وصف سياسيون التدخلات غير المبررة للرئيس المخلوع على عبدالله صالح في شؤون الحكم ومهام الرئيس بالانابة عبدربه منصور هادي بالفوضى الخلاقة التي يهدف صالح من خلالها تهديد نقل السلطة سلميا وبحسب ما وقع عليه في المباردة الخليجية واليتها التنفيذية . وحذروا من ان صالح ينوي جر البلاد الى حالة حرب غير مسبوقة وافساد عملية نقل السلطة وعرقلة القائم باعماله من خلال التدخلات في مهامه وافتعال الفوضى التي دفعت بالاخير الى التهديد بترك منصبه ومغادرة صنعاء ما لم يتوقف صالح وحلفاءه من التدخل في مهامه .
وعلى ذات السياق نقلت وكالة رويترز عن قيادي في في اللقاء المشترك قوله ان "العلاقات بين صالح ونائبه تدهورت... هادي أبلغ الوسطاء الغربيين بانه سيغادر صنعاء اذا استمر التدخل في اختصاصاته ." وبموجب خطة نقل السلطة التي صاغتها دول مجلس التعاون الخليجي اتفق حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح وأحزاب اللقاء المشترك على تقاسم المناصب الوزاية وتشكيل حكومة وفاق وطني لادارة شؤون البلاد لحين اجراء انتخابات الرئاسة في فبراير شباط تحت قيادة هادي . ووقع صالح على ذلك الاتفاق في نوفمبر تشرين الثاني بعد ان تراجع عن التوقيع ثلاث مرات من قبل ولكن لا تزال هناك تساؤلات حول نوايا صالح الذي قال خلال الايام القليلة الماضية انه سيبقى في اليمن متراجعا عن تعهده بالسفر الى الولاياتالمتحدة . وقال عضو أحزاب اللقاء المشترك ان هادي حذر الوسطاء من انه سيتوجه الى مدينة عدن الساحلية الجنوبية ويتخلى عن منصبه اذا واصل صالح واتباعه اعاقة عمله . وأضاف "المتشددون في حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح وجهوا انتقادات حادة لنائب الرئيس في اجتماع حضره الرئيس مما جعل النائب يقاطع الاجتماع الاخير الذي دعا اليه صالح مع زعماء حزبه ووزرائه ." وتدهورت العلاقات بين صالح ونائبه بعد ان رفض هادي أوامر صالح باعادة حلفائه الى وظائفهم وبسبب خلاف انتقد فيه انصار صالح هادي بشدة مما دفع نائب الرئيس الى مقاطعة اجتماع عقد بعد ذلك . وبعد مرور أكثر من شهر على توقيع الخطة الخليجية ما زال اليمن يشهد مظاهرات تطالب بمحاكمة صالح. ويشارك في هذه المظاهرات اليمنيون الذين اغضبهم تضمن الخطة لعرض يمنح صالح الحصانة من الملاحقة القضائية فيما يتعلق بقتل المتظاهرين على ايدي قوات الامن . وقالت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي يوم الجمعة ان اي ضمان لمنح صالح الحصانة سيكون انتهاكا للقانون الدولي ويقوض المبادرة الخليجية . وفي جنوب البلاد سار الاف المحتجين نحو 60 كيلومترا من ميناء عدن الى ديارهم القديمة في مدينة زنجبار ولكن متشددين منعوهم من استكمال مسيرتهم وابلغوهم ان المنطقة ملغمة . وقال احد المشاركين في المسيرة ويدعى صالح الموصلي "لن نيأس. سنحاول مرة ثانية وثالثة ورابعة الى ان نتمكن من الدخول والعودة الى منازلنا ومدينتنا. يجب على المتشددين ان يفهموا انهم غير مرغوبين ." واضطر هؤلاء المحتجون الى الرحيل عن المدينة خلال القتال بين الجيش ومقاتلين اسلاميين يشتبه بصلتهم بالقاعدة .