناك تدرج منتظم بوتائر متغيرة.
* هل تحولت مقاربات السياسات الخارجية من مقاربات خلافية في بعض الأحيان إلى مقاربة مشتركة تكمل بعضها البعض؟
- السياسة الخارجية لدول المجلس أصبحت مؤطرة حيال مجمل القضايا السياسية التي تطرح، سواء في الشأن العربي وهموم الأمة أم بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية. وتغير المقاربات لا يغير في الأمر شيئاً بل يمثل أمراً مساعداً. وهذا لا يعني عدم وجود اجتهادات ويظل هناك توافق سياسي في القضايا ذات الأولوية مثل العلاقات مع إيران، الموقف من الملف النووي، الموقف الثابت من قضية احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث. وهذه رؤى مؤكدة وثابتة على مستوى القمة. وقس على ذلك بالنسبة إلى القضية الفلسطينية حيث تضطلع دول مجلس التعاون بدور مهم بل أصبحت من الدول الصانعة لكل ما من شأنه التأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ولنا في مبادرة السلام العربية خير مثال على ذلك. وهي في الأصل مبادرة سعودية قدمها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها القمة العربية في بيروت 2002.
وأشير هنا إلى الزيارة التاريخية والمهمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى واشنطن عقب مشاركته في قمة العشرين في كندا. وقد عكست تلك الزيارة مجدداً ثقل السعودية ومكانتها وقدرة قيادتها على إطلاق مبادرات ايجابية لدعم قضايا العرب والمسلمين وتعزيز التعاون الدولي استناداً إلى قيم الحق والعدل والحرية. وأتوقع أن تساهم نتائج هذه الزيارة في تعزيز الخطوات الهادفة إلى التوصل إلى سلام حقيقي وعادل، خصوصاً أن خادم الحرمين الشريفين هو صانع مبادرة السلام العربية وقد وضعت الأطراف الدولية كافة أمام تحديات الانتصار لقيم الحق والعدل. ونأمل أن يقدم الأميركيون الدعم الحقيقي واللازم لتحقيق أهداف مبادرة السلام العربية.
* هل تعتقد أن القمة الخماسية التي احتضنتها طرابلس في الفترة الأخيرة ستساهم في معالجة مشكلات وأزمات العالم العربي، خصوصاً إصلاح الجامعة؟
- تقتضي المصلحة العربية تقويم الجهود التي تبذلها منظمات الجامعة العربية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. وتمثل القمة الخماسية في هذا الشأن نقلة نوعية تنتشل العمل العربي المشترك من حال الجلوس على رصيف الأحداث إلى دائرة الفعل والمبادرة. وأشير هنا إلى دور مجلس التعاون في القمة الخماسية العربية ممثلا في مشاركة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أعمال القمة، فالمشاركة القطرية جاءت في سياق مبادرات وخطوات اتخذها الأمير لدعم الدور الخليجي في إطار رؤية عربية أشمل، ولا يخفى على أحد دوره خلال رئاسته القمة العربية في دورتها السابقة، إذ شكلت قمة غزة في الدوحة أثناء الغزو الإسرائيلي البشع مشهداً إيجابياً وتاريخياً شهدته الساحة العربية في توقيت مهم. وهذه المواقف ليست غريبة على أمير قطر الذي دعم العمل الخليجي المشترك دعماً غير محدود حيث شهدت الدوحة، على سبيل المثال، ميلاد الاتحاد الجمركي في 2003 والسوق الخليجية المشتركة في 2007، مثلما شهدت مسقط انجازاً مهما تمثل في إبرام قادة دول مجلس التعاون اتفاقية الاتحاد النقدي في 2008.
وتشكل قمة طرابلس الخماسية خطوة ايجابية تحمل بادرة أمل لتطوير العمل العربي. لكن الإصلاح يتطلب التفافاً عربياً جماعياً حول راية إصلاح العمل المشترك وإيجاد آليات جديدة وتفعيل دور الجامعة العربية. ويجب أن تقترن الأقوال بالأفعال وأن نطرح القضايا المصيرية للمواطنين العرب مثل حرية التنقل بين الدول العربية.
العلاقات الخليجية - الأوربية
* العلاقات الخليجية - الأوربية: لماذا فقد الجانبان الحماسة في شأن اتفاقية التبادل الحر؟
- أنهينا متطلبات المفاوضات كافة سوى القضايا التي لها تأثير اجتماعي مباشر في دول مجلس التعاون، وبشكل خاص ما يتعلق برسوم الصادرات. فلم نجد آذانا صاغية وتجاوباً من الجانب الأوروبي تجاه مطالب دول مجلس التعاون، ولنا الحق في فرض رسوم على الصادرات حيث تضمنها أحكام منظمة التجارة العالمية. وبالتالي، فإننا علقنا المفاوضات عندما وجدنا الجانب الأوروبي غير متجاوب بعد عقدين من التفاوض. لكن علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي تظل جيدة صادق الوزراء في اجتماع لوكسمبورغ في 14 حزيران (يونيو) الماضي على توثيق التعاون من خلال خطة عمل لتفعيل اتفاقية التعاون لعام 1988 والتي تشمل مجالات التعاون في التعليم وتقنية المعلومات والبيئة والطاقة والاستثمار والصناعة. وستبقى المفاوضات معلقة طالما لم يتجاوب الاتحاد الأوروبي مع مواقفنا في هذا الشأن. وإذا نظرنا إلى التغيرات في المجالات السياسية سنجد توجهات عليا تحضّ على التطوير والحداثة.
* هل ترى أن المجتمعات الخليجية اتجهت في السنوات الأخيرة نحو المزيد من الانفتاح والليبرالية وأصبحت أكثر تقبلا لقيم الحداثة؟
- الحداثة من الأهمية بمكان، ولكن في ظل القيم. وقد اتخذت دول مجلس التعاون مبادرات عدة في هذا الشأن من أجل تعزيز ثقافة الحوار على المستويات كافة. ولا ننسى مبادرات الحوار بين الثقافات والحضارات وبين الأديان وهي مبادرات تشجع الانفتاح والتسامح في نطاق الحفاظ على قيمنا. وانطلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حول الحوار بين الأديان إلى آفاق أوسع، وأشير في هذا الإطار إلى النتائج الايجابية في لقاءات مدريد والأمم المتحدة و ريو دي جانيرو. وستعقد الدورة المقبلة للحوار بين الحضارات في الدوحة. إذاً، الحداثة والتطوير من المتطلبات التي يجب الأخذ بها في نطاق الانفتاح والحفاظ على قيمنا، ولا ننسى جوانب أخرى مثل تطوير التعليم وتعزيز مشاركة المرأة ودورها المحوري في تنمية المجتمعات.
* وقعت أخيراً مذكرة تفاهم مع "معهد العالم العربي" الذي يمثل واجهة الثقافة العربية في عاصمة دولية مثل باريس. ماذا تتضمن المذكرة وما هو الدافع لإنجازها؟
- مذكرة التفاهم تؤكد حرص مجلس التعاون على الاضطلاع بدور حيوي في مساندة مبادرات وبرامج "معهد العالم العربي" من أجل نشر الثقافة العربية وتشجيع تبادل الأفكار والحوار بين الثقافات. ويمثل المعهد في هذا الشأن جسراً للتواصل الثقافي والحضاري. كما تؤشر المذكرة إلى حرص دول مجلس التعاون على تطوير علاقاتها التاريخية مع فرنسا التي نقدر ونحترم مواقفها المتوازنة والصادقة في دعم القضايا العربية العادلة وفي مقدمها حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
كما وفر توقيع المذكرة المناسبة لتجديد التحية والتقدير للشعب الفرنسي ولتجسيد سعي دول مجلس التعاون الخليجي في شأن دعم الأواصر مع فرنسا في كل المجالات، منها المجال الثقافي الذي يعتبر من أهم عوامل تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب بما يخدم أهداف الاحترام المتبادل.
* كيف تفسر عدم تطوع رجال الأعمال والأثرياء العرب بالقليل لخدمة الثقافة العربية في الغرب، أسوة بما يفعل الأثرياء في العالم الغربي؟
- ندعو إلى مساهمة الخيرين في خدمة الثقافة العربية في العالم وتشجيع مؤسسات ثقافية مثل "معهد العالم العربي" الذي يعد صرحاً وجسراً للتواصل بين الثقافات. ونشجع القطاعين العام والخاص على المساهمة في تمويل البرامج الثقافية التي يقوم بتنفيذها "معهد العالم العربي" في باريس حيث يستقطب اهتمام الرأي العام الأوربي ويقدم خدمة جليلة للثقافة العربية.

*عن الحياه اللندنيه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.