في موكب جنائزي كبير شيعت جماهيرغفيرة من المواطنيين ظهر اليوم الفنان اليمني الكبير محمد قاسم الاخفش إلى مثواه الاخير في مقبرة الحوطة بمدينة الروضة شمال العاصمة صنعاء . وتقدم المشيعين الاستاذ أحمد الكحلاني وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى والعميد الركن على حسن الشاطر مدير دائرة التوجية المعنوي رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر و الدكتور أحمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة وعدد من المسؤولين و أعضاء من مجلسي النواب والشورى بالاضافة إلى جموع من الادباء والمفكرين والفنانين وأصدقاء المرحوم وأهلة ومحبية . وقد عبر المشيعون عن أسفهم وحزنهم الشديد لوفاة الفنان الكبير الاخفش مشيدين بمناقبه وصفاته الحميدة وعطاءه اللامحدود للوطن في مجال الفن وانه من أوائل من تغنوا بالوطن والثورة وما قدمه للتراث اليمني من أغاني فريدة مازالت تصدح في ربوع الوطن واصفين رحيله بانه خسارة كبيرة للفن و الثقافة اليمنية التي فقدت برحيلة أحد أعلام ومشاهير الاغنية اليمنية مؤكدين خلود ذكراه في ذاكرة كل اليمنيين وعقولهم . واعتبر المشيعون الفنان الاخفش مثالا يحتذى به للفن الملتزم بمبادء وأسس الثورة الخالدة والوحدة اليمنية المباركة وأنه من الفنانين الموسومين بالورع والزهد والفكرة الثاقبة في أعماله الفنية والادبية التي طالما نهل منها الفنانون اليمنيون أروع الالحان , مشيدين بالمكانة الكبيرة التي اتسم بها الفنان بين أسرته ومحبيه سواء في حياته اليومية المليئة بدماثة الخلق والنبل أو بمشواره الفني في حياته العملية .. من جانبها نعت وزارة الثقافة بكافة قياداتها وموظفيها ومنتسبيها من الفنانين وفاة الفنان الكبير/ محمد قاسم الاخفش مؤكدة أن الفقيد يعد من أعمدة الفن الغنائي اليمني الذين اثروا الحياة الفنية بالعديد من الأغاني الوطنية والعاطفية وتميز الفقيد بأداء اللون الغنائي الصنعاني وجاء في بيان النعي : بيان نعي (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) تنعي وزارة الثقافة بكافة قياداتها وموظفيها ومنتسبيها من الفنانين وفاة الفنان الكبير/ محمد قاسم الاخفش والذي انتقل الى رحمة الله تعالى مساء يوم أمس الثلاثاء الموافق 31/8/2010م إثر مرض عضال آلم به , ويعد الفقيد من أعمدة الفن الغنائي اليمني الذين اثروا الحياة الفنية بالعديد من الأغاني الوطنية والعاطفية وتميز الفقيد بأداء اللون الغنائي الصنعاني . تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وكافة محبيه الصبر والسلوان وان يعصم قلوبنا بالصبر والثبات إنا لله وإنا إليه راجعون ,,, وزارة الثقافة * استطلاع لأراء بعض محبيه وأصدقائه ورفاقه -أحمد الكحلاني وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى قال كان الفنان الاخفش مدرسة للفن , وكثير من الفنانين تعلموا على يده أعطى الكثير للوطن في أحلك الظروف كيف لا وهو من مدرسة الفن اليمنية العريقة. مشيرا إلى أن الوطن خسر برحيله أحد الرموز الفنية الاصيلة في اليمن وأنه سيظل في ذاكرة اليمنيين وتراثهم وثقافتهم . - أحمد سالم وكيل وزارة الثقافة : فقدت اليمن وفقد الجيل الفني ووزارة الثقافة علما من أعلام الفن الذين صدروا بفنهم الرفيع كثيرا من الملاحم في حياته الفنية . مضيفا " حقيقة : من الصعب جدا تعويض مافقدته الساحة الفنية برحيل الفنان القدير الاخفش ولكن هذه إرادة الله وليس أمامنا من شيء يمنع رحيله فهذه قدرة الله ونحن نعزي أنفسنا والشعب اليمني كافة برحيله , ولنا في كل ما أصدره من ألحان عبرة يتغذى بها شبابنا بالاخص منها أغاني الوحدة والثورة اليمنية .. - يحي حسين العرشي عضو مجلس الشورى أكد أن الفنان الاخفش امتداد للفن اليمني الاصيل وأنه استطاع تقديم العديد من الابداعات الفنية الراقية . مضيفا إننا نستشعر ما تركه من أثر طيب حينما كان يمثل حالات معينة فقد ساعد العمال واتصل بالانتاج والبناء والحياه الاجتماعية والثورة والجمهورية من خلال ماقدمه من أغانيه المعبرة . وقال العرشي : واصلت إبداعاته تألقها عندما كنت زميلا له في الاذاعة حيث كان مثالا في تقديم التراث حتى للمناسبات الوطنية وكان فخورا في أداءه بالتراث اليمني الاصيل ونحن في مقام تشييعه لا يكفي أن نفكر في مناقبه ولكن في كيف نحافظ على ما خلفه من إبداع .. - خالد الرويشان وزير الثقافة السابق :اكد إن المرحوم الاخفش يعد نموذجا نادرا للفنانين في اليمن وكان في طليعة من قدموا الكثير للأجيال سواء للمرأه أو الفلاح أو الطالب أوالوحدة والديمقراطية ..الخ . ومضى بالقول : إن الفنان ومنذ عودته من مصر مطلع الستينات كان نموذجا نادرا في علاقته البديعة والمتواصلة مع الفنانين والشعراء الجدد الذين قدمو مالديهم في ظله . -الفنان فؤاد الكبسي وصف المرحوم محمد قاسم الاخفش بأنه كان نبراسا علما من أعلام الفن اليمني الاصيل وقد أشتهر بأغانية الاصيلة في مشواره الفني الطويل صاغ كثيرا من الالحان الرائعة وكان كل لحن يصنعه وساما وتاجا على رأس المرحوم . مشيرا إلى أغانية التي طالما أتحفت الجمهور والتي منها " ألا جينا نحييكم , يادايم الخير , بلغ الاحباب عنا يانسيم " وغيرها من الاغاني مؤكدا أن الساحة الفنية خسرت علما من أعلام الفن وأنه من المؤسف أن الفنان عاش فترته الاخيرة من عمره يكابد ألام المرض والامور الصعبة ولم يكن هناك سوى التفات رئيس الجمهورية الذي وجه بالاعتناء به وهي توجيهات مشكورة وتعني الكثير . -الاعلامي الكبير الاستاذ عبدالله الحيفي فأكد أن الفنان الاخفش له تاريخ طويل حافل بالعطاء وهو من عباقرة الفن في اليمن له ألحان مميزة وأصيلة بل وعنده حس فني وصفه بالرهيب وأنه تمتع بالذوق الراقي والفكاهي في جميع أعماله وفي حياته . مشيرا إلى أن توفيق المولى كان محالفا له بأن توفاه في هذه الايام المباركة من خواتم شهر رمضان المبارك . -الاعلامي الاذاعي المشهور عبد الرحمن مطهر عبر عن أسفه لرحيل الفنان اليمني الكبير محمد قاسم الاخفش مشيرا إلى ان الفنان استطاع أن يضع بصماته في الفن والابداع للأجيال القادمة وإبداعاته العظيمة ستظل مصدر إلهام لجماهيره .. -الاستاذ علي محسن الاكوع رئيس جمعية المنشدين اليمنيين فقد وصف الفنان بأنه عاش وقدم الكثير من عطاءاته الفنية المتجذرة في وجدان اليمنيين وأنه عاش بحجم الفنان الذي بالفعل قدم تراثا جميلا ورائعا سواء كان من التراث اليمني الاصيل أو من الحانه المجددة والتي تغنى بها بعض الفنانين العرب .
السيره الذاتي للفنان المرحوم محمد قاسم الاخفش ولد محمد قاسم الاخفش في عام 1946م في منطقة الروضة بصنعاء ونشأ في أسرة فنية كبيرة ومشهورة فوالده الفنان قاسم الاخفش كان مدرساً وحافظاً للقرآن الكريم وفناناً كبيراً مارس الفن ملحناً ومطرباً واشتهرت له أغان عاشت في الوجدان اليمني حتى الآن مثل الله لطيف، ليت الهوى بيننا مافتح أبوابه، آهلا وسهلاً بمن فاق القمر، إلى من أشكو الهوى. وكان متميزا بقدرته على إضفاء روح خاصة على الألحان التراثية حيث كان يظهرها بنفسه الخاص ويمدها بلوازمه المتميزة، ومن تلاميذه إلى جانب محمد قاسم الاخفش احمد السنيدار ومحمد الخميسي واحمد محرم وغيرهم. درس محمد قاسم الاخفش بداية في «المعلامة» ثم درس المتوسطة في «صنعاء» ثم الإعدادية في «القاهرة» التي عاش فيها بين عامي 1960م و1964م حيث قضى السنة الأخيرة دارساً في معهد الموسيقىِ العربية الذي خرج منه قبل ان يكمل دراسته. بدأ محمد قاسم الاخفش الغناء والدخول إلى عالم الموسيقى قبل العاشرة من عمره، وساعده على ذلك انه من أسرة فنية فوالده كما سبق أستاذ لعدد من الفنانين اليمنيين في وقته وصاحب مدرسة فريدة في الغناء الصنعاني. بعد عودته من القاهرة التحق محمد قاسم الاخفش بالإذاعة موظفاً في المكتبة الفنية والتنسيق وجمع بين الإبداع الفني والنضال الوطني. في عام 1973م نقل الاخفش من الإذاعة إلى وزارة الإعلام مع زملائه محمد حمود الحارثي واحمد السنيدار وعلي بن علي الانسي على أساس التفرغ للفن وظل على هذا حتى توفاه الموت. وبمبادرة من الرئيس علي عبدالله صالح أعطيت له درجة وكيل مساعد منذ سنتين. يصر الاخفش على اعتبار نفسه ملحنا أكثر من كونه مطرباً ويقول انه لو وجدت أصوات تشدو بألحانه لما مارس الغناء... ومع ذلك فهو في غنائه كما في ألحانه لا يشبه أحدا من الفنانين الآخرين. محمد قاسم الاخفش متزوج منذ سنة 1970م وله خمسة أولاد وابنتان. وحاز على وسام الفنون من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية سنة 1989م وعلى شهادة نضالية و شهادة حصار السبعين و شهادة التنسيق الموسيقى من وزارة الإعلام في دولة الكويت سنة 1970م. لحن لكثير من الشعراء والفنانين فمن الشعراء مطهر الارياني وعباس المطاع وعباس الديلمي وابن شرف الدين وابن اسحاق، والفنانين منهم احمد السنيدار فرقة الإنشاد ويحيى العوامي ومحمد الخميسي ،محمد حمود الحارثي وغيرهم إضافة إلى عدد من الاوبريتات مثل اوبريت مهد العروبة الوحدة ومجموعة أعمال لم تغن بعد ما تزال محفوظة في مكتبة وأرشيف الفنان الراحل وينتظر محبوه أن تخرج إلى النور ويتم إبرازه وتكريمه من خلالها بما يليق بتجربته. اغنية المرحوم الفنان القدير محمد قاسم الاخفش " جمهورية من قرح يقرح "