لا تزال احداث جرت اثناء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر مجهولة لنا بعد مرور ما يقارب نصف قرن من الزمن منها ، رغم توافر بعض المعلومات الغير حقيقية من واقع تلك الأحداث التاريخية . ويظهر لنا كل يوم أشخاص جدد يتحدثون ويكتبون عن بطولاتهم في الثورتين ، بينما غيبت القبور الشهداء الفعليين الذين لا يعرف أهلهم أين دفنوا بعد أن ناحوا على مقتلهم آنذاك . على سبيل المثال من تلك الأحداث المجهولة ، مقتل عبدالفتاح اسماعيل والحمدي وسالمين والغشمي واعدام محمد الرعيني نائب رئيس الجمهورية ورفاقه حسين ضيف الله سالم العواضي والرياشي و الاهجري وهادي عيسى ووهاس ،و بتهمة غير معقولة مرتبطة بالتجسس لصالح إسرائيل في 1967م كضحايا للصراع الأيدلوجي والعنف الثوري والطبقي والرجعي معا . لقد دفعني لكتابة هذا المقال المتواضع بين أيديكم أيها القراء إنني حضرت يوم الأحد الموافق 20 من فبراير الجاري حفل تكريم في المركز الثقافي بصنعاء لشهداء و مناضلي حرب ملحمة السبعين يوما . باركنا هذه الخطوة التي قام عليها الملتقى الوطني لأبناء شهداء ومناضلي الثورة على أمل ان تكون منضمات المجتمع المدني أكثر دقة في معرفة رموز ملحمة السبعين يوما والثورة اليمنية والذي للأسف غيبت هذه الفعالية تلك الرموز . يعرف جميعنا في اليمن أن أبناء البيضاء الى جانب مناطق ذمار وتعز تداعوا في شهر ديسمبر 1967 في فزعة تاريخية لانقاذ الجمهورية من السقوط التي أسهموا في ثورتها الأولى سبتمبر 1962م ، وقاموا بفك الحصار عن صنعاء ودحر فلول الحكم الامامي الكنوتي المستبد في أروع صور التضحية والفداء في سبيل ازدهار وتطور الوطن . ان الحقيقة الناصعة تظهر لك ان بعض مديريات البيضاء في حدث فك الحصار جعلت النائحات المعزيات يندبن القتلى من اغلب قرى تلك المديريات الى جانب من استشهد من ابناء مناطق المحافظات الاخرى في حرب انتصار الجمهورية الذي كان شعاره( جمهورية أو الموت ). وعليه أنني أناشد ابناء ومناضلي وشهداء الثورتين والمثقفين والباحثين الى اعادة النظر في كشف الحقائق المتعلقة بأحداث الثورة اليمنية وحصر الشهداء الفعليين والمناضلين بعيد عن الشهداء الوهميين الذين يتقاضا المشائخ في محافظات الجمهورية مرتبات جماعية مستغلين الأحداث والشخصيات المغيبة في صورة الثورة اليمنية . أن هذه الخطوة قد تخدم صياغة مفردات حقيقية للثورة اليمنية وكذا الجهات الرسمية والمحلية في البلاد وتسكت أفواه المتشعبطين ممن يتحدثون عن بطولاتهم الوهمية في كل مناسبة كان أخرها الذكرى ال 43لملحمة السبعين