تحت عنوان"الثورة اليمنية مستمرة"،إنطلقت صحيفة "واشنطن بوست"لأمريكية لتقول إن الثورة اليمنية قد أطاحت برأس النظام "علي عبدالله صالح" الذي حكم لأكثر من 33 عامًا لكن باقي الجسد ما زال في مكانه يعيثون فسادًا في البلاد،مؤكدة أن الثورة لم تحقق أهدافها كاملة حتى الآن بعد أكثر من ستة أشهر من سقوط الرئيس اليمني. وقالت الصحيفة إن "ساحة التغيير" مصدر إلهام الثورة والمنبع الذي فجر انتفاضة الشعب اليمني ضد القهر والظلم والاستبداد عاد ليمتلئ من جديد ليكمل مهمته التي بدأها منذ العام الماضي ليحارب الفساد ويناضل ضد بقايا النظام السابق وهو ما سماه المصريون "بالفلول"ونجحوا هناك في التخلص منهم في خطوة تطهيرية لبلادهم من الديكتاتورية لينتقلوا تمامًا إلى الديمقراطية المنشودة حاليا في اليمن المجاورة لمصر. وأوضحت الصحيفة أن النشطاء والثوار اليمنيين أعربوا عن أن الأهداف الأساسية للثورة الجديدة تكمن في الإطاحة بأقارب الرئيس السابق "علي صالح" والمواليين لنظام حكمه الذين ما زالوا يمسكون بزمام الأمور في البلاد ويسيطرون على أعلى المناصب في الحكومة والجيش،وعلى وجه الخصوص يطالب المحتجون بكبح جماح "أحمد علي"نجل الرئيس الذي يقود نخبة جنود الحرس الجمهوري للبلاد عقب وقوع إشتباكات بين جنوده والقوات الحكومية في وزارة الدفاع بعد أن أمر الرئيس الحالي "عبد ربه منصور هادي"بنقل بعض الوحدات التي كانت تحت قيادته. أحد المعتصمين إسمه إبراهيم الخطاب وعمره 20 عاما،قال من خيمته التي يسكن فيها منذ 17 شهرا"لم نأت إلى هنا ضد شخصا بعينه.أهداف الثورة لم تتحقق بالكامل بعد". ورغم أن حكم صالح قد إنتهى منذ ستة ستة أشهر، فإن الثورة في ساحة التغيير لا تزال مستمرة ولكن بشكل وأسلوب مختلف. بعض الخيام تبدو خاوية، وأخرى زالت مع زوال الحشود.المظاهرات أصغر حجما،الصخب أقل حدة والناشطون منقسمون: بعض المحتجين علّل وجوده في ساحة التغيير بأنه احتجاج ضد الفساد،وآخرون ضد تأخر رواتب المتقاعدين، والبعض جاء مطالبا بالحقوق بشكل عام. أحد المحتجين وإسمه وليد القدامى، 22 سنة، قال "الحوثيون والحراك الجنوبي غير ممثلين في الحكومة. نريد لهذا أن يتغير". لكن ناشطين بساحة التغيير ما زالوا متوحدين تحت راية واحدة تطالب بإخراج أقارب الرئيس السابق والموالين له من الحكومة والجيش حيث يتمتعون بنفوذ واسع. ولدى أولئك أسماء محددة أولها أحمد ابن الرئيس السابق وآمر الحرس الجمهوري. يُذكر أن الحرس الجمهوري إصطدم قبل أيام بقوات من الجيش إحتجاجا على أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي بنقل وحدات من الحرس الجمهوري. من جهة أخرى،أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق موجود في صنعاء،وحضوره محسوس.أما حزبه فهو جزء من الائتلاف الحكومي،ولديه محطة تلفزيونية خاصة لا تفتأ تلمع صورته وتجتر أمجاد حكمه الذي دام 33 عاما.وقد دأب صالح في الشهر الأخيرة على لقاء شخصيات يمنية وعربية. وعبّر مواطن عاطل عن العمل واسمه إبراهيم الضمراني عن إعتقاده بأن الإستقرار في اليمن يرتبط بوجود أو عدم وجود صالح وأسرته بالبلاد.وقال"إن عبد ربه منصورما زال غير قادر على الدخول إلى القصر الجمهوري. ما دام علي عبد الله صالح وأسرته موجودين في اليمن فلن يكون هناك إستقرار". كما طالب محتجون آخرون بأن تتدخل الولاياتالمتحدة وتستخدم نفوذها لإنهاء العوامل التي تساهم في زعزعة اليمن ومنعه من الإنتقال لمرحلة البناء. وكانت الإحتجاجات في ساحة التغيير قد إندلعت في فبراير/شباط 2011، بعد أسابيع قليلة من نزول ناشطين سياسيين إلى الشارع من ضمنهم توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام.وقد إندلعت إحتجاجات اليمن متأثرة بإحتجاجات مماثلة اندلعت في تونس ومصر وأطاحت بالنظم القائمة هناك.