عاجل: القوات الأمريكية تعلن إصابة ناقلة نفط في البحر الأحمر بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د/ ياسين نعمان: القاسم المشترك في الحوار هو إيجاد دولة مدنية حديثة تمكن الناس من تسويق مشاريعهم سلمياً
قال ان: على السلطة المفوضة من الشعب في 21 فبراير استكمال عملية التغيير
نشر في الاشتراكي نت يوم 05 - 04 - 2012

قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ان الثورة الشبابية الشعبية السلمية والتسويات السياسية خلخلت النظام السابق وعملت على تفكيكه بيد قوى التغيير وبأدوات سلمية.
ورفض في محاضرة ألقاها الثلاثاء الماضي في مقر الحزب على قيادات الحزب وكوادره وأعضائه، رفض اعتبار الوفاق مجرد حديث عن «لا منتصر ولا مهزوم» وأوضح أن اتفاق نقل السلطة سلمياً جاء على أساس تغيير النظام، وانتصرت ارادة الناس في التغيير عندما قبل الطرف الآخر به.
وقال إن الثورة فتحت آفاق الانتصار وان التسوية السياسية سارت جنباً إلى جنب مع الثورة ولم تحل محلها.
وحث قوى الثورة على إدارة تسويات جزئية لصالح الثورة قائلاً إن ما لم نحققه بالثورة حققناه بالتسوية، إلا أن تنفيذ التسويات السياسية الكبرى يتطلب تسويات جزئىة. معتبراً «مشاغبات» علي عبدالله صالح والنظام القديم تعبيراً عن الحاجة إلى تسويات أخرى مرتبطة بأطراف صراع ما تزال موجودة.
وإذ رأى الدكتور ياسين استمرار علي صالح في رئاسة المؤتمر مثار مشاغبة عدد أنواعاً أخرى من مشاغبات النظام القديم منها فتح قناة تلفازية وأعمال مسلحة في أكثر من مكان ومحاولات تثبيط طموحات الناس في التغيير.
وقال إن كل ذلك «عمل مقصود من بقايا النظام وقوى دولية واقليمية لأن في صيغتها حاجة لتسوية من نوع ما».
وقال «إن خطورة هذا النظام أنه استطاع ان يحجب نفسه خلال كل السنوات الماضية بإنتاج مشاريع نقيضة للمشروع الوطني هو نفسه دعمها لا يستطيع حماية نفسه في مواجهة المشروع الوطني.
وأوضح ان استمرار علي صالح في رئاسة المؤتمر «بدعة» والهدف من ذلك ايجاد موطىء قدم له في المنظومة السياسية لعرقة عملية التغيير والتسوية.
ذاكراً ان النظام الداخلي للمؤتمر يقول بأن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر وان اعضاء في المؤتمر موافقون على ذلك.
وتطرق الدكتور ياسين في المحاضرة لعدة قضايا بينها الحوار الوطني وهيكلة الجيش والأمن وقال: على السلطة المفوضة من الشعب في 21 فبراير الماضي استكمال عملية التغيير بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة لإنهاء انقسام الجيش والأمن وإعفاء بعض قياداتهما وإزالة كل المعوقات أمام هيكلة الجيش والأمن كمؤسسات وطنية ضرورية لاستقرار الوطن.
وإذ قال إن الهيكلة لها بعد وطني سيأخذ مداه الزمني أكد ان المبررات القديمة لانقسام الجيش والأمن قد انتهت.
وشدد على أن الحوار الوطني هو الحامل الحقيقي لعملية التغيير وبناء الدولة، مطالباً بتهيئة الظروف المناسبة لبدء الحوار، وقال من غير المعقول ان يبدأ والعاصمة صنعاء مقسمة بين فريقين ومراكز التفتيش في كل مكان.
وأوضح أن الحوار لم يعد دعوة من طرف، بل هو مطلب كل الناس وسيبسط الجميع مشكلات الوطن على مائدة مستديرة لا يرأسها طرف، بل مائدة للجميع وكل واحد يعرض مشروعه، وكل شيء متاح ومباح طرحه، والقاسم المشترك بين الجميع هو إيجاد دولة مدنية حديثة تمكن الناس من تسويق مشاريعهم سلمياً بحرية بدون قمع أو عنف أو سلاح.
واختتم بالقول: «يجب ألا يكون الحوار سبباً في العودة الى مربعات العنف إذا أردنا أن نصل بالحوار إلى النتائج المرجوة»

دعا قوى الثورة إلى إدارة تسويات جزئىة لصالح الثورة
د.ياسين: على الشرعية الجديدة استكمال عملية التغيير بدمج الجيش
الحوار الوطني حامل التغيير وبناء الدولة ولابد من تهيئة الظروف لإنطلاقه
استمرار رئاسة علي صالح للمؤتمر «بدعة» تستهدف إعاقة عملية التغيير والتسوية
الوفاق ليس مجرد حديث عن «لا منتصر ولا مهزوم» فالمستوى الأول من النظام القديم سيجد نفسه غريباً كلما تقدمنا في التسوية
أثار السؤال، ثم أجاب عنه بإفاضة، وبهدوء كعادته.
الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني تحدث في محاضرة الثلاثاء الماضي أمام قياديي الحزب وكوادره وأعضائه عن قضايا الساعة: الثورة التسوية السياسية وهيكلة القوات المسلحة والحوار الوطني، والدور المطلوب من المجتمعين الاقليمي والدولي.. فيما يلي نصها:
هل أهداف الثورة تحققت؟ في الانقلابات العسكرية والثورات الي كانت تتم بالانقلابات كان يتم الاطاحة بالنظام ثم يتم الحديث عن برامج الثورة واهدافها و..الخ، في الثورات السلمية لايمكن الحديث عن تحقيق اهداف فورية وكاملة، ولذلك في هذا الجانب استطيع ان اقول إن الثورة السلمية شكلت صاعقاً للنظام، قامت بالخلخلة والتفكيك ثم سمحت للعملية السياسية باستكمال الباقي، اذاً لا احد يقول اليوم ان الثورة انتصرت بشكل كامل أو انها انتكست ولكنها فتحت آفاق الانتصار.
التسوية
ننتقل الى نقطة التسوية السياسية هل كانت ضرورية أم انها كانت التفافاً على الثورة؟
الثورة بطبيعتها سلمية وادواتها سلمية والادوات السلمية تبرز في مقدمتها الادوات السياسية. كيف جاءت التسوية السياسية؟
لم تحل التسوية السياسية محل الثورة إطلاقاً، كما يقال، لكنها سارت جنباً الى جنب مع الثورة ومنذ اليوم الأول كان هناك خطان تعايشا مع بعض ولم يتناقضا: الخط الثوري الذي كان يتفاعل مع الحالة الثورية ويحاول ان ينتج اداوات ثورية والخط السياسي.
ماهي هذه الادوات الثورية؟ ماطبيعتها. ماصيغتها؟
الخوف كان ان تتجه هذه الادوات الثورية، وهذا ما كان يريده النظام، لأدوات العنف، ولكن اعتقد ان العنف في هذه الثورة جرى من طرف واحد. وعندما استطاع ان يسحب معه البعض خاصة في حرب الحصبة وبعض المواجهات الاخرى التي جرت في اكثر من مكان، كان المستفيد من هذه المواجهات العسكرية هو النظام، أراد ان يقول للعالم انه لا توجد ثورة سلمية، بل هناك صراع بين طرفي النظام، وحدث التضليل، وأقول بصراحة ان جزءاً من العالم المؤثر في الواقع السياسي اليمني تأثر بهذا التضليل، وبدأ الحديث يدور حول طرفي صراع، وليس حول ثورة يقودها الشباب، الشعب في الساحات، يقدم التضحيات يومياً، ولكن الغلاف الخارجي الذي اراد النظام ان يضلل به العالم كان الحديث حول صراع بين طرفين مسلحين والدليل على ذلك ان الحرب تدور يومياً في صنعاء واطرافها... إلخ.
لكن في ظل التسوية السياسية أنا اعتقد انه لم تغب قضية واحدة، وهي عملية التغيير التي كانت هدف الثورة لم تكن عملية التغيير غائبة بأي حال من الاحوال في هذا الموضوع.. كانت حاضرة، جرت التسوية السياسية بالشكل الذي اطلعتم عليه جميعاً، في صورتها بالمبادرة الخليجية ثم الآلية التنفيذية وهذه التسوية الكبرى، البعض يتساءل: هم قبلوا بالتسوية والاتفاق ولكن الوضع لايزال كما هو؟
اقول التسوية السياسية الكبرى يتطلب تنفيذها اليوم تسويات صغرى شئنا أم أبينا. ما لم نستطع ان نحققه بالثورة حققناه بالتسوية وما لم تستطع ان تحققه بالتسوية الكبرى يجري تحقيقه بالتسويات الجزئية. اليوم البعض يقول مت زال علي عبدالله صالح موجوداً وما زال نظامه موجوداً وهي اسئلة فعلاً مهمة، هل سيسمح بقايا النظام وفي يده الكثير من المقدرات ان تتجه التسويات الكبرى التي تحققت لصالح اهداف الثورة؟ هنا تبرز اسئلة كثيرة ولكن الى أي مدى تستطيع قوى الثورة ان تستفيد من هذه التسوية بتحقيق اهدافها، عبر هذه التسويات الجزئية؟ يشاغب علي صالح لماذا يشاغب؟ لأنه لازال هناك ضرورة لتسوية أخرى، هذه التسوية الاخرى مرتبطة ايضاً بأطراف صراع ما زالت موجودة -هكذا تفهم- والعالم يريد ذلك، إدارة هذه المسألة سياسياً يجب ان تتم لصالح الثورة مهما كانت الصعوبات.. وتبرز صعوبات كثيرة لكن في المدى البعيد هي واحدة من النشاطات المطلوبة في اللحظة الراهنة والمطلوبة من اجل هذه التسويات التي من شأنها ان تفتح آفاقاً أكثر لصالح الثورة في المرحلة القادمة.
اذاً هذه التسويات خلخلت النظام وقامت بتفكيكه بيد قوى التغيير، وعلى قوى التغيير ان تستفيد من هذا الوضع وتنتقل الى مرحلة الهجوم وليس الى مرحلة النكوص.
ولاحظوا أنه حتى في اطار قوى التغيير كانت هناك وجهات نظر متباينة، هناك من يرى ان التسوية لا تحقق اهداف الثورة وبالتالي ستنتكس، اليوم مع هذا الواقع وصعوباته يقول: «قلنا لكم سابقاً ان هذه التسوية كانت خطأً» وبالتالي تلتقي آماله في انتاكسة التسوية مع طموحات النظام القديم، مع العلم إنه لا يوجد من وجهة نظر ملموسة وليست مطلقة خيارات لتفكيك النظام إلا بتسوية سياسية وضغوط الثورة في ساحات الحرية والتغيير.
اذاً عندما تسمعون عن مشاغبات النظام القديم، أنه فتح قناة تلفزيونية هنا أو هناك، وهناك العمل المسلح الذي يجري في أكثر من موقع، وتسمعون يومياً الكثير من محاولات تثبيط طموحات الناس في التغيير، هذا جزء منه مقصود، ليس فقط مقصوداً من القوى التي ترفض عملية التغيير -بقايا النظام السابق، ولكن ايضاً من قوى دولية واقليمية أخرى، وتطلبها. لماذا؟ لأنه ما زال هناك ايضاً في جعبتها حاجة لتسوية من نوع ما، وناخذ المسائل في تقديري ونقرؤها في خطها العام وليس في التفصيل.
هذا يجرنا الى السؤال الثالث: كيف الثورة قامت لإسقاط النظام فإذا بالنظام جزء من التسوية؟
طبيعي كان ممكناً ان يكون النظام أو على الاقل جزء منه جزءاً من التسوية التي تمت، حيث لدينا مستويان من النظام: المستوى الاول الذي ارتبط ارتباطاً كاملاً ببنية النظام القديم وفساده.. وإلخ، وهؤلاء لن يستمروا جزءاً من التسوية، كلما تقدمنا خطوة في التسوية السياسية سيجد هؤلاء انفسهم غرباء في هذه التسوية. اما بقية النظام أو المستوى الثاني فيبحث عن مصالحه اينما وجدت.
قوى التغيير هل تستطيع فعلاً في اللحظة الراهنة وهي تملك جزءاً من السلطة في ان تنتج موقفاً سياسياً موحداً لصالح عملية التغيير؟
وهذا يجرنا الى السؤال المتعلق بثلاث مسائل رئيسية:
الوفاق
ماذا يعني الوفاق وماذا تعني السلطة في اللحظة الراهنة بالنسبة لقوى التغيير؟
وسأبدأ بالنقطتين الاولى والثانية:
ماذا يعني الوفاق؟، هل تم الوفاق فقط لأن المشترك أو قوى التغيير كانت فقط تريد ان تتوافق مع المؤتمر الشعبي العام، وتدخل في وفاق معه؟ وانه -كما يقول البعض- نحن اخوة واصدقاء وشعب واحد ولا منتصر ولا مهزوم؟، هذا الخطاب السطحي الذي سطح الأمور، خطاب مرفوض من الاساس، وللاسف هذا نسمعه في اكثر من مكان أقصد ما يقال إننا انتهينا لا منتصر ولا مهزوم وان الناس توافقوا وان هذه الثورة وهذه التضحيات ليس لها أي معنى وانتهت بتسوية.
الجواب إن الوفاق عملية سياسية معقدة، ولم تقدم عليها قوى التنغيير إلا لأن الطرف الآخر قبل بعملية التغيير، لماذا تم الوفاق وعلى أي قاعدة تم؟ تم الوفاق على قاعدة تغيير ونقل السلطة وهي ما ورد في المبادرة وآلية التنفيذ: نقل سلمي كامل للسلطة وتغيير النظام بحيث تنتح الاداة السياسية التي تقدر ان تشكل أو تخلق بيئة في كل القوى السياسية لأن تتنافس بالمراتب السياسية. هذه واحدة من ادوات التغيير التي قبل بها الطرف الآخر، وبالتالي لو لم يقبل الطرف الآخر الذي كان في الحكم بعملية التغيير هل كان سيتم وفاق؟، لم يكن ليتم الوفاق لو لم يقبل. يقول البعض: قبل الطرف الآخر بعملية التغيير تحايلاً منه حتى تمر العاصفة. نقول: ربما، لكن ايضاً قوى التغيير ليست غبية حتى يمرر عليها هذا. الذي حصل ان هناك اتفاقاً قام على اساس تغييرالنظام بأداوت سلمية والنظام السابق قبل بهذا التغيير سلميا وتم التوقيع عليه، ولذلك جاءت كلمة الوفاق على قاعدة التغيير، ولم يكن مجرد حديث عن «لا منتصر ولا مهزوم». على العكس انتصرت إرادة الناس في التغيير، وهنا يأتي دور العملية السياسية في أنها استطاعت ان تخلق مناخاً سياسياً محلياً واقليمياً ودولياً لاستيعاب عملية التغيير. نحن الآن امام المحك، هل ستسير عملية التغيير الى النهاية أم ستواجه بعض الصعوبات أم سوف تنتكس؟ قلت في البداية إنه من الصعب الجواب على هذا السؤال. ولكن اريد ان اقول لكم ان التغيير الذي بدأ وبدأ فعلاً يوضح في 21 فبراير بخروج الناس بذلك الزخم الكبير ليقول للنظام القديم كفى، هنا أداة الربط ما بين اهداف الثورة والارادة الشعبية، خرج الناس يوم 21 لا ليقولوا نعم لعبد ربه منصور فقط وانما ليقولوا نعم لعملية التغيير، وبالتالي الوفاق هنا اكتسب مدلولاً وبعداً جديداً، مدلوله الشعبي الجديد في ان الناس فوضوا هذه السلطة الجديدة في تنفيذ عملية التغيير، بعيداً عن الاحزاب السياسية لا مشترك ولا مؤتمر ولا غيره، اليوم هناك تفويض شعبي لسلطة جديدة.. لشرعية جديدة، مطلوب منها ان تسير الى الامام، وهذه مسألة في غاية الاهمية، يريدون ان يعيدوننا الى المربع القديم، محاولة لإعادة العجلة من جديد الى ماقبل عملية التغيير التي تمت يوم 21 فبراير. واليوم المطلوب من الشرعية الجديدة ان تبدأ بتنفيذ عملية التغيير على هذه القاعدة الشعبية وعلى قاعدة التفويض الشعبي الذي أعطي لها يوم 21 فبراير.
الهيكلة
ما الذي على السلطة عمله الآن في الظرف الحالي على قاعدة الوفاق؟
خارطة الطريق التي أمامنا تقول ان حكومة الوفاق الوطني، الرئيس المنتخب مرحلة معينة انتهت، في الانتقال الى المرحلة القادمة نبدأ بقراءة الوضع. الوضع يقول ان هناك انقساماً في الجيش وفي المؤسسة الامنية، وان هذا الانقسام الذي حدث وبهذه الصورة لا بد أولاً ان يعالج حتى ننتقل الى المرحلة الثانية. كان العنوان الرئيسي لهذا الموضوع هو هيكلة القوات المسلحة والامن، والهيكلة هي عملية طويلة لها بعد وطني وليس فقط فنياً.
لكن هل نتحدث عن هيكلة في ظل هذا الوضع القائم، المستقطب من قبل اطراف، طرف كان يدعي انه يحمي الشرعية القديمة وطرف آخر يحمي الثورة؟، اليوم هذه المعادلة انتهت.. لا الذي كان يدعي انه يحمى الشرعية القديمة (شرعية العائلة) مبرراً، لانه توجد اليوم شرعية جديدة منتخبة، ولا الطرف الذي يحمي الثورة مبرراً لأن الحكومة يفترض ان تكون هي الحامية للثورة، إذاً هذا الاستقطاب عملياً مبرراته انتهت، إذاً لتخرج المبررات الحقيقية الى العلن وليست المبررات التي كان يتخفى وراءها الجميع.
ونقول التالي: هل نستطيع فعلاً ان ندير المرحلة القادمة في ظل انقسام القوات المسلحة والأمن ولذلك جاء في الآلية التنفيذية ان الخطوة الاولى هي دمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة، ودمج الامن تحت قيادة واحدة، وبالتالي تبدأ من هنا عملية الهيكلة بإزالة كل المعوقات التي تقف امام هيكلة الجيش والامن كمؤسسات وطنية ضرورية لاستقرار البلد، لا بد ايضاً من معالجة الوضع القيادي في بعض هذه الاجهزة، بصيغتها العائلية أو أي شيء آخر، طبعاً الصيغة بهذا الشكل تلزم السلطة المفوضة من الشعب باستكمال عملية التغيير، أن تبدأ بهذه الخطوة وليس أي خطوة اخرى، كل الخطوات التي نراها الآن هي ملء فراغ شخصي ربما للبعض، لكن القضية الرئيسية التي يفترض توجيهها الآن هي قضية القوات المسلحة والأمن، الانطلاق من المبررات القديمة للانقسام انتهت، ثم نأتي بعد ذلك للهيكلة.. الهيكلة لها بعد وطنى: منذ 94 تمت تصفية جزء من الجيش بعد حرب 94 وجزء من الجيش أدخل في حروب عبثية ليس لها أي معنى في صعدة وغيرها، واستفاد النظام من هذا الوضع بإعادة بناء القوات المسلحة على أسس غير وطنية هدفها الرئيسي هو حماية النظام العائلي.
عندما نتحدث عن الهيكلة اليوم يجب ألا نحصر الحديث عما هو موجود فقط الآن: فرقة أولى وحرس جمهوري، نتحدث عن جيش وطني جرى العبث به منذ 94 وحتى اليوم بشكل عام، هذا البعد للهيكلة سيأخذ مداه الزمني، ولكن بعد ان يعاد تنظيم القوات المسلحة والأمن في اطار قيادة موحدة مع اعفاء بعض القيادات، والاعفاء يتم بطرق وصيغ مختلفة ك«تدوير المناصب».. نقطة هيكلة الجيش مثار اهتمام الجميع.
الحوار
نحن في اللقاء المشترك عندما بدأ الجميع يتحدث عن الحوار، العالم كله ومجلس الامن يتحدث عن الحوار، قلنا الحوار جزء من جملة عمليات موجودة في الآلية التنفيذية، الحوار الوطني سيبدأ عندما تتهيأ الظروف لبدء الحوار، أما ان يبدأ الحوار الوطني والعاصمة مقسمة بين فريقين، ومراكز تفتيش في كل مكان فأمر غير معقول. وهذا مادفعنا نحن في اللقاء المشترك لأن نضع امام رئيس الجمهورية الاخ عبد ربه منصور اثني عشرة نقطة، ليس شروطاً للحوار كما حاول البعض ان يصور ان المشترك يضع شروط الحوار -لا- نحن قلنا ان تنفيذ الآلية والتسوية السياسية مترابط وأوردنا في هذه ال12 نقطة النقاط الرئيسية:-
النقطة الاولى تحدثنا فيها عن موضوع بقاء علي عبدالله صالح رئيساً للمؤتمر الشعبي العام وهي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لانه حتى النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام يقول ان رئيس المؤتمر الشعبي العام هو رئيس الجمهورية، ولا يستطعيون قول شيء.. مع ذلك يراد لهذا الموضوع ان يكون - كما قلت في البداية - مثار مشاغبة، لانه لديهم هدف آخر، عندما نتحدث مع بعض شركاء العملية السياسية «يصمتون» على طريقة «المعنى في بطن الشاعر».
اذا كانت قد تمت التسوية، ونقل السلطة، والحصانة، وكل هذا وبعدها يأتي يقول لك «لا». هذا الأمر -بالنسبة لنا في اللقاء المشترك- مرفوض جملة وتفصيلاً وغير مقبول والجميع مسَلم بهذا وحتى بعض اعضاء المؤتمر الشعبي العام.
بعض اعضاء المؤتمر عندما ناقشناهم قالوا كنا بدأنا نستبشر خيراً، على الاقل سنبدأ بهيكلة المؤتمر الشعبي العام، لكن هذا الرجل الذي صادر المؤتمر الشعبي العام وصادر الدولة كيف سيتمكن الآن من اعادة بناء المؤتمر الشعبي العام وقيادته! لكن الهدف الاساسي هو ايجاد موطئ قدم في مكان ما في هذه المنظومة السياسية بهدف عرقلة عملية التغيير والتسوية، وهذا ما بدأت ملامحه تظهر هنا وهناك في أكثر من مكان.ولاحظنا ما الذي يحدث.
هذه النقطة التي وضعناها امام رئيس الجمهورية وقلنا له «انت المعني بدرجة رئيسية يا رئيس الجمهورية يا منتخب بأن تقول ما الذي يعنينا كسلطة بالنسبة لك، لأنه حتى الآن لجنة تفسير الآلية التي كان يفترض ان تتشكل لم تتشكل، وهي التي كان لها ان تقول شيئاً حول هذا الموضوع.
على العموم هذه النقطة الاولى، النقطة الثانية، تحدثنا عن هيكلة الجيش والقوات المسلحة والامن، وأشرنا الى نقطة في غاية الاهمية وهي الوضع القائم في بعض المحافظات اليوم، هناك حالة انفلات في المحافظات الجنوبية، في تعز، في اكثر من محافظة والجميع يتفرج! لماذا؟ لا أحد يعلم، ويتحدثون عن الحوار الوطني وعن جذب القوى السياسية الاخرى الى طاولة الحوار! أين عناصر الجذب للحوار الوطني؟، اذا لم يكن هناك موقف حاسم من هذه القضايا، ما الذي يمنع ان توجد فعلاً قيادات ادارية وامنية في المحافظات التي تعاني من فراغ؟ بدؤوا في عدن ولكن دون امكانيات، في لحج وفي حضرموت وفي أمانة العاصمة وفي تعز كل هذه المحافظات تعاني من فراغ، من الصعب التحدث عن حوار وطني في ظل هذا الوضع وهذا الجو والانفلات القائم.
لا ندري من يهاجم وحدات الجيش كل يوم في اكثر من مكان والقتل بالجملة،امس في الملاح وقبلها في دوفس، هذا شيء غير معقول.
إذا استمر هذا الدم والغدر دون ان يترافق مع خطوات كبرى وجريئة من قبل الشرعية الجديدة فلاشك انه سيحدث نكوص في الوعي عند الناس بأهمية التغيير وإمكانياته، وبدأ كثير من الاحباط يتسلل الى الناس، ولكن اقول لكم هذا الاحباط يفترض ألا يكون له مكان في عقول قوى التغيير، إذا اصيبت بهذا الاحباط، كما هو حال عامة الناس، فهنا تكمن المشكلة. عجلة التغيير دارت ويجب ان تستمر الى الأمام ويكون الضغط باتجاه مزيد من الخطوات الضرورية لإنجاز التسوية السياسية.. هذا هو الجهد الرئيسي الذي يجب ان يبذل في المرحلة القادمة. ونحن خطونا هذه الخطوة في المشترك ولم نضع الشروط حتى تكونوا في الصورة، لأن الحوار الوطنى هو الحامل الحقيقي لعملية التغيير وبناء الدولة في المستقبل.
في ما يخص النقطة الثالثة التي أجلتها:
ماهو المدى الذي ستذهب فيه معنا القوى الاقليمية والدولية بعجلة التغيير؟ الى اين ستكون معنا؟
هل ستذهب معنا الى المدى الذي نفكر في ان تكون عملية التغيير جذرية شاملة وفقاً لأهداف الثورة؟، واضح طبعاً ان هذه الدول لها حساباتها، وتختلف من الاقليم الى المجتمع الدولي، وفي الحديث مع كل هذه القوى نلاحظ ان الجميع متمسك بعملية التغيير، لكن في الوقت الذي لا يفصح فيه الاقليم عن شيء، مجرد حديث ان الشعب اليمني يريد كذا وكذا وهو مع هذا التوجه، فإن المجتمع الدولي يتحدث ان المدى الذي يذهب فيه معنا الى المدى الذي يستطيع فيه اليمنيون ان ينتجوا دولتهم الديمقراطية التي تستطيع ان تستوعب كل اليمنيين وتكون فيها انتخابات حرة تستعيد فيها الارادة الشعبية مكانتها، وبالتالي ما الذي سيتم بعد هذا؟ ربما لايعنيهم. لكن لاحظوا انه تقتحم هذه المسارات كلها مصالح من نوع ما.. الامريكان قصتهم الرئيسية الارهاب والقاعدة.
احياناً هذا الوضع يثير اكثر من سؤال: هل فعلاً الامريكان يريدون تصفية القاعدة في هذه المنطقة ام يريدون ان تبقى فزاعة ام يريدون احتواءها مجرد احتواء؟ ولذلك عندما يربط الانسان بعض الاحيان بين دفاعهم عن النظام القديم فيما يخص دوره في مكافحة القاعدة. نقول لهم هذا النظام غير جاد في مكافحة القاعدة، يقول لك: لو كان جاداً. هل فعلاً استطاع ان يحقق خطوات حقيقية باتجاه انجاز هذه المهمة أم كان يضحك عليكم؟، واضح ان الضحك كان متبادلاً ومتفقاً عليه. المهمة الرئيسة احتواء القاعدة ولكن ليس القضاء عليها لتبقى فزاعة للقوى الأخرى، هذا الدور مناط بالنظام القديم «نظام علي عبدالله صالح» في التفاهم والتعاطي مع القاعدة احتواءها، وكله عمل. المهم العنوان الرئيسي: الشراكة في مكافحة ومواجهة القاعدة وتصفيتها، لكن العناوين الفرعية والجزئية التي هي غير منظورة ونستطيع استنتاجها، انه ربما موضوع القاعدة في الصيغة التي تحدث عنها اكذوبة كبرى تتحملون نتائجها والمجتمع الدولي يستفيد منها -ربما- في الوقت الذي تتكشف فيه حقائق يومية ان النظام لم يكن جاداً في مكافحة هذه الآفة وان كل الذين دربوا بملايين محسوبة على اليمن بدأت بعشرين مليون وانتهت 300 مليون سنوياً لتدريب القوات الخاصة في مكافحة الارهاب لم نسمع عن أي فريق أو قوى في مكافحة الارهاب جرى ارسالها الى ابين أو غيرها.
ولذلك أنا اقول التعامل مع المجتمع الدولي في الوقت الحاضر وهو لايقيم علاقته بما يدور في اليمن من خلال مصالحه فقط ولكن في المنطقة بشكل عام، التعامل مع المجتمع الدولي فيه كثير من الصعوبات والتعقيدات. اعتقد ان هذه المسألة ستستمر لفترة طويلة من الزمن حتى يستطيع اليمنيون أن يكونوا هم انفسهم لاعباً رئيسياً بعد ان استطاع النظام ان يسلم هذا البلد للقوى الاقليمية والدولية دون حساب. اليوم على اليمن ان تستعيد شخصيتها ولن تستعيدها إلا باستكمال عملية التغيير، أما المدى الذي سيأتي هؤلاء معنا فيه، فأقول يكفى ان يأتوا معنا الى اليوم الذي يستطيع فيه اليمنيون ان ينجزوا الحوار وان يخرجوا من عملية الحوار وقد اتفقوا على بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تستوعب كل الناس وبالتالي تفتح علاقات مع الارادة الشعبية لتقرير المستقبل، يساعدونا الى هنا وكفى، لكن اكثر من هذا اعتقد ان المسألة ستكون في غاية الصعوبة والتعقيدات. ولهذا نقول نحن في التسوية السياسية حاولنا بقدر الامكان ان يكون العالم معنا في هذا الهدف وليس اكثر. البعض يقول ان المجتمع الدولي والاقليمي ضد ارادة الثورة، ربما هذا صحيح، لكن أنا اريده معي ان يحقق عملية التغيير الى مستوى معين فقط، والباقي على شطارة القوى السياسية، الذي يستطيع ان ينتج قوة شعبية حقيقية تمكنه من الوصول الى السلطة لإنجاز اهداف التغيير الحقيقية على بركة الله.
هذه النقطة تطرح امامنا سؤالاً حول موضوع الحوار.
كيف سيتحقق هذا الحوار ومن هي القوى التي ستأتي الى الحوار وعلى ماذا ستتحاور وما الذي تريده وهل سينجح الحوار وإذا لم ننجح، ماهي البدائل والخيارات الاخرى؟؟، لدينا فترة انتقالية مدتها سنتان، اولاً نتحدث عن موضوع لماذا بقيت بعض القوى السياسية خارج التسوية السياسية، لماذا تحفظت على عملية التسوية السياسية؟، انا اقول من حقها ان تقف خارج التسوية السياسية، ان تكون لديها خياراتها الأخرى، لكن في مرحلة معينة انقسمت قوى المعارضة بين قوى مع التسوية السياسية وقوى تريد إسقاط النظام، هذا كما بدا اعلامياً وقيل أن الذين ذهبوا الى التسوية السياسية التفوا على الثورة، وبالتالي قبلوا بالتسوية والذين ظلوا خارج التسوية السياسية هم يريدون اسقاط النظام.. ولكن لم يقولوا لنا بأي ادوات سيسقطون النظام وماهي امكانياتهم بغير الحرب والمواجهة والصراع. يمكن ان لهذه القوى ادوات لكن لم يحدث حوار بين هذه القوى حتى نفهم بعضنا البعض. كانت هناك ضرورة ان يتم حوار سياسي بين هذه القوى، ويفهمون لماذا ذهب هؤلاء الى التسوية السياسية وهؤلاء رفضوا، على الاقل نعرف ماهي ادواتهم التي كانت - ممكن - تسقط النظام وربما عندهم حق، جرت حالة من الانعزال، طرحنا في مرحلة معينة إنشاء مجلس وطني لقوى الثورة، قلنا لهم ان يأتوا دون أي شروط الى هذا المجلس ونتحاور ونسمع بعضنا هل التسوية مناسبة إلى خيار اسقاط النظام؟ وماهي الادوات المناسبة، لكن للأسف لم نستطع، لم نستطع عمل مجلس وطني لقوى الثورة أو نتحاور. خلال هذه الفترة كانت تدور حروب داخل اطار ما يسمى معارضة النظام، حروب في الجوف وصعدة وحجة وجرى شحن معنوي وسياسي ومعنوي وفكري جرى استدعاؤه من خارح التاريخ في لحظة معنية، في لحظة كانت الثورة في أوجها وفي نفس اللحظة جرى استدعاء خصومه من بعيد من وراء التاريخ.. تناقضية عجيبة غير مفهومة، هذا عطل الحوار داخل قوى التغيير ولم يمكنها من الحوار وتفهم ماهو الصح وما هو الخطأ، في الجنوب بدأ شيء من التفاهم في المرحلة الاولى وبدأ رفع شعار عند البعض «مش حولي» بمعنى «لا يعنينا ما يحدث في الشمال» وبدأ خلق حالة من العزلة والانعزالية وبدا نوع من التضليل السياسي: ان انتصار الثورة سيؤدي الى دفن القضية الجنوبية. منطق عجيب.. وبدأت حالة من التضليل لم تتمكن معها قوى التغيير بمشاربها المختلفة ان تتفاهم، تمت التسوية وجرت الامور. وطبعاً بقي البعض خارج التسوية ومن حقه.
الآن من الذي يصنع مستقبل اليمن؟، هل نستطيع ان نصنعه ونحن في هذا الوضع المفكك الذي كل واحد فيه حامل مشروعه؟.. ولاحظوا خطورة هذا النظام انه استطاع ان يحمي نفسه خلال كل السنوات الماضية بإنتاج مشاريع نقيضة للمشروع الوطني. هو بنفسه دعمها؛ لأنه لن يستطيع حماية نفسه في مواجهة المشروع الوطني إلا بإنتاج مشاريع نقيضة للمشروع الوطني. هو نفسه انتجها ليصبح مشروعاً عائلياً. ولأن المشروع العائلي في مواجهة المشروع الوطني صعب، راح ينتج مشاريع على هامش هذا المشروع ويدعمها وبالتالي تحولت هذه المشاريع الى متاريس لهذا النظام، ظلت تدافع عنه خلال الفترة الماضية، هذا الذي حدث اليوم هو الذي من شأنه إما أن يعطل الحوار الوطني أو يبطئه أو يحرقه.
السؤال الآن كيف سيتم الحوار الوطني ولمن؟
الحوار الوطني لن يتم على الطريقة القديمة: جهة تدعو للحوار والآخرين اما يستجيبوا أو لايستجيبوا. اليوم الوضع اختلف، لا أحد يدعو للحوار. الحوار مطلب لكل الناس، هل هناك خيار آخر لحل مشكلات البلد؟ الموجودون في الحكم يقولون الجميع معنيون ان تبسط أمامهم مشكلات الوطن على مائدة مستديرة، لا يرأسها طرف، مائدة للجميع وكل واحد يعرض مشروعه، هذا مفهوم الحوار الوطني وكيف يجب ان يتجسد خلال الفترة القادمة.
ماذا عن محصلة المشاورات الأولية؟ حتى الآن لا توجد مشاورات جادة، هناك اصوات مثلاً البعض في الحراك في الجنوب يقول سنتحاور على اساس شمال وجنوب، هذا صوت، الاطراف الاخرى الى الآن تعلن الموافقة على الحوار لكنها ما زالت مترددة، الوضع بشكل عام في ما يخص الحوار الوطني لم تتم التهيئة له بالشكل المطلوب على اعتبار انه لا بد من خطوات تزكي فكرة الحوار وتحوله الى نقطة جذب وليس طارداً للعمل السياسي خلال الفترة القادمة.
موضوع الحوار أياً كان فكل شيء متاح ومباح طرحه، لكن السؤال: هل إذا طرحت أمامه قضايا مثل حل القضية الجنوبية «مثلاً»، أو قضية صعدة، وأتى كل طرف بقضايا محددة، اذا لم تتفق اطراف الحوار حول الحل وكل واحد تمسك بالحل الذي في رأسه، أتى اصحاب الانفصال وقالوا لك لا نريد إلا الانفصال ولا غيره، وأتى اصحاب الفيدرالية وقالوا لك فدرالية من شطرين ولا غيرها، وجاء طرف آخر يريد وحدة اندماجية ولا غيرها، اذاً هل معنى هذا ان الحوار ينتهي؟، اذا فشل الحوار الى اين سنذهب؟، هذه اسئلة في غاية الأهمية، لأنه في الحقيقة يدور في ذهن البعض ان الحوار يجب ان ينجز مشروعه، وهذا خطأ، أو تتم تسوية اقل مما هو موجود في الذهن.
التسوية في هذه الحالة صعبة، لكن ماهو القاسم المشترك الذي يجمع كل هذه القوى؟ هو ان توجد دولة حرة تمكن الناس من تسويق مشاريعهم، الحوار حول ايجاد دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا تمارس القمع ضد من يرفع شعار الانفصال ولا تمارس القمع ضد من يريد وحدة اندماجية ولا ضد من يريد الملكية، وايضاً صاحب المشروع عليه ان يسوق مشروعه سلمياً إذا استطاع ان يقنع الناس بمشروعه، اقول إن الحوار يجب ان يتجه في المنحى الذي ينتج هذا الجو ويخلق الحرية الكاملة لممارسة العمل السياسي بدون قمع أو عنف ودون سلاح. هذا خط الرجعة الرئيسي الذي يفترض ان نسلكه في عملية الحوار إذا اردنا ألا يكون الحوار محطة اذا فشلت نعود للعنف. هذه هي الخطورة. لا بد ان يكون لدينا خط رجعة في عملية الحوار ننتج الحل المرتبط بالقاسم المشترك بين كل القوى، ماذا اريد كمشروع سياسي؟ اريد حرية، صاحب المشروع الآخر يريد حرية، كل القوى تريد تسويق مشروعها بحرية.
هذه هي القاعدة التي إذا تحقق عليها الحوار استطيع ان اتحدث عن حوار ناجح، واذا استطعنا حل القضايا بالحوار.. جميل، لكن اقول يجب ألا يكون الحوار سبباً في العودة الى مربعات العنف والجميع مهيأ لهذا الموضوع والمنتظرون موجودون، والمغامرون موجودون، لذا يجب التفكير بشكل مختلف، إذا اردنا ان نصل بالحوار الى النتائج المرجوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة