ما أن بدأت إسرائيل في نشر مزاعم حول احتمال اتهام عناصر من حزب الله بالتورط في اغتيال رفيق الحريري ، إلا وسارعت مصر والسعودية وسورياوقطر للتحرك باتجاه احتواء أي تفجير محتمل للوضع الداخلي في لبنان من ناحية ولمنع اندلاع أي حرب جديدة في المنطقة من ناحية أخرى ، هذا بالإضافة للأمر الأهم وهو اتمام ملف المصالحة العربية - العربية. وكانت وسائل الإعلام كشفت في الأيام الأخيرة عن قيام العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارة مصر في 28 يوليو / تموز وهو الأمر الذي وضع حدا للشائعات حول وجود توتر في علاقات البلدين على خلفية مزاعم بشأن تردد مصر في قبول وساطة سعودية لحل الخلافات بين القاهرة ودمشق . ولعل ما يدحض المزاعم السابقة أيضا أن مصر أيدت بقوة مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة العربية الشاملة التي أطلقها خلال القمة العربية الاقتصادية في الكويت عام 2009 ، ولم يقتصر الأمر على الأقوال فقط ، بل إنها قامت أيضا بترجمتها إلى خطوات على أراض الواقع ، وكانت المصالحة المصرية القطرية على هامش القمة العربية الخماسية التى عقدت في ليبيا في الثامن والعشرين من يونيو الماضى والتى خصصت لبحث آليات تطوير العمل العربى المشترك ، البداية في هذا الصدد . وسرعان ما قام الرئيس المصري حسني مبارك بعد ذلك بزيارة للجزائر لإنهاء الأزمة الكروية المفتعلة بين الجانبين وتنقية الأجواء العربية قبل القمة العربية الاستثنائية في أكتوبر المقبل. وبجانب دحض الشائعات ، فإن الإعلان عن زيارة العاهل السعودي لمصر والتي تعتبر نقطة البداية في جولة عربية يقوم خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز أيضا بزيارة كل من سورياولبنان والأردن يأتي في توقيت بالغ الأهمية لمواجهة المؤامرة الإسرائيلية الجديدة ضد لبنان والتي تستغل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري لإشعال التوتر مجددا بين فريقي 8 و14 آذار. بل وكشفت تقارير صحفية أن العاهل السعودي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد في 29 يوليو قبل توجهه إلى لبنان في 30 من الشهر ذاته وأنه من المحتمل أن يقوم عبد الله والأسد بزيارة لبنان سويا وهو أمر إن تحقق سيكون تتويجا للتحسن الذي بدأ في علاقات لبنانوسوريا مؤخرا ، حيث أن الأسد لم يقم بزيارة بيروت منذ توتر العلاقات بينهما في أعقاب اغتيال رفيق الحريري . واللافت للانتباه أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيصل بيروت في 30 يوليو أيضا بالتزامن مع زيارة العاهل السعودي وهو أمر يؤكد حرص الجميع على إجهاض المؤامرة الجديدة ضد لبنان . فمعروف أنه منذ إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤخرا أن المحكمة الدولية المكلفة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ستصدر قرارا ظنيا يتهم أفرادا في الحزب وأن هذا القرار تم إعداده منذ عام 2008 للقضاء على المقاومة إلا وتصاعدت المخاوف من احتمال حدوث مواجهة جديدة بين أنصار حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا وإيران وأنصار رئيس الحكومة اللبنانية السني سعد الحريري المدعوم من السعودية تعيد إلى الأذهان أحداث 7 أيار/ مايو عام 2008 التي قتل خلالها حوالي 100 شخص. أدلة نصر الله
حسن نصر الله ورغم أن سعد الحريري أكد أنه لن يسمح باستخدام قضية والده لإحداث فتنة في لبنان ، إلا أن إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي جابي أشكنازي عن احتمال حدوث صدامات في لبنان على خلفية القرار الذي ستصدره المحكمة الدولية أكد أن هناك مؤامرة تحاك بالفعل ضد هذا البلد العربي الجريح . بل ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر سورية مطلعة القول في 28 يوليو إن الأسد سيطرح تخوفات حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله على الملك عبد الله بن عبد العزيز بكل تفاصيلها وبكل ما لدى قيادة حزب الله من قرائن وأدلة بخصوص الاتهام الظني المنتظر ضد حزب الله من المحكمة الدولية في سبتمبر المقبل . وتوقعت المصادر السابقة أن يكشف الرئيس السوري للعاهل السعودي ما لدى نصر الله من أدلة تدحض القرار الظني المنتظر وتفضح مؤامرة إسرائيل ضد المقاومة بصفة خاصة ولبنان بصفة عامة . وتابعت أن تلك الأدلة سيكشفها نصر الله للجمهور اللبناني في إطلالته القادمة ، موضحة أن الأسد سيكون واضحاً مع العاهل السعودي في تفنيد تداعيات صدور القرار الظني على الداخل اللبناني وبالتالي على المستوى الإقليمي. وإلى حين يتم الكشف عن أدلة نصر الله ، فإن التحركات العربية المكثفة باتجاه لبنان تؤكد أن هناك إدراكا مبكرا هذه المرة لأبعاد المؤامرات الصهيونية التي تحاك ليل نهار ضد العرب جميعا وليس ضد المقاومة فقط