ذكرت منظمتان حقوقيتان ان مصير نحو سبعين جندياً يمنياً محتجزين لدى تنظيم القاعدة في خطر مع تهديد التنظيم الذي يسيطر على أجزاء من محافظة أبين الجنوبية ب«إعدامهم». وقالت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) ومنظمة الكرامة في بيان مشترك إن جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة أبلغتهم بأن الجماعة تعتزم في غضون الأيام القادمة إعدام عدد من الجنود الأسرى الذين تحتجزتهم منذ معارك دوفس على مشارف زنجبار بمحافظة أبين مطلع مارس الماضي. وتطالب الجماعة المسلحة بالإفراج عن معتقلين على ذمة القاعدة في سجون المخابرات، وبعضهم لم تصدر بحقهم أحكام قضائية أو لم يحاكموا أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا «الإرهاب». واحتجز نحو 73 جندياً عقب هجوم شنه المسلحون المتشددون على مواقع للجيش في منطقة دوفس على مشارف مدينة زنجبار في مارس الماضي ما أدى إلى مقتل مائة جندي على الأقل. وقالت المنظمتان إن الحكومة اليمنية تقف موقفا سلبياً من هذه القضية سواء بشقها المتعلق بأسر سبعين جندياً وتعريض حياتهم لخطر يومي بالقصف، أو بشقها المتعلق بانتهاك القانون وسجن عشرات المواطنين بدون أمر قضائي أو أي ذريعة قانونية حيث تتحفظ عليهم أجهزة الأمن لأسباب غير معلنة في ظروف سيئة ويحرمون من حقوقهم الإنسانية. وتسمح جماعة «أنصار الشريعة» لأقارب الجنود الأسرى بزيارتهم والانفراد بهم، بينما تخضع سجون المخابرات الحكومية لإجراءات قاسية تتعارض مع المبادئ الدولية للسجون وتتنافى مع التزام اليمن بمبادئ حقوق الإنسان. وناشد البيان جماعة «أنصار الشريعة» حماية حياة الجنود المحتجزين لديها، «والكف عن أي إعدامات خارج القانون»، كما ناشد القوى اليمنية العمل على وجه السرعة لإنقاذ حياة الجنود الأسرى في محافظة أبين والتحرك العاجل لإطلاقهم. وكانت المنظمتان الحقوقيتان أرسلتا وفداً حقوقياً إلى مدينة جعار بمحافظة أبين التي يسطر عليها تنظيم القاعدة في مارس الماضي، حيث سمح التنظيم للفريق الحقوقي بمقابلة 73 جندياً يحتجزهم. وقال البيان إن الفريق «اطلع على أوضاعهم الصحية وظروف احتجازهم، إذ تبين بأنهم يتلقون معاملة حسنة، وسمح لهم بالتواصل مع ذويهم، غير أن الجماعة تشترط إطلاق سراح معتقلين في سجون جهاز الأمن السياسي، مقابل الإفراج عن هؤلاء الجنود الأسرى». حسب تعبيره. وقالت موقع منظمة «هود» إنها علمت من مصادر مطلعة أن خلافاً يدور بين «هيئة الإفتاء» التابعة لتنظيم القاعدة وقيادات ميدانية للتنظيم، «حيث صدرت فتوى بالإفراج عن الجنود الأسرى بينما تصر القيادات على أنها الأحق بتقرير مصيرهم