شبكة البيضاء الاخبارية / بقلم - احمد غيلان لا تزال الجماهير اليمنية تنتظر إجراءات رادعة في حق المسئولين الذين أساءوا لهذه الجماهير وأفسدوا فرحتها وتطاولوا عليها وتسلقوا على أكتافها ليقدموا أنفسهم أبطالا بلا بطولات على حساب الآخرين.... معالي الأستاذ حمود عباد وزير الشباب والرياضة كان أحد هؤلاء.. بل وأكثرهم تسلقا وغطرسة وفرعنة على الجماهير والجنود المجهولين الذين أنجحوا استضافة بلادنا لبطولة خليجي 20 .. بل وكان في صدارة من أفسدوا فرحة الناس بالنجاح، وأفسدوا حد التخمة في هذه الدورة الرياضية التي لم يبرز من خلالها عباد إلا في الوقوف أمام المايكروفونات وعدسات التصوير الإعلامي باعتباره سوبرمان الدورة.. ولعل هذا كان أحد أسباب لفت أنظار الجماهير إليه والمطالبة بمحاسبته واستقالته أو إقالته، ومساءلته عن الأخطاء التي ظهرت نتائجها والتي لم تظهر بعد.. وبدلاً من أن يتحلى معالي الوزير بروح رياضية أمام الغضب الجماهيري، ويستشعر المسئولية عما أقترف هو ومعاونوه أخذته العزة بالإثم.. وأطلق عنان لسانه لشتم من انتقدوه وتسفيه آراء وأطروحات الجماهير التي كانت أهم أسرار النجاح الذي يتلفعه عباد.. غضب الجماهير حق لم تكن الجماهير اليمنية على باطل أو في حالة انفعال غير مبرر وهي تطالب - في المدرجات والساحات وعبر وسائل الإعلام - بمحاسبة المقصرين ومحاكمتهم، وفي صدارتهم معالي وزير الشباب /رئيس اللجنة المنظمة.. ورئيس اتحاد الكرة/ مدير عام البطولة.. ومعهما الوزراء والمسئولين الذين رأسوا لجانا فرعية أو تسلطوا على بعض مفردات البطولة بمشروعية وبلا مشروعية.. الإعلاميون الذين تعاطوا مع الغضب الجماهيري ونقلوا مفرداته وتفاعلوا معه بمسئولية وطنية وبروح مهنية ، لم يكونوا على باطل ولم يفتروا على أحد.. بل نقلوا ووثقوا الكثير من الحقائق.. ولم ينشروا أو يبثوا إلا القليل منها حتى الآن.. وتحفظوا على الكثير.. مؤمنين بان ذلك الوقت لم يكن وقت نشر الغسيل.. وأن المهمة العاجلة والملحَّة - حينها - كانت أهم من الفقاقيع، وأن المعركة التي يخوضها الوطن واحتشد لها المواطنون أكبر من أن تنصرف عنها الأنظار إلى الصغائر وتصرفات الصغار.. وإذا كان الإعلاميون قد تعاطوا مع مطالبات الجماهير بإقالة ومحاسبة كبار المسئولين، فإنهم بذلك قد تعاطوا مع مفردة واحدة مما بين أيديهم ، وكان لهم دور في امتصاص غضب الجماهير وتخفيف ضغط النتائج المهينة التي حصدها المنتخب الوطني، فضلا عن الكثير من السلبيات والأخطاء التي صاحبت تنظيم البطولة وكادت نتائجها وآثارها تفسد النجاح وتعصف بكل شيء ، لولا لطف الله أولا، والتفاف الجماهير وإخلاص المخلصين وتدخلات القيادة السياسية وقوى وجنود مجهولين كثر في كثير من مفردات التنظيم.. وإذا ما أعدنا النظر في مفردات وتفاصيل ما حدث سندرك أن مظاهر النجاح أتت من اتجاهات محددة وواضحة يقل فيها حضور وتأثير البعض ممن سارعوا إلى تقديم أنفسهم أبطالا لهذا النجاح، وفي الصدارة من هؤلاء معالي وزير الشباب ، الذي لا يزال وسيظل مدينا بالاعتذار للجماهير اليمنية أوَّلاً ، وللإعلاميين ثانيا ، ولمن صنعوا نجاح خليجي 20 الذي يحاول تجييره لشخصه بعد أن جيَّر كثيرا من تفاضيله وإمكانياته.. وانفعال الوزير باطل وحتى إذا ما افترضنا أن الجماهير بالغت في غضبها ، وأن الإعلاميين الذين تداولوا هذا الغضب بالغوا في والتعاطي معه..(وهذا من باب الافتراض) فإنهم بذلك قد مارسوا حقا من حقوق المواطنة المكفولة في الدستور والقوانين النافذة التي كفلت حق التعبير والنقد والاحتساب والمساءلة.. وكان حريٌّ بمعالي الوزير أن يأخذ الأمر من هذا الباب قبل أي شيء آخر، ومن ثم يتعاطى مع الأمر بروح مسئولة، ويرد على من انتقدوه أو طالبوا باستقالته أو إقالته أو محاسبته بعقل ومنطق وحقائق ، لا بانفعال وطاووسية ومكابرة.. كان يمكنه أن يوضح ما يرى أنه التبس على منتقديه.. ويطرح النقاط على الحروف فيما يعتقد أنه تحت مسؤولياته وما ليس له علاقة به .. ( مع أهمية الإشارة هنا إلى أن حمود عباد مسئول أول في لجنة التنظيم و مسؤول اول في وزارة الشباب ) لكنه تجاهل كل هذا وتجاهل ما هو أكثر من ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة السياسية الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية سبأ ، والتي كشف من خلالها الوزير عباد قدرا كبيرا من التعالي والمكابرة والغرور والبجاحة أيضا... محاولة قلب الصحن حينما سُئل الوزير حول أصوات تطالب باستقالته أجاب بتهور:(هذا معتوه.. ويكشف عن خلل أخلاقي في سلوكه ونفسه..) ثم يستطرد بغرور:( لم أسمع أحدا بذاته وإنما حكي قُصَّرْ) ويستمر في البجاحة والتدليس مضيفا:(هؤلاء الذين يتحدثون بهذا الكلام هم أنفسهم الذين كانوا يشككون بقدرة اليمن على استضافة البطولة) ولأنه يعلم جيدا قدراته وما فعله وأجاده فقد أستطرد في توزيع التهم على منتقديه قائلا:(هؤلاء هم الذين كانوا يقولون أن هذه البطولة هي مجرد تصريحات لحمود عباد) رغم أننا لم نسمع أو نقرأ عن أحد يقول مثل هذا الكلام.. وربما سمعه أو افتراه حمود عباد ذاته ، وليس هذا هو المهم ، بقدر أهمية أن يعلم حمود عباد أن كثيرين يعلمون بأنه لو تم الاعتماد على تصريحاته والركون إلى خطبه وتنظيراته لأصبحنا على فضائح لا أول لها ولا آخر.. وأنا مدين له وللقراء بنماذج وشواهد حية سأتحداه أن ينكرها لأنها مشهودة ... ولكن - قبل ذلك - نستكمل استعراض بعض مفردات الفرعنة التي ظهر بها عباد في المقابلة المشار إليها.. ومنها قوله : ( لم يحدث ان تم إقالة وزير شباب ورياضة أو مسئول عن الكرة بسبب أن منتخب بلاده أخفق ).. وهنا تنكشف المصيبة إن كان معالي الوزير جادًّا فيما قال.. والمصيبة الأعظم إن كان يحاول قلب ( الصحن) ويتجاهل الكثير من الحقائق التي تؤكد أن مسئولين ووزراء أقيلوا وحوكموا وأهينوا في الشوارع على خلفيات إخفاقات و أخطاء بسيطة في كرة القدم أو غيرها.. وأن آخرين – ممن يحترمون أنفسهم – اعتذروا لحكوماتهم وشعوبهم وبلدانهم عن أخطائهم وإخفاقاتهم واستقالوا دون أن يقيلهم أحد.. وكان بإمكان معالي الوزير أن يقول ببساطة وتواضع أنه أجتهد ما استطاع في أداء مهامه ، وهو يعلم - قبل غيره – أن نيل ( أجر الاجتهاد ) طموح مشروع عندما تتوفر النوايا الحسنة والصدق والإخلاص ونظافة الضمير واليد والجيب والأرصدة والأحواش أيضا... وحتى لو أفترض معالي الوزير – جزافا – أنه صادق فيما قال .. وافترض – عبطاً – أن ما قاله كافٍ لإقناعنا بمجهوده ( الشورباني ) .. فإنه قد استفز الناس وجرح مشاعر الملايين بمَنِّه وأذاه .. إذ يقول : (واجهت هجمات إعلامية شرسة.. زرت الكثير من دول الخليج.. قمت بمحاولات إقناع واسعة.. ظهرت في الفضائيات كما لو كنت الإعلامي الأول في البلد.. اشتغلت في الملاعب.. في المساكن..) وعلى مضض واستحياء يقول:(أنا وزملائي) وسرعان ما تستبد به (أناه) فيعود إلى طاووسيته قائلا:(لا أدري كيف أن بعض الإخوان لا يحلو لهم النظر في هذا الجانب الذي أخذ من وقتي وجهدي وصحتي و حصة أهلي).. ونسي معالي الوزير- او تناسى -انه فعل ما فعل - إن كان فعل شيئا يستحق التباهي - كواجب ملزم ، يقتضيه وجوده على رأس وزارة الشباب والرياضة، وكان بإمكانه - بدلا من كل هذا المن والتذمر والتعب - أن يوفر وقته وجهده وصحته وحصة أهله.. والمليارات أيضا.. ولا أظن معتوها في هذا البلد سينبري ليقول : ( لولا حمود لليمنيين ما قامت عندهم بطولة).. أما بعد : فإن الذين وصفهم معالي الوزير ب ( المعتوهين ) لأنهم انتقدوه أو طالبوا بإقالته و محاسبته - و ليس استقالته – مارسوا حقاً مكفولاً في دستور البلاد و قوانينها التي يعرفها جيداً معالي الوزير لكنه لا يحترمها و لا يعمل بها و لا يجسدها في قوله و فعله ، و ربما لا يؤمن بها .... و الذين تعالى عليهم و تأفَّف منهم عباد و أسماهم ( قُصَّرْ ) كانوا أنموذجاً للمواطنين الصالحين الصادقين الصابرين .. و تحملوا غبن الإساءة .. و ألم الهزائم المذلة .. و أرق و قلق الحرص على تمثيل الوطن و تشريف المواطنين و دحض الصورة السيئة و المغلوطة عن اليمن و المواطن اليمني المتحضر و الكريم و الواعي و الراقي في قوله و فعله و سلوكه .. و تجشموا عناء الحضور المشرف .. و التزاحم و المرابطة و التوافد و السفر بسياراتهم و على أقدامهم و بإمكاناتهم .. و لم يكلفوا خزينة الدولة بدل حضور .. و لا بدل سفر .. و لا بدل إقامة .. و لا بدل وقود .. و لا بدل مظهر .. و لا بدل سيارات خاصة .. و لا بدل طائرات خاصة .. و مزايا خاصة .. و احتياجات خاصة .. و الذين منح حمود عباد نفسه حق تشخيص و تقييم أخلاقياتهم وسلوكياتهم و نفسياتهم كانوا أكثر سوية من المنظرين و المتهبشين .. و لم يكشفوا عن ( خلل أخلاقي في نفس و سلوك ) أي مواطن يمني .. كما بدى لعباد ... بل كشفوا عن معدن حضاري و حب حقيقي للوطن و انتماء أصيل لليمن و تجسيد صادق للروح الديمقراطية في وطن الديمقراطية ، و ممارسة واعية للحق المكفول في تشريعات البلاد النافذة ، و إذا كان ثمَّة خلل حقيقي اكْتُشِفَ على هامش تلك الممارسات المشروعة و تداعياتها فليس إلاَّ أن يتربع - و يبقى - على رأس هرم وزارة معنية بتنشئة أجيال المستقبل طاغوت لا يحترم حقوق الآخرين .. و كهنوت لا يقبل النقد .. و متفرعن يريد من الآخرين أن يروا – فقط – ما يراه هو .. و مجبول على نزعة الإقصاء يتسلق على أكتاف غيره و جيِّر كل جهد خلاَّق لنفسه .. و مشدود إلى عرجون الصنمية يحاول اجترار منهجية التسلط و الاستبداد و الأحادية إلى عهد الحرية و التنوع و الشفافية و الانفتاح ... و ذلك مسلك من شأنه قصف عمر النهج الديمقراطي الذي تجاوز العقدين .. ونشأ و ترعرع في ظله جيل بمقدور الواحد – أو الواحدة – منه أن يقف بين يدي أقرب محكمة و يجبر حمود عباد و غير حمود عباد – بقوة القانون و الدستور - على أن يمثلوا معه - وجهاً لوجه – و يقاضيهم - بصفته مواطنا – على أي صنيع أو سلوك معوج اقترفوه ... ثم إن الذين اتهمهم عباد بالتشكيك في قدرة اليمن على استضافة البطولة كانوا - و لا يزالون - أكثر ثقة بقدرة اليمن وقيادة اليمن و شعب اليمن على استضافة و تنظيم ما هو أكبر من بطولة كأس الخليج ... و لو أنهم يشكون للحظة في قدرة و إمكانات البلاد لما جاءوا لمتابعة البطولة لظلوا في مخابئ الفئران ينظرون و يتبرطعون كما يفعل غيرهم ... بل و لما انتقدوا عباد ولجانه التنظيمية ... و لربما فاجأهم ما تحقق و انصرفوا لممارسة أفعال الببغاوات في ترديد ما يقوله عباد و بقية المتسلقين و المتهبشين ... الذين يظنون أن نجاح تنظيم خليجي 20 في اليمن معجزة .... في حين أن ما تحقق من نجاح شيء أقل من الطبيعي في بلد لا يعرف المهزومون و المأزومون عظمته و إمكاناته و قدرات أبنائه .. و لا يعترف حمود عباد بعظمته ... ليست زلة لسان و كَلاَّ ... ليست المسألة زلة لسان في مقابلة صحفية انفعل فيها الوزير و خرج عن طوره ، و لو أنها كانت كذلك لسارع بالاعتذار حينما بدأ الشارع الإعلامي و الرياضي يطالبه بذلك بعد نشر مقابلته ، و لو أن المسألة ليس فيها إساءة متعمدة يعرف حجمها و مقدار سوئها معالي الوزير لما حاول - في بداية الأمر- أن ينكر إساءته للجمهور و منتقديه الذين اضطرهم لبث إساءته - بصوته - عبر قناة العربية ( و على الهواء ) ليثبتوا بذلك أنه ليس صادقا و ليس شجاعاً أيضا ... أفعال نكرة و خطاب ملغوم يعتقد السيد حمود عباد أن كل شيء يمكن فعله أو تحقيقه – أو تمريره – بخطاب أو خطبة ... و لذلك أصر على خطاب يوم الافتتاح .. و فاجأ الأشقاء ببرتتكول خطابي غير معتاد في دورات كأس الخليج .. و فاجأ العارفين بالبرتكولات الرسمية بصعوده منبر الخطابة بعد أن افتتح رئيس الجمهورية الدورة .. و فاجأ الجميع ب ( لغم ) المطالبة ب ( هُدنة ) لا يدري ممَّن يستجديها حمود عباد إلاَّ حمود عباد نفسه .. و بإعادة قراءة محتوى الخطاب ( الملغوم ) سيتضح - لمن يحسن الظن و النوايا - أن الخطيب الوزير لا يجيد اختيار مضامين الخطاب .. و لا يفقه أبعاد محتواه و لا إيحاءاته و لا تبعاته و لا ما يمكن أن يُقرأ بين سطوره و تحت كلماته و خلف عباراته و مفرداته ... و اسألوا المتخصصين في تحليل مضمون الرسالة و الخطاب يأتوكم بالخبر اليقين ... فالذي يسمع ذلك الاستجداء للهدنة يظن أن قوة ً ضاربة تتربص بالبطولة و الضيوف و الوطن .. و أن هذه القوة من الخطورة بمكان يقتضي ألاّ نأمن على البطولة إلاَّ بهدنة معها ... و ذلك هو أول و أهم إيحاء تضمنه الخطاب الذي دخل ( نكرة ) على برنامج الافتتاح .. و حمدا لله أن كثيرين ممن كانوا هناك لم يسمعوا هذيان عباد بفعل تعالي أصوات الجماهير ... حين يجتمع الغباء و العُجْب و بصرف النظر عمَّا إذا كانت هنالك قوَّة يخاطبها أو يتوهمها – أو يؤمن بها – عباد .. فقد كان الأجدى به - إذا لا بُد من الخطاب – أن يخاطب تلك الجماهير التي ملأت السمع و البصر قبل المدرجات و فناء الملعب و محيطاته و الشوارع المؤدية إليه ، في وثبة يمانية عظيمة جسدت حضور أبناء اليمن ( رجالاً و نساءً ، شباباً و شيوخاً ، براعم و أطفال ) من كل محافظات اليمن عموما ، و من عدن و أبين و لحج و الضالع و شبوة خصوصاً ، جميعهم يحيطون الضيوف و البطولة و العرس اليماني و القيادة السياسية و الفرحة من كل صوب . كان على حمود عباد ان يدرك ان تلك الجماهير هي أمن يساند الأمن ، و جيش يساند الجيش ، و جهد يفوق جهد لجانه التي أنفق عليها المليارات .. و أن ذلك الحضور رسالة أكبر و أعظم و أصدق و أقوى و أوضح من كل الرسائل و الخطابات ... و أن تلك الهبَّة الجماهيرية ألق يشرف الوطن و يرفع رأس كل مواطن يمني و كل محب لليمن و ينكَّس كل رأس بها أثر من وسواس خنَّاس ... و كان أجدى بحمود عباد أن يكتفي بالانحناء أمام تلك الجماهير امتناناً لروعتها ... و اعترافاً بعظمتها ... بدلاً من أن يحاول زعزعة ثقتها و هزيمتها ... بحرصه على تضخيم و تعظيم شأن قاطع طريق أو متشرد أو مارق بذلك التهويل الذي يبلغ حد طلب الهدنة ... و الأسوأ من ذلك أن يتبع كل ذلك بكل تلك الشتائم التي وجهها لمنتقديه ( و منتقدوه هم كل الجماهير اليمنية بدون استثناء ) .. لكن حمود عباد لا يرى و لا يسمع إلاَّ نفسه .. أكاذيب معتوهة وعدت القرَّاء الأعزاء و حمود عباد بشواهد من تصريحاته التي كان يمكن أن تقودنا إلى فضائح - لو أننا اعتمدنا عليها – و خذوا منها على سبيل الاستشهاد : قبل موعد البطولة بأيام كان معنا وزير التصريحات ( الذي قال أنه تخيل نفسه الإعلامي الأول في البلد ) حضراً اللقاء التشاوري للقيادات الإعلامية الذي دعت له و نظمته وزارة الإعلام بالتعاون مع صحيفة 14 اكتوبر بغرض التشاور حول التغطيات الإعلامية للبطولة و ضوابطها ، و من على منصة اللقاء بفندق ميركيور أكد حمود عباد أن لجنته جهزت المراكز الإعلامية بكل متطلباتها و أنها اشترت الأجهزة و المعدات المطلوبة بأعلى المستويات التقنية و المواصفات الفنية ... لكنه لم يتم – حتى تلك اللحظة – تركيبها خوفا عليها من الأتربة و الغبار ... كونها أجهزة ( حسَّاسة ) هكذا قال ... و بعد ساعات قليلة من ذات اليوم زار بعض الإعلاميين و القيادات الرياضية ملعبي ( 22 مايو – الوحدة ) ... لنقف أمام الحقيقة الفاجعة .. حيث تأكد للجميع أنه لم يتم حتى تلك اللحظة شراء جهاز كمبيوتر واحد ( تخيَّلوا الحساسية ) ... و اسألوا بعد ذلك الشيخ العيسي و الزميل معاذ الخميسي و حتى مسئولي المبيعات في المؤسسة الاقتصادية كيف و مت تم شراء و تركيب أجهزة و معدات المراكز الإعلامية ... و إذا أردتم ( بيتاً آخر من الشعر ) فاعلموا أننا في تلك الزيارات اكتشفنا أنه تم تخصيص صالة واحدة فقط للإعلام في كل ملعب و كذلك في الفندق ... ما يعني أننا أمام خيار واحد من اثنين ( إما أن يكون لدينا مركز إعلامي أو قاعة مؤتمرات صحفية ) ... أريد من كل معتوه على هذه الأرض أن يتخيل أننا اعتمدنا على تصريح الوزير و جاهزيته و لم نذهب الى الملاعب في ذلك اليوم الذي كان الجميع مشغولون فيه بالعيد الواقع على بعد ثلاثة أيام فقط ... ثم جئنا و جاء الزملاء الإعلاميون بعد العيد بيومين و نحن لم نشتر أجهزة المركز و لم نجهز قاعة ثانية في كل ملعب ... ما هي أول رسالة إعلامية سوف يتلقاها العالم عن البطولة ... و الجاهزية ...؟؟ ليته كان معتوهاً و أريد من كل معتوه و عاقل أن يسأل : كم مرَّة تدخل رئيس الجمهورية ؟ و كم مرَّة تدخل نائب الرئيس ؟ و كم مرَّة تدخل رئيس الحكومة ؟ و كم مرَّة تدخل قائد الحرس الجمهوري ؟ و كم مرَّة تدخل رجال الأمن و القوات المسلحة و رجال مخلصون و جنود مجهولون لتصحيح مسار الاستعداد و تلافي أخطاء اللجنة المنظمة و التغطية على مظاهر عجزها و غباء منظريها و جهل القائمين عليها ؟؟؟ كل هذا و ما هو أكثر منه حدث رغم تصريحات الجاهزية التي أسرف عباد فيها أيما إسراف .. حق الجماهير لا يسقط قد يعفو رئيس الجمهورية عن حمود عباد فيما يخصه و يخص مسئوليته .. و قد يتجاهل نائب الرئيس و رئيس الحكومة و قائد الحرس و بقية الوزراء و المسئولين محاولة عباد تجيير نجاح اليمن و اليمنيين .. و قد لا تهتم الجماهير بتسلق أي متسلِّق على حساب جهود كل الناس .. لكن حق هذه الجماهير في أن ( يُعتذَرُ لها ) عن شتائم وزير الشباب لا يسقط بالتقادم و لا بالتجاهل و لا بالدعممة ... و حق كل مواطن أن يقاضي هذا المتطاول يظل قائماً ... و حق كل مواطن أن يطالب بإقالته و مساءلته و محاكمته يظل مكفولاً .. على أنه من الواضح أن عباد لا يريد أن يعتذر و لا يؤمن بأن الرجوع إلى الحق فضيلة .. و أن الاعتذار عن الخطأ و الإساءة هو عين الصواب ... و بالتالي لم تعد هنالك جدوى من مطالبته بالاعتذار ... بل إن صواب الصواب هو مطالبة رئيس الحكومة و أعضاءها أن يعتذروا للشعب عمَّا بدر من أحدهم ... و الأصوب من هذا أيضاً أن يتقرَّب فخامة الرئيس من الجماهير الوفية التي راهن عليها فكانت نعم الرهان ، و أن ينتصر لها بإقالة حمود عباد و تقديمه للمحاكمة انتصاراً لليمن و اليمنيين و للنظام و القانون و النهج الديمقراطي و قيم الحرية . و سيظل حق الجميع مكفولاً بفتح ملفات عباد و أمثاله ، و تشريح كل سلوك أعوج أو تصرف مخالف للقانون ، ليس في خليجي 20 و حسب ، بل في تفاصيل أخرى يعلم الذين ( على رؤوسهم حصى ) أنها كثيرة ... و توجب ما هو أكبر من الاستقالة و الإقالة و المحاكمة .. أصدق الحديث قال تعالى : ( و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون و لكنهم لا يعلمون ) صدق الله العظيم