لعل ما يجعل الصورة متكاملة لدى الفندم هي التقارير المرسلة إليه سواءً على الصعيد الإداري أو الشخصي وقد تتحاشى تلك الأطراف عرض الصورة بشكل واضح وشفافية خوفا من تدمير علاقتها بالفندم وسعيا وراء الحصول على ثقة متينة حتى وان كانت على حساب الوضع نفسه . وهذا سلوك بشري يعرفه الكل ويمارسه بدون شعور ، فغالباً ما يستخدم الجندي أو المسئول عبارة " الامور طيبة يا فندم " هو نوع من الطمأنة لقائده ومسئوله المباشر حتى لا يتحمل أعقاب الفشل او تحدث له مساءلة عما يدور . ذكرتني هذه العبارة بقصة حدثت لشخص في محافظة البيضاء سجن على ذمة قتل ولجهلة بأمور المحاكم والقضاء اوكل شخصاً من المدينة ممن يدعون المعرفة في كل شيء لقربه من المحكمة ، وظل يتواصل مع موكله عبر الجوال وفي كل اتصال كان يجيبه بعبارة " الأمور طيبة " ، وفي يوم تنفيذ الإعدام بحق موكله اتصل أخوه بالوكيل فأجابه " الأمور طيبة " ثم عاود الاتصال بعد معرفته الحقيقة فأجابه " الأمور طيبة عظم الله أجركم نفذنا الإعدام ". وعلى ذلك يمكن أن نتخيل ما يمكن أن تفضي إليه التقارير المغلوطة والتي أوصلت الأمور في اليمن السعيد الى ما وصلت اليه الان . لعل ما يدور الان بمدينة لودر وصل جميع الاذان في اليمن ، رحيل مدينة بكامل اسرها الى مدن الجوار وقتل وتشريد للابرياء من الجنود والمواطنين . وكل هذا نتيجة لتلك التقارير المغلوطة اذ لو كان هؤلاء الذين يرفعون تلك التقارير صادقون ومخلصون لما وصلت الحال الى ماهي عليه الان ، والا ماذا يعني ان يسرح ويمرح عناصر القاعدة منذ عدة اعوام على مرأ ومسمع من الحكومة والعجب العجاب وجود ثكنة عسكرية لهم لاتبعد عن 300 متر عن شرطة لودر . فهل السكوت عن تلك العناصر طوال هذه الفترة هو ضعف الدولة والاجهزة الامنية ، ام انه علامة الرضى لتلك الممارسات التي يقوم بها عناصر القاعدة . اضف الى ذلك قوى الحراك ومناطق الشغب التي بدأت بمطالب شرعية وضرورية مرتبات ومستحقات واراضي نهبت وحقوق سلبت لكنها انتهت بدعوات غير شرعية ابرزها المطالبة بفك الارتباط . وفوق ذلك الازمة الاقتصادية التي تفتك بالمواطن اليمني المثقل كاهله من تراكمات الوضع . كل هذا وذاك سببه التقارير المغلوطة والمعلومات الكاذبة التي ترفع الى الجهات العليا والتي لا تمت الى الصدق بصلة بل هي بعيدة كل البعد عن جنبات الحقيقة المؤلمة . ايها المسئولون اصدقوا مع الله ومع ضمائركم وقائدكم وابتعدوا عن المصالح الشخصية واجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .. وصوموا تصحوا .. والامور طيبة رئيس تحريرموقع شمر برس