لم يصمد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي 24 ساعة في معركة طرابلس التي دشنها الثوار المناوئون له مساء السبت للإطاحة بآخر معاقله في العاصمة طرابلس بعد قتال عنيف بين الجانبين منذ مارس الماضي. وعلى خلاف استماتة نظام القذافي في الدفاع عن حكمه خلال ستة أشهر من القتال العنيف، بدأ النظام يتهاوى بسرعة درامية بعد انشقاق كبار مساعديه المؤثرين. والقذافي رمز تاريخي للدكتاتورية في المنطقة العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين الذي شهد استقلال دول المنطقة من استعمار دول غربية وصعود ضباط عسكريين إلى سدة الحكم في معظم تلك البلدان. حكم القذافي ليبيا بقبضة حديدية على مدى 41 عاماً منذ تزعمه انقلاباً على الملك محمد السنوسي في 1969 قبل أن يحول نظام الحكم إلى جماهيري يستند إلى ما أطلق عليه القذافي سلطة الشعب التي يدعي هو أنها تمثل أرقى أشكال الديمقراطية. وعقب ساعات قليلة من دخول قوات الثوار العاصمة طرابلس قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في حديث هاتفي لتلفزيون الجزيرة ان لديه أنباء تؤكد اعتقال سيف الإسلام ابن معمر القذافي. وأضاف عبد الجليل "ليست لدينا أنباء مؤكدة سوى أن سيف الإسلام هو الذي تم القبض عليه وهو في مكان امن خوفا عليه". كما أفاد مصطفى عبد الجليل ان محمد النجل الأكبر للقذافي استسلم لقوات الثوار. وذكر تلفزيون العربية نقلا عن المجلس الوطني الانتقالي ان حرس معمر القذافي استسلم لمقاتلي المعارضة. كما ذكرت قناة الجزيرة ان القوات المسؤولة عن حماية الزعيم الليبي ألقت أسلحتها. وتقاطر سكان طرابلس للاحتفال بدخول قوات الثوار وبثت القنوات الإخبارية لقطات لخليط من السكان وهم يحتفلون في طرابلس ويدوسون على صورة كبيرة للقذافي. وواصل القذافي بعث نداءات مسجلة لأنصاره تحثهم على الدفاع عن طرابلس فقد وجه ثاني نداء صوتي له خلال يوم الأحد عبر التلفزيون الليبي. وقال القذافي"المعركة واجبة ونحن فيها منتصرون ونحن قادرون على حسم المعركة. "اطلب منكم ان تزحفوا لمدينة طرابلس لحمايتها من الاستعمار لان هناك عملاء". و قال متحدث باسم حكومة القذافي إن الأخير مستعد للتفاوض بشكل مباشر مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي. وأضاف المتحدث موسى إبراهيم أن 1300 شخصاً قتلوا في طرابلس يوم الأحد. من جهته، قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي لتلفزيون العربية ان مقاتلي المعارضة الليبية سيوقفون الهجوم اذا أعلن القذافي الرحيل. وتابع عبد الجليل أن قوات المعارضة ستوفر للقذافي وأبنائه ممرا آمنا لمغادرة البلاد. وليس معلوماً موقع إقامة القذافي في الساعات الحالية في ظل استبعاد قيادة المعارضة أن يكون داخل معسكر العزيزية مقر إقامته الدائم.