هدد تجار مدينة تعز بوقف نشاطهم التجاري في المحافظة اذا استمر الانفلات الأمني على ذات الوتيرة التي تصاعدت خلال الآونة الأخيرة . وعددت الغرفة التجارية والصناعية بتعز، في بيان أمس، جملة من المظاهر التي وصفتها ب"السلبية"، ومنها استمرار المظاهر المسلحة في الشوارع العامة، وحوادث النهب والسرقات والقتل التي تحدث في المحافظة بشكل متكرر، بالإضافة إلى "المشاكل البيئية وانتشار القمامة في الشوارع. واتهم البيان السلطة المحلية واللجنة العسكرية بعدم اتخاذ "الخطوات العملية" للحد من هذه المظاهر . وحذرت الغرفة التجارية في البيان، من "التمادي في مثل هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على قطاع الأعمال والنشاط التجاري"، وطالبت السلطة المحلية وحكومة الوفاق الوطني والرئيس عبد ربه منصور هادي ب"ضرورة الإسراع في وضع المعالجات العملية والسريعة للحد من هذه الظواهر وإيقاف التدهور الذي تعاني منه المحافظة، ما لم فإن كبار المستثمرين والتجار في المحافظة سيضطرون لإيقاف نشاطهم التجاري احتجاجا على استمرار هذه الظواهر السلبية"، التي اعتبرها البيان "دخيلة على المحافظة ". وتشهد محافظة تعز عموما انفلاتا أمنيا، من خلال تصاعد إعمال القتل والنهب والاعتداء على المحلات التجارية ونهب السيارات بشكل يومي . إلى ذلك، أفادت "الأولى" مصادر محلية في مدينة الراهدة (70كم جنوب مدينة تعز)، بأن اثنين من سكان المدينة ما يزالا مختطفين، أحدهما منذ 10 أيام، والآخر منذ 3 أيام . وقالت المصادر إن مدير مدرسة الثورة الثانوية ياسين محمد صالح، اختطف فجر أمس الأول الخميس بعد صلاة الفجر من قبل مجهولين، فيما كان شاب آخر يدعى عزيز عبدالرحمن 18 سنة قد اختطف قبل 10 ايام . وفي حين قالت المصادر إن مكانهما لايزال مجهولاً، أشارت إلى أن أسرة الشاب عزيز تلقت اتصالاً منه قبل يومين، وأن أحد الخاطفين طلب من والده الحضور لاستلام ابنه، لكنه لم يحدد له مكاناً . وأوضحت المصادر ذاتها أن ياسين كلا المختطفين ياسين صالح وعزيز عبدالرحمن، شاهدان في قضية مقتل نجل الشيخ علي حنش العام، الذي يتهم فيها الشيخ محمد منصور الشوافي . ومنذ مقتل الطفل بشار عبدالرحمن الأحد الماضي، تزايد الانفلات الأمني في الراهدة وسيطر أهالي على مبنى الشرطة، حسبما أفاد سكان محليون، أكدوا في أحاديثهم للصحيفة أن مدينة الراهدة "صارت شبه خالية من عناصر الأمن ". واستقصت "الأولى" المعلومات حول الخبر الذي تم تداوله منذ يومين عن تمركز مسلحين من تنظيم القاعدة على أحد الجبال المحيطة بمدينة تعز، وتحديدا في مديرية خدير. وذكرت مصادر محلية أن جبل حمام، الذي تداول المواطنون أنباءً عن تمركز مسلحي القاعدة فيه، تم تمشيطه أمس بقوات أمنية، وأنه لا وجود لمسلحين . غير أن مصدر مطلع نقل ل"الأولى" عن مصدر أمني قوله إن المسلحين الذين كانوا تمركزوا في الجبل هم من أنصار الشيخ علي حنش، الذي تصاعد الصراع بينه وبين الشيخ محمد منصور الشوافي منذ مطلع الأسبوع الماضي . وأضاف المصدر أن الأنباء التي تداولها المواطنون عن مسلحي القاعدة في المنطقة هي "إشاعات" يتداولها طرفا الصراع- حدّ تعبيره . ويقع جبل حمام بين منطقة الشريجة ومدينة الراهدة، التي يتبعا الجبل حسب التقسيم الإداري . وعلى الصعيد الأمني أفادت مصادر أمنية في تعز عن ضبط 4 فتيات متلبسات بجريمة سرقة داخل محل لبيع المجوهرات في شارع 26 سبتمبر وسط مدينة تعز. وفي التفاصيل، فقد تم القبض على الفتيات بعد أن شعرت إحدى السيدات اللاتي كنّ في المحل، بمحاولة سرقة حقيبتها، فأمسكت على الفور بيد الفتاة، فارتبكت بقيتهن وحاولن الفرار، غير أن احتشاد الناس وصراخ المرأة، حالا دون هروبهن، وتم تسليم الفتيات إلى إدارة البحث الجنائي للتحقيق . من جهتهم طالب الآلاف من أهالي مدينة تعز في مظاهرة نظموها بعد صلاة جمعة أمس، والتي أطلق عليها جمعة "عهدا لشهداء الكرامة سنحاكم القتلة". وانطلقت المظاهرة من وسط ساحة الحرية إلى أمام مبنى محافظة تعز، وطالب المتظاهرون الرئيس هادي بسرعة إعادة هيكلة الجيش. كما طالبوا ب"محاكمة القتلة والمجرمين وعلى رأسهم قتلة شهداء جمعة الكرامة ". وكرر المتظاهرون مطالبتهم بإقالة محافظ محافظة تعز حمود خالد الصوفي، وهتفوا: "تعز تريد ..محافظاً جديد"، فيما أعلن شباب الثورة في المظاهرة عن بدء "مرحلة جديدة من التصعيد الثوري"، قالوا إنها ستبدأ من يوم غد الأحد، الذي يوافق تاريخ 18 مارس، وهو التاريخ الذي استشهد فيه أكثر من 50 ثائرا في "جمعة الكرامة" بساحة التغيير صنعاء . وفي بيان لهم، طالب المتظاهرون أمام محافظة تعز الرئيس عبد ربه منصور هادي بالإعتراف بما سموها "الشرعية الثورية"، وإقالة القيادات العسكرية من عائلة الرئيس اليابق علي عبدالله صالح، معبرين عن رفضهم إجراءات نقلهم من موقع إلى آخر . كما طالبوا حكومة الوفاق الوطني بالقيام مسئولياتها الأمنية والمعيشية والخدمية "بدون أعذار"، و"بما يحقق الأمن والاستقرار والعيش الكريم ". "الأولى"