ذكرت مصادر عسكرية ومحلية اليوم السبت إن مقاتلي القاعدة قتلوا جنديين في محافظة أبينجنوباليمن ما دفع بقوات الأمن إلى قصف مواقع للمتمردين الإسلاميين وقتل تسعة متطرفين. صرح مسؤول عسكري لوكالة "فرانس برس" إن "مسلحين من القاعدة فتحوا نيران رشاشاتهم على موقع للجيش في المناطق الغربية من جعار" التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة وتحاول القوات الحكومية استعادتها منذ الشهر الماضي. مضيفاً ان ذلك ادى الى "مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين". وأكد ان القوات ردت على الهجوم الذي وقع في وقت متاخر من الجمعة بقصف مواقع القاعدة على مشارف جعار ما أسفر عن مقتل العديد من المسلحين"، واكد مصدر في جعار وقوع القصف وقال "لقد دفنا تسعة من مقاتلي القاعدة في مقبرة البلدة" مضيفا ان خمسة اخرين من المسلحين جرحوا.
إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في محافظة أبين أن فصيلا منشقا عن تنظيم «أنصار الشريعة» أو «القاعدة»، انضم للقتال إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية، في وقت أعلنت فيه السلطات اليمنية تدميرها لمصنع يستخدم لإعداد السيارات المفخخة . وقالت المصادر إن جماعة انشقت عن «القاعدة» بقيادة شخص يدعى عبد اللطيف السيد انضمت إلى اللجان الشعبية التي تساند قوات الجيش في حربه ضد تلك الجماعات المتشددة. وأكدت المصادر أن هذه الجماعة تشارك حاليا، في المواجهات الدائرة في منطقة باتيس والتي قتل فيها أكثر من 20 مسلحا من «القاعدة». وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن جماعة السيد تنفذ هجمات متفرقة ضد عناصر «أنصار الشريعة» في عدة مناطق، وأن انشقاقها جاء إثر خلافات بشأن استراتيجية التنظيم في الاستيلاء على المدن وتحويلها إلى إمارات إسلامية. في هذه الأثناء، تستمر المواجهات على عدة جبهات في محافظة أبين، وقالت السلطات اليمنية إن القوات البحرية تمكنت، أمس، من تدمير أحد المصانع في منطقة شقرة والذي كان يستخدم لإعداد وتجهيز السيارات المفخخة التي تستخدم لمهاجمة النقاط والمواقع العسكرية. وتجري المواجهات على جبهات باتيس وشقرة وزنجبار وجعار. في حين أكد شهود عيان ل«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش عززت من وجودها في محيط مدينة لودر خشية أن تتعرض لهجمات من قبل «القاعدة» بعد أن فشلت محاولاتها، خلال الأشهر الماضية، في السيطرة على المدينة كباقي مدن المحافظة. وتؤكد المصادر أن المواجهات عنيفة حول باتيس، وأن قوات عسكرية جديدة توجهت إلى المناطق الجبلية المطلة على شقرة من أجل تعزيز القوات العسكرية التي تقاتل هناك. على صعيد آخر، احتشدت ساحات الاعتصام في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات اليمنية بالمتظاهرين في جمعة أطلق عليها «باقون في ساحاتنا حتى تحقيق أهدافنا»، في إشارة إلى الاستمرار في الاعتصام في الساحات حتى إسقاط بقية رموز نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح ورحيل أفراد عائلته عن المواقع التي يحتلونها في الدولة. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بسرعة إصدار قانون العدالة الانتقالية، وبالتسريع في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، في القوات المسلحة والأمن، وسحب الحصانة التي يتمتع بها الرئيس السابق هو وعدد كبير من رموز نظامه، في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. وشنت القوات اليمنية هجوما شاملا في 12 أيار/مايو يهدف الى استعادة البلدان والمدن التي وقعت في أيدي القاعدة خلال العام الماضي بما فيها مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين.
ومنذ بدء الهجوم قتل 457 شخصا طبقا لاحصاءات وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن بين هؤلاء 342 من مقاتلي القاعدة و70 جنديا و26 مسلحا تابعين للجيش و19 مدنيا. وعلى صعيد متصل يرى خبراء ومراقبون أن اليمن أصبحت الدولة الأكثر أهمية بالنسبة لتنظيم القاعدة في هذا الوقت، والأقرب لاستقبال قيادات التنظيم والتحول لمركز القيادة الرئيسية له مستقبلا، خاصة بعد العمليات الناجحة لاصطياد قيادات التنظيم في باكستانوأفغانستان وأخرها مقتل القيادي أبو يحي الليبي . حيث أشارت صحيفة "النيويورك تايمز" أن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيي الليبي خلال غارة جوية في باكستان في غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار، سيساهم بفاعلية في التعجيل بنقل مركز قيادة التنظيم والشخصيات الفاعلة به من باكستان إلى دول أخرى، وتعد اليمن أفضل الدول المرشحة لتصبح القاعدة الجديدة للتنظيم . وأكد مسئولون بجهاز مكافحة الإرهاب بالولاياتالمتحدة أن اليمن أصبحت مركزا هاما لمهاجمة المصالح الأمريكية وحقق تنظيم القاعدة بها نجاحا كبيرا خلال الفترة الماضية، وأوضح الخبراء أن التدرج الهرمي في هذا التنظيم العالمي ربما يواجه في الوقت الحالي حالة من عدم التماسك، ولاسيما بعد وفاة أبي يحي الليبي ، ما سوف يسهم بحسب خبراء إستراتيجيين في زيادة تشرذم قيادة التنظيم في باكستان وفروعها التابعة لها المنتشرة في أفريقيا والشرق الأوسط . " وما يؤكد على كلام الخبراء الأمريكيين هي الوثائق التي تم العثور عليها في منزل بن لان بعد اغتياله في مدينة أبوت أباد الباكستانية والتي عبر فيها زعيم تنظيم القاعدة الراحل عن قلقله من "الزيادة في القيادات الشابة التي لا يتوافر لديها خبرات، حيث من الممكن أن يسهم ذلك في تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الشبكة في الماضي ." ويعد أبو يحيى الليبي الذي أعلنت الولاياتالمتحدة مقتله في الخامس من شهر يونيو الجاري جهاديا بارزا في صفوف القاعدة عند فراره عام 2005 من سجن أمريكي في أفغانستان وأصبح من العقول المدبرة في التنظيم . "وكالات"