جدد الزعيم الاسلامي حسن الترابي، الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض في السودان، دعوته للرئيس السوداني عمر البشير بتسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد شهرين من الاعتقال لنفس السبب. وأطلقت السلطات السودانية الاثنين 9-3-2009 سراح الترابي (76 عاما) الذي نقل إلى منزله في الخرطوم في الساعات الأولى من صباح اليوم دون أي تفسير وأوضح أنه لم يغير رأيه بأنه يتعين على البشير أن يسلم نفسه للمحكمة التي أصدرت أمر اعتقال بحقه الاسبوع الماضي. وقال الترابي في منزله وسط عشرات المهنئين بالافراج عنه انه كلما زادت درجة العدالة كلما تحسنت العلاقات الدولية. وأصدرت المحكمة ومقرها لاهاي أمر اعتقال بحق البشير الاسبوع الماضي ليواجه اتهامات بتنسيق جرائم حرب في دارفور حيث يقول خبراء دوليون ان صراعا استمر نحو أربع سنوات قد أودى بحياة نحو 200 الف شخص. واعتقل الترابي (77 عاماً) في منتصف يناير الماضي، بعدما اكد ان الرئيس البشير "مذنب سياسياً" بسبب جرائم ارتكبت في دارفور وأن عليه الذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية من تلقاء نفسه. وكان الترابي الحليف السابق للبشير وأحد ابرز معارضيه اليوم, معتقلاً في سجن بالخرطوم ثم نقل الى بورت سودان على ساحل البحر الاحمر. وأوضحت عائلته أنه مصاب بالزكام منذ اسبوع وأن حرارته مرتفعة وكذلك ضغط الدم. وأضافت ابنته "رأيناه في السجن وكنا نشعر بقلق بالغ. وسألنا هل من الممكن اعادته الى المنزل". وذكرت "وصل الموظفون في نهاية الاسبوع مع عرض خروجه من السجن ليتمكن من العودة الى منزله". ولم توضح ما إذا كان الافراج عنه لأسباب سياسية ام لا. وقال صديق، نجل الترابي، إن والده بدا في صحة طيبة ولكنه فقد بعضاً من وزنه. واضاف انه تم ايضاً الافراج عن بشير ادم رحمن امين الشؤون الدولية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يتزعمه الترابي. وكان الترابي حليفاً سياسياً ودينياً وثيقاً للرئيس البشير، إلى أن انفصلا في صراع مرير على السلطة في 1999-2000. فقد كان الترابي الزعيم الروحي لحكومة البشير، عندما تولت السلطة في انقلاب في عام 1989. وفي التسعينات، عندما استضاف السودان زعيم القاعدة اسامة بن لادن، اعتبر الترابي القوة الدافعة وراء تشجيع الخرطوم للجماعات الاسلامية المتشددة. وحالياً، يرأس الترابي حزب المؤتمر الشعبي, احد ابرز احزاب المعارضة في السودان، والذي يوجه النقد الحاد الى البشير، وقد سجن مرات عدة في السابق بتهمة الاعداد لانقلابات، او اقامة علاقات مع زعيم حركة العدالة والمساواة خليل ابراهيم، الاكثر تسلحاً بين المجموعات المتمردة في دارفور، وهي الحركة التي قادت هجوماً غير مسبوق، في مايو/أيار على مدينة ام درمان لكن قوات الامن السودانية تصدت له.