خاص ثورات تحولت الى أزمات بقلم الكاتب / عبدربه الفقير تساءل الجميع عن سبب سرعة تخلي الغرب وأمريكا تحديدا عن زين العابدين ونظامه ومبارك ونظامه وذلك لما عرف عليه النظامين من خدمة وعمالة مجانية للغرب ,كل أدلى بدلوه حول الموضوع وكان هناك شبه اتفاق على أن الثورات فرضت على الغرب التعامل مع واقع لم يتوقعه وبناء على ذلك تغيرت الرؤية الغربية للمنطقة .لكن ما يجري اليوم في ليبيا واليمنوسوريا وما سيجري ربما في الجزائر والسودان وغيرها يثبت أن الغرب لم يغير الاستراتيجية وانما كان هناك تغيير في الأسلوب والتكتيك ما يجري اليوم في هذه الدول يثبت أن الغرب يسعى لتحويل هذه الثورات المباركة الى أزمات تأكل الأخضر واليابسلقد أصبح واضحا" أن صمود القذافي الى اليوم ليس نتيجة لعجز الغرب عن التخلص منه وليس احتراما للقانون الدولي الذي لم يتضمن الاطاحة بالقذافي كما يقولون وانما هو مقصود لذاته . وأصبح واضحا" كذلك أن التصريحات حول اليمن بين الفينة والأخرى انما هي لتذكير الشعوب بأننا موجودين لكن الخط السري ساخن ومن يعتقد أن الغرب قد تخلى عن النظام اليمني وأصبح داعما للثورة والمعارضة فهو بعيد عن الواقع فالغرب يحاول أن لا يتزحزح أي من الطرفين عن موقفه بل ويدعم بطريقته الخاصة كل طرف على التمسك بمطالبه حتى يحصل التصادم الذي لا تحمد عقباه . أما سوريا فبتأكيد أن الغرب واسرائيل ليس في مصلحتها سقوط النظام واقامة نظام ثوري بديل يستعيد الحقوق ويطلق الحريات بل المصلحة تتمثل في اسقاط نظام لا يقوم بعده نظام وأنا على يقين أن هناك بالفعل جماعات مندسة بين الثوار تجر النظام في سوريا للقتل والابادة من أجل اذكاء الصراع على الطريقة الليبية . فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الغرب داعما" لثورات تعني امتلاك القرار واسترجاع السيادة والحقوق والوحدة العربية وتحديد العدو واطلاق الحريات الدينية . بل انه يسعى لإشعال المنطقة في حروب أهلية وصراعات طائفية وحزبية حتى تفشل الثورات وتدمر المؤسسات ويتعب الجميع حتى نرجع مرتهنين له ربما أكثر مما كنا عليه فيفرض شروطه ويظهر وكأنه الصديق المخلص من هذه الأزمات بعد أن كان هو المحتل والعدو والغاصب . إن الفرحة العامرة التي غمرتنا بهذه الثورات قد ألهتنا وألهت حتى كثير من المحللين عن الالتفات الى ما يخطط له . إن على الجميع أن يدرك أن العبارة الثورية الشهيرة "الشعب يريد اسقاط النظام" قد سقطت مع سقوط مبارك ولم تعد صالحة وأصبح ثمن تحقيقها أغلى من مكتسبات . إن الثورة الليبية اليوم قد خسرت كل مكتسباتها حتى لو أطيح بالقذافي فلا امتلاك لقرار ولا سيادة على حق . ان الحل في المنطقة اليوم هو حل سياسي ومن يعتقد أن التغيير على الطريقة التومصرية لا زال واردا" فهو واهم وهذا لا يعني أن الثورات الأخرى قد فشلت بل على العكس فهي خلقت عهد جديد بدستور جديد وقضت على كل الملكيات التي كانت مغلفة بالجمهوريات الخ,,, كل ما ذكرت قراءة سياسية فقط . مع ايماني أن الله فعال لما يريد وأنه لن يكون الا ما أراده الله عز وجل .