قال نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل الثلاثاء في موسكو أن سوريا مستعدة لإجراء مفاوضات غير مشروطة مع المعارضة. وقال جميل في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها احد المتحاورين، حتى تنحي الرئيس يمكن بحثه". لكنه تدارك أن "وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا إقفال طاولة الحوار قبل بدئها". وقالت مصادر سياسية في دمشق أن جميل زار موسكو لمناقشة مشروع ستقدمه روسيا بموافقة سوريا يقضي بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة بإشراف دولي يشارك فيها من يرغب من المرشحين بمن فيهم بشار الاسد. كما إنتقد جميل التصريحات التي أدلي بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإثنين وحذر فيها النظام السوري مما وصفه بالعواقب الوخيمة إذا ما نقل أو إستخدم ترسانته من الأسلحة الكيميائية.وإعتبر جميل إن تصريحات أوباما تأتي في إطار السباق الإنتخابي الذي تشهده الولاياتالمتحدة. وقال جميل إن الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبّه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي إنتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحجة أنه يخفي أسلحة دمار شامل. وأوضح جميل قائلا أن "التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لأن من يفكر فيه أيا كان،إنما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا".وأشار إلى أن تهديد أوباما موجه للإستهلاك الإعلامي. ميدانيا، نقلت ال" BBC " عن ناشطين سوريين معارضين قولهم إن قواتا من الجيش النظامي مدعومة بالدبابات قد دهمت أحد الأحياء في دمشق وقتلت 11 من المسلحين،وكانت قوات الجيش قد قصفت المنطقة بقذائف الهاون بدءا من ساعات الفجر الأولى. وقال ناشط يدعى بسام إن 22 دبابة دهمت حي كفر سوسة يرافقها 20 من جنود المشاة خلف كل دبابة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 12 شخصا قتلوا نتيجة الهجوم على كفر سوسة. وفي حلب إزدحم أحد المستشفيات في حي الشعار شرقي المدينة بجثث المدنيين وجنود من الجيش السوري الحر،وعدد كبير من الجرحى،وقد أصيب هؤلاء بغارات جوية شنتها طائرات سورية،حسب التقارير. وقال مراسل لوكالة أسوشييتد برس ان المستشفى كان يستقبل مصابا كل ثلاثة دقائق على مدى ست ساعات يوم الثلثاء. وقال ناشطون ان عدد ضحايا العنف الذي وقع الثلاثاء في أنحاء البلاد بلغ تسعة وستين شخصا من بينهم 56 مدنيا،و13 من عناصر القوات الحكومية عقب ايام من المعارك العنيفة. وقال سكان ونشطاء معارضون ان جنودا سوريين مدعومين بالدبابات دخلوا الى ضاحية المعضمية يوم الثلاثاء وقتلوا 20 شابا على الاقل وحرقوا متاجر ومنازل قبل انسحابهم تدريجيا. واضافوا ان جثث الرجال واغلبهم اطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها افراد الجيش. ويتعذر مع القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الاعلام غير الحكومية التأكد على نحو مستقل من تقارير النشطاء والسكان. وفي سياق متصل قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن144 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم الأربعاء برصاص الأمن السوري معظمهم في حيي كفر سوسة ونهر عيشة بدمشق، وإن من بين القتلى 47 سقطوا في دمشق وريفها، و16 بدرعا، بينهم 3 تم إعدامهم ميدانيا، و11 في إدلب، و7 في حمص، و2 دير الزور، و1 بحلب. وأفاد المجلس السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية بدأت بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في حي نهر عيشة الذي شهد اشتباكات عنيفة صباح الأربعاء، ترافقت مع قصف شنته القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع عناصر من الجيش الحر على طريق دمشق درعا في حي القدم الذي تعرض بدوره للقصف.