تناول عدد من الباحثين اليمنيين موضوع تطبيق النظريات الاجتماعية ومناهجها على الثورة اليمنية 2011م في ورشة علمية نظمها المركز اليمنيلقياس الرأي العام في مقره بصنعاء. وقد ناقش ثمانية باحثين من مختلف تخصصات العلوم الإنسانية موضوع تطبيق النظريات الحديثة على انتفاضة 2011م وما تلاها من عملية انتقالية. وتأتي هذه الورشة، التي تعد الأولى من نوعها، في إطار مشروع أوسع يحمل عنوان " تأطير الثورة اليمنية" بتمويل من مؤسسة فولوكس واجن الألمانيةوينفذه المركز اليمني لقياس الرأي العام بالإشتراك مع معهد الدراسات الشرقية والأسيوية بجامعة بون الألمانية. ويهدف المشروع إلى توثيق وتحليل هذه الفترة المحورية للتاريخ اليمني التي نشهد فيها التاريخ لحظة صناعته، وبذلك فالمشروع مساهمة علمية لكتابة "تاريخ الحاضر" كما فعل المؤرخ البريطاني تيموثي جارتون آش خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين بالنسبة لتاريخ أوروبا أثناء انهيار جداربرلين. و قد استعرض الباحثون ( سبعة باحثين من الجامعات اليمنية وباحثة من جامعة بون الألمانية) مختلف النظريات والمناهج التي سيطبقونها على دراساتهملأحداث الثورة و لعمليات تحولاتها منذ العام 2011م. وافتتح حافظ البكاري رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام الورشة بكلمة ترحيبية بالحاضرين، و قدم عبدالسلام الربيدي ،منظم الورشة و كبيرالمحررين بالمركز، فكرة عامة عن المشروع المشترك الذي يحوي ورشتين علميتين واحدة في صنعاء والأخرى في جامعة بون بألمانيا إلى جانب موقعالكتروني يحمل اسم " أصوات التغيير في اليمن – تاريخ للحاضر" وهو أوسع موقع يؤرخ للثورة اليمنية و للعملية الانتقالية، وسيكون بعد افتتاحه فينهاية الشهر الجاري بمثابة مخزنا الكترونيا يستقي منه الباحثون مواد أبحاثهم، ويزوره المطلعون بوصفه متحفا افتراضيا يحوي أهم البيانات المتعلقةبالثورة وبالعملية الانتقالية. وتم افتتاح العروض الأكاديمية بمقدمة ألقتها رئيسة المشروع ماري كرستين هاينزه من جامعة بون الألمانية وبينت فيها فحوى نظرية الحركاتالاجتماعية و التحليل التأطيري، وقدمت خلالها بعض الأمثلة عن كيفية الاستفادة من هذه المناهج في فهم استراتيجيات التعبئة السياسية التي يتبعهاالفاعلون السياسيون في اليمن. وأعقب ذلك عرض للباحث كمال حيدرة من قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء طبق فيه نظرية هيكل الفرصة السياسية على الاستراتيجيات التي اتبعها الحوثيون من أجل التعبئة السياسية وتوسيع النفوذ، كما طبق زميله سليم الجلال نفس النظرية على دراسة استراتيجياتالحراك الجنوبي في الاستفادة من اللحظة الثورية العامة. ومن جانبه شارك الباحث عبدالله بخاش من كلية الإعلام بجامعة صنعاء بورقة عن أداء حكومةالوفاق الوطني من خلال نظرية دوامة الصمت و آلياتها في استقصاء الرأي العام وتأثيره على سلوك الفاعلين المختلفين. وبعد استراحة وجيزة استأنف الباحثون عروضهم العلمية ببحث للأستاذ عبدالكريم غانم الباحث بالمركز اليمني للدراسات والبحوث تطرق فيه لأهمالنظريات التي تناولت الثورة ولأهم ما يوجه إليها من نقد وتصحيح و إعادة تبيئة وفقا للسياقات الاجتماعية والثقافية المختلفة، وثنى هذا الطرح عبداللهالصنعاني من قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء ببحث عن المقتربات السيسيولوجية لدراسة الثورة وما يطرأ على نماذجها النظرية من محددات مختلفةتتنوع بتنوع السياقات الثقافية مع بقاء عنصر الصراع الملازم للحالات الثورية على مدار التاريخ الإنساني. و في محور آخر من محاور الندوة قدمتلطيفة الظفيري ورقتها عن دور حزب الإصلاح في الثورة من خلال منهج دراسة الحالة مشيرة إلى الطرق الكمية والكيفية التي ستتبعها في دراسةالموضوع. وفي المحور الأخير من محاور الثورة شارك الدكتور مراد العزاني من قسم الدراسات الإنجليزية بجامعة صنعاء بورقة علمية عن خطابات علي عبداللهصالح أثناء الثورة الشعبية في ضوء نظرية تحليل الخطاب، وفي المحور نفسه تناول عبدالسلام الربيدي من قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء والباحثفي المركز اليمني لقياس الرأي العام ، البيانات الدينية الصادرة أثناء الثورة اليمنية من خلال تحليل بعض الفتاوى لمختلف الفصائل الدينية أثناء الثورة وما أعقبها من أحداث. هذا؛ وقد تم مناقشة كل الأبحاث في جو تسوده الثقة والتعاون المشترك والنقد الخلاق. وسيتم طباعة النسخ المحرَّرة والموسَّعة من الأبحاث في كتابمستقل يصدر باللغة العربية بداية العام المقبل.