اتهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمد بديع الرئيس حسني مبارك بالمسؤولية عن كل ما يحدث في مصر، مؤكدا أن أوامر استهداف المتظاهرين صدرت من الرئاسة مباشرة، ووصف ما حدث بأنه "إرهاب دولة منظم". وقال بديع في تصريح للجزيرة اليوم الأحد الرئيس حسني مبارك يتحمل شخصيا كل ما يحدث في مصر"، وأضاف أن هذا النظام مارس ما سماه القمع والقهر والاستبداد والفساد طوال ثلاثين سنة من الحكم، "واليوم حانت ساعة الحساب". ودعا الشعب المصري إلى الاستمرار في انتفاضته وثورته، معتبرا أن هذا الشعب عادت له العصمة وعاد له القرار أخيرا. من جهة أخرى، أعلن محمد بديع أن جماعة الإخوان ترفض رفضا كليا التغييرات التي أجراها الرئيس حسني مبارك، منها تعيين نائب، له وهو رئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة. واعتبر أن هذه التغييرات هي محاولة من قبل النظام للالتفاف على مطالب الشعب الذي يتظاهر منذ الثلاثاء الماضي. وبخصوص دور الإخوان المسلمين في هذه المرحلة الحرجة التي تشهدها مصر، قال محمد بديع إن الإخوان يتواجدون بين الشعب ويتبنون كل مطالبه، وكشف أنهم شكلوا لجانا شعبية في جميع المحافظات المصرية، ومنها لجان للتغذية وأخرى للأمن والصحة. وقال إن هذه التحركات تأتي بعدما تخلى الأمن المصري عن دوره في حماية المواطنين وتفرغ لقتلهم، وأكد أنه يلاحق الناس في بيوتهم وفي الشارع وأنه يستخدم الرصاص الحي والمطاطي. وأكد الرجل الأول لجماعة الإخوان للجزيرة أن عدد القتلى هو أكثر من أربعة أضعاف المعلن عنه، وقال إن الجماعة بصدد جمع المعلومات عن عدد القتلى من جميع المحافظات منجهة اخرى دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى ما دعته "تحولا منظما" بمصر لا يؤدي إلى فراغ في السلطة. واعتبرت أن تعيين نائب للرئيس غير كاف. يأتي ذلك بعد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي الأميركي دعا فيه الرئيس باراك أوباما إلى خطوات ملموسة من أجل الإصلاح السياسي بمصر. وطالبت كلينتون بخطة "مدروسة تأتي بحكومة ديمقراطية قائمة على المشاركة"، وشددت على أن بلادها لا تريد أن ترى "استحواذا على السلطة لا يؤدي إلى الديمقراطية بمصر". وعبرت عن قبولها لطريقة تعامل الجيش المصري مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة حتى الآن، لكنها اعتبرت أن إقدام الرئيس حسني مبارك على تعيين نائب له هو "مجرد بداية لقائمة طويلة من الإصلاحات اللازمة في مصر". وأشارت إلى أنه لا يوجد أي حديث في الوقت الراهن بشأن وقف المساعدات الأميركية في مصر. وقد امتنعت وزيرة الخارجية الأميركية عن تكرار تأكيدات سابقة بأن حكومة مصر مستقرة تحت قيادة الرئيس حسني مبارك. وقالت "لن أخوض في ذلك ولا في الخيارات المحتملة". وأضافت في مقابلة تلفزيونية "رسالة أميركا كانت متسقة، نريد أن نرى انتخابات حرة ونزيهة ونتوقع أن يكون هذا أحد نتائج ما يجري الآن".