شهدت محافظة البيضاء تحولا كبيرا في مسيرتها التعليمية وعلى وجه الخصوص قطاع التعليم العالي , وتحديدا بصدور القرار الجمهوري رقم (119) لعام 2008 م والقاضي بإنشاء جامعة البيضاء لتضم كليتي التربية والعلوم في رداعوالبيضاء , من خللا الدعم والرعاية التي يحظى بها التعليم الجامعي والذي يأتي في ظل التوجهات الحكيمة لقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ قائد الوحدة الرئيس علي عبدا لله صالح حفظه الله، والثقة الغالية التي منحنا إياها بإنشاء جامعة البيضاء، هذا المنجز الأكاديمي والتعليمي الذي نعتز ونفاخر به ونعتبره وسام شرف على صدورنا لكونه يمثل الانطلاقة الحقيقية والواعدة نحو النهضة والتنمية الشاملة والنمو المعرفي والفكري المتوقد والمزدهر , لقد دخلت المحافظة هذا الميدان التنموي الهام في العام 1993م عندما تأسست كلية التربية والعلوم برداع وكانت تابعة حينها لجامعة صنعاء وضمت أقسام (لرياضيات - الكيمياء – الفيزياء - الدراسات الإسلامية - اللغة العربية - اللغة الإنجليزية – التربية الرياضية ) , حتى تم تأسيس جامعة ذمار في العام 1996 م لتكون حينها من الكليات المؤسسة للجامعة , واستمرت كذلك لغاية تأسيس جامعة البيضاء في العام 2008م لتلعب الدور نفسه في التأسيس الى جانب كلية التربية بالبيضاء التي تأسست في العام 1997م وضمت أقسام (الرياضيات - الدراسات الإسلامية - اللغة العربية - اللغة الإنجليزية – الأحياء )وكانت تابعة حينئذ لجامعة ذمار وكما كانت الكليتان تتبعان جامعة صنعاء قبل ان تصبحا نواة لتأسيس جامعة ذمار , مكنها ذلك من اكتساب تجربة كبيرة تمثلت في انتماءها الى ثلاث جامعات حكومية وهو ما جعل عملية التعليم فيها متواصلة ومبنية على ما قبلها انجازات لعل من أبرزها تخرج الكثير من الدفع من مختلف الأقسام وهو ما رفد قطاعات مختلفة في عاصمة المحافظة ومديرياتها بالكوادر المؤهلة المكتسبة لمختلف العلوم والمعارف وخصوصا المدارس التي تم تغطية معظم احتياجاتها من أبناء المحافظة وتشهد كليات الجامعة (التربية والعلوم بالبيضاءورداع ) إقبالا كبيرا وضغطا متزايدا في أعداد الطلاب الوافدين والمتقدمين للدراسة في الأقسام المتاحة ومنها قسم الدراسات الإسلامية وقسم اللغة العربية وقسم اللغة الانجليزية والفيزياء والكيمياء والرياضيات وقسم التربية البدنية . مثلت جامعة البيضاء اكبر هدية من قبل الأخ قائد الوحدة حفظه الله لابناءه الشباب الراغبين في التعلم ,الشغوفين باكتساب المعرفة ,التواقين للالتحاق بركب التطور الذي شهده العالم عبر بأسره عبر بوابة التعليم العالي , وها هي الأيام تمر سريعا وها هي جامعة البيضاء تجني أولى ثمارها العلمية عبر تخريج الدفعة الأولى من طلابها وطالباتها وعددهم (462) للعام الدراسي 2010/2009م وقد حملت الدفعة المتخرجة شعار (اليمن أولا) برعاية منظمة اليمن أولا وهو دليل كبير على ارتباط هذه المحافظة المناضلة وأبناءها المناضلين مع وحدتهم الخالدة التي رؤوا فيها الأمن بعد الخوف والسلام بعد الخصام والالتئام بعد الفرقة , ولان البيضاء كانت من المحافظات الحدودية قبل تحقيق الوحدة المباركة , فقد عرفت معنى الوحدة وذاقت خيرها لأنها التي كانت تكتوي بنيران التشطير وتذوق من ويلاته . ان تخرج دفعة (اليمن أولا )يسهم بلا شك في النهوض والارتقاء بمختلف القطاعات الخدمية بالمحافظة وذلك من خلال استيعابهم في سوق العمل كل بحسب تخصصه , ولان البيضاء بشتى مديرياتها تحتاج للعناصر والكفؤة نظرا لأنها لا تمثل مناطق جذب للعاملين من غير أبناءها أو المقيمين فيها , فان هذه الدفعة ستحظى برعاية خاصة لاسيما أنها الدفعة الأولى بعد إنشاء الجامعة . لقد بذلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بالأستاذ الدكتور صالح باصرة , وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالعميد محمد ناصر العامري محافظ محافظة البيضاء وقيادة الجامعة ممثلة بالدكتور سيلان احمد العرامي رئيس الجامعة والى جواره كافة أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية بالجامعة , لقد بذلوا جميعا جهودا كبيرة , واليوم يجني شباب البيضاء ثمارها فنهنئ الطلاب المتخرجون , ونبارك لقيادة الجامعة , وهنا ندعو مختلف قطاعات الدولة والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال الى مزيدٍ من الدعم لقيادة هذه الجامعة الناشئة , فالجامعة وان تحقق لها ما تحقق بفضل الجهود الحثيثة التي تم بذلها منذ إنشاءها فإنها ما زالت تحتاج الى المزيد خصوصا في إنشاء كلية الهندسة والحاسوب وكلية العلوم الإدارية بالإضافة إلى بعض الأقسام الحديثة التي تتواكب مع متطلبات سوق العمل بالمحافظة . لقد مثل حفل التخرج الذي إقامته الجامعة بحضور ابرز الشخصيات السياسة والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني , مثل فرحة كبيرة ليس فقط للخريجين بل لهيئة التدريس و للهيئة الإدارية العاملة في الجامعة ولقيادة السلطة المحلية , كونها جاءت تنفيذا للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية المشجع على اتساع رقعة التعليم العالي والبحث العلمي والارتقاء بالعلية التعليمية ورفد سوق العمل بالمخرجات المؤهلة القادرة على مواصلة التطوير والبناء . *موفد جامعة البيضاء لجامعة الجزائر[email protected]