فجر إختطاف القيادي في الحراك السلمي الجنوبي السفير محمد عبد الله الحسني موجة غضب وإستنكار على المستويات السياسية والإجتماعية والثورية في أكثر من محافظة ومدنينة. ففي عدن تواصلت الإحتجاجات والمسيرات المنددة بهذا الفعل المشين الذي يعبر عن عقلية قمعية مغامرة وضيقة الأفق هي إمتداد لعقلية النظام السابق وأساليبه وممارساته الإجرامية. فقد خرج الآلاف في عدن اليوم منددين بإعتقال الحسني الذي أختطف بصورة تعسفية قريبة من أساليب العصابات فور عودته إلى مطار عدن بعد سنوات قضاها في منفاه الإضطراري. ورفع المتظاهرون صور السفير الحسني ولافتات منددة بالفعل الإجرامي كما رفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة في إشارة واضحة لضيقهم بأعمال النهب والإقصاء والإهانة والتنكيل التي يعانونها تحت علم دولة الوحدة، وردد الحشود هتافات تدعوا إلى فك الإرتباط وتجدد العزم على مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق الإستقلال. أحد خطباء الجمعة وكان يلقي خطبة بيوم القدس العالمي وضع مقارنة بين ممارسة الإحتلال الصهيوني في القدس والأراضي العربية الفلسطينية وبين الممارسات التي يعانيها أبناء الجنوب وقال الشيخ حسين بن شعيب إن وطأة الإحتلال الوطني أكثر بطشاً وطغياناً. وفي تعز خرجت مسيرة حاشدة يوم أمس الخميس رافظة لهيمنة بقايا نظام صالح نددت شعارات رفعت في المظاهرة ببعملية إختطاف السفير الحسني معلنة تضامن أبناء تعز ووقوفهم ضد هذه الأساليب والممارسات والتي قال المشاركون أن من شأنها أن تقوض عملية التسوية السياسية. وطالب المشاركون في المسيرة سرعة الإفراج عن الحسني ومحاسبة مختطفيه. وكان مجلس شباب الثورة الشعبية في تعز وقف أمام ما تعرض له السفير الحسني و أدان مثل هذه التصرفات والسلوكيات التي تُنتهج ضد السياسيين والناشطين والصحفيين، معتبراً هذه التصرفات تعيق نجاح المرحلة الانتقالية، كما إعتبرها جزء من الثقافة الاستبدادية التي مازالت تمارس من قبل الجهات الأمنية والتي هي نفس سياسة نظام المخلوع تجاه الشخصيات الفاعلة والناشطة في المجتمع، مجدداً قلقه إزاء المضايقات والتهجمات العدائية والممارسات غير القانونية التي يتعرض لها السياسيون والحقوقيون والإعلاميون في ظل صمت عميق من قبل الجهات المختصة والمسئولة عن ذلك . إلى ذلك تداعت قبائل المنطقة الوسطى في محافظة أبين إلى عقد اجتماع استثنائي وعاجل مساء اليوم الجمعة عقد في منزل السفير"الحسني" في مديرية مودية بابين وحضره عدد كبير من أبناء القبائل والمشائخ كرس لتدارس تداعيات اعتقاله. وخاطب الرئيس "علي سالم البيض" عبر الهاتف المجتمعين وأكد تضامنه مع أبناء أبين الذين تداعوا إلى عقد اجتماع عاجل من أجل تدارس أوضاع الاعتقال الذي طال احد القيادات الجنوبية الوطنية من قبل ما أسماه "قوات الاحتلال اليمني" ، مضيفا أن هناك قيادات جنوبية ساهمت وشاركت في عملية الاعتقال . وأعلن "البيض" تأيده لكل ما يخرج به الاجتماع من قرارات لصالح الجنوب وقياداته المعتقلة في سجون "الاحتلال" على حد وصفه. وطالب القيادات الجنوبية التي شاركت في عملية الاعتقال بأن تعود إلى جادة الصواب وأن تقف مع القيادات الجنوبية وأبناء الشعب الجنوبي المناضل من اجل استعادة دولته. وتطرق المجتمعون إلى ما قد يخلفه استمرار الاعتقال الذي وصفه المشاركون بالاجتماع بأنه تعسفي. وأعلن المجتمعون تضامنهم مع السفير "احمد الحسني" وطالبوا بسرعة إطلاق سراحه ، محملين السلطات المسؤولية الكاملة على حياته. سياسياً أدانت عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني عملية إختطاف السفير الحسني، وإعتبر الحزب الإشتراكي اليمني في بيان له إن إعتقال السفير الحسني عمل مشين ومرفوض ويوحي بأن أجهزة النظام السابق القمعية لا تزال تعمل وتتحكم بمداخل البلاد ومخارجها . ودعا الإشتراكي في بيانه إلى إطلاق سراحه فوراً وإحترام حق المواطنة وحق الإختلاف والتباين في الرأي والسياسة كما دعا إلى معاقبة من قاموا بعملية إعتقاله وردع أي جهة تحاول تأزيم الأوضاع واللعب باأوراق بالية .