أكد أكاديميون وناشطون حقوقيون وشباب من ساحة التغير بصنعاء على أهمية أن تعمل الحكومات المؤقتة في اليمن "على تجسيد ثقافة مدنية ديمقراطية كسياسة عامة وتوجهات حقيقية تشمل جميع المؤسسات الوطنية التربوية والثقافية والإعلامية المساهمة في نشر الوعي الوطني". وفي ندوة سياسية نظمها المركز اليمني للحقوق المدنية بالتعاون مع مؤسسة المستقبل حول المستقبل المدني الديمقراطي لليمن حمل المشاركون النظام "كامل المسئولية لما يجري لما يجري في تعز من قتل وتدمير وتنكيل مطالبين الحكومة بفتح تحقيق بالجرائم المرتكبة". وقال المشاركون في توصياتهم"إن هناك مشاكل وأزمات داخلية كثيرة من مخلفات النظام السابق سوف تعيق عملية التحول نحو بناء الدولة المدنية الحديثة"، لكنهم دعوا كل فئات الشعب المتطلعة إلى التغيير إلى يمن جديد تسوده المساواة ، مشددين على أهمية العمل الجماعي تجاه بناء الدولة المدنية الحديثة . ورأى المشاركون أن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة "مرهون بمدى جدية وصدق نوايا السلطة بالعمل على بناء وطن المساواة والمشاركة الحقيقية للجميع دون تمييز ومن خلال تبني حوار جاد ومسئول والانفتاح على جميع الآراء والأفكار دون إقصاء او تهميش او فرض حلول وشروط مسبقة" . كما أكد المشاركون على "ضرورة تجاوز نمط العلاقة السائدة بين اليمن والسعودية من علاقة بين نظامين إلى علاقة بين شعبين وبما يمنع تدخل النظام السعودي في شئون اليمن وتأثيره على مراكز القرار السياسي في السلطة والمعارضة . وأكد المشاركون في الندوة"أن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ( العلمانية ) لا تعني إقصاء او تهميش الدين كما يصورها ويتجند لها البعض , بل هي من تعزز جوهر الدين ومعانية الحقيقية العظيمة القائمة على الحرية والعدل والمساواة واحترام الآخر" . ووجه المشاركون في الندوة دعوة إلى لعالم الديمقراطي الحر "بضرورة الالتفات إلى رغبة الشعب اليمني في التحول نحو بناء دولة مدنية على أسس حديثة عصرية جديدة ،وتحمل مسئولياتهم في المساعدة والدعم باتجاه ذلك". يشار إلى أن الندوة استعرضت أوراق عمل عن "شروط ومتطلبات بناء الدولة المدنية وتحقيق الفصل بين مؤسساتها والمؤسسات التقليدية" للدكتور عادل الشرجبي و"الدولة الحديثة والمجال العام في اليمن - مقاربة لخطاب الثورة السلمية" للباحث جازم سيف و"المستقبل المدني .. والتبعية الاقتصادية" للدكتور عبد القادر البناء و"القضية الجنوبية والرؤية المستقبلية" للباحث علوي السقاف.