منحت الأكاديمية الملكية السويدية أمس، جائزة نوبل للفيزياء لأستاذين من أصل روسي، في جامعة " مانشستر" البريطانية، هما الهولندي أندري غيم والبريطاني قسطنطين نوفوسيلوف، لتجاربهما المتطورة على مادة «الغرافين» الثنائية الأبعاد، التي تعتبر شكلاً من أشكال الكربون. واعتبرت الأكاديمية السويدية للعلوم الغرافين بأنه " التوليفة المثالية للذرات " بفضل امكانات استخدامه المبهرة في أجهزة الكومبيوتر والأدوات المنزلية ووسائل النقل. وأوضحت الأكاديمية، في بيانها أن " الغرافين نوع من الكربون سمكه متناهي الدقة وهو أفضل مادة موصلة معروفة للحرارة، ما يجعله ملائما لصنع شاشات شفافة تعمل باللمس وألواح ضوئية وربما أيضا خلايا شمسية "، وعند مزج هذه المادة بالبلاستيك يمكن تركيب مواد خفيفة الوزن وفائقة القوة قابلة للاستخدام في الأقمار الاصطناعية والطائرات والسيارات من الجيل التالي. وبدأ العالمان، غيم (51 عاما) ونوفوسيلوف (36 عاما) الذي يعد أصغر فيزيائي يحصل على الجائزة منذ العام 1973، وكلاهما من أصل روسي، أبحاثهما في روسيا ثم تابعوها في بريطانيا، واستخلصا هذه المادة، التي لا تتجاوز سماكتها سمك الذرة، من قطعة غرافيت، كتلك الموجودة في أقلام الرصاص، وذلك باستخدام شريط لاصق، ويحتوي الميليمتر الواحد منها على ثلاثة ملايين طبقة من الغرافين، متراصة فوق بعضها البعض، وإن كانت غير متماسكة بقوة. وأشادت الاكاديمية بغيم ونوفوسيلوف لأنهما " اظهرا أن الكربون بهذه الصيغة المسطحة يمتلك ميزات استثنائية تنبع من عالم الفيزياء الكمية المدهش "، فالغرافين مرشح لأن يحل محل أشباه الموصلات السيليكونية. وأقرت لجنة نوبل أن غالبية استعمالات الغرافين العملية " موجودة في خيالاتنا فحسب، لكن العديد منها يخضع للتجربة حاليا ". وأضافت أن الفائزين بالجائزة يريان أن الأبحاث ستكون مسلية. وتمكن غيم في 1997 أن يجعل ضفدعة تطفو في الهواء في حقل مغناطيسي، بحسب اللجنة، الامر الذي اعتبرته " طريقة عبقرية لتصوير مبادئ الفيزياء ". وقال غيم، في مؤتمر صحافي، إنه سيتابع حياته بشكل طبيعي حتى بعد فوزه بالجائزة، و" خطتي اليوم هي الذهاب للعمل والانتهاء من ورقة بحث لم أكملها هذا الأسبوع... أحاول فقط أن تسير الأمور كما كانت من قبل ". الصوره / غيم (إلى اليسار) ونوفوسيلوف، في حديقة جامعة مانشستر البريطانية، عقب فوزهما بجائزة نوبل للفيزياء . (ا ف ب، اب، رويترز)