ناقش رؤساء فرق الحوار الوطني اليوم السبت مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر بعض ما أنجزته الفرق في الفترة التي تلت الجلسة العامة الأولى وبعض التحديات التي تواجه أعمالهم. وعرض رؤساء الفرق جزء من تصوراتهم لعملية النزول الميداني التي من المتوقع ان تبدأ الأسبوع المقبل لجمع المعلومات المتعلقة بالقضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر. ودعا رؤساء الفرق خلال نقاشهم إلى التركيز على الأسئلة الأساسية التي يفترض أن يجيب عليها مؤتمر الحوار الوطني بعيدا عن التشعب والخوض في التفاصيل الصغيرة، مذكرا بأن المخرجات ستصب في عملية واحدة تتمثل في صياغة دستور يلم بجميع القضايا. وركزت أغلب المداخلات على عامل الوقت الذي أصبح يضغط باتجاه صياغة مخرجات ملموسة تصب في عملية صياغة الدستور. كما تطرق عدد من رؤساء الفرق إلى إجراءات موازية لأعمال المؤتمر من شأنها توفير البيئة المناسبة لحسن سير أعماله راهنا وتقبل نتائجه مستقبلا. بدوره نقل بنعمر لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني اشادة مجلس الأمن بجدية اليمنيين في أخراج بلدهم من مشكلاته وأزماته عبر الحوار. وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إن ما رآه من تنظيم وإعداد لمؤتمر الحوار يعد الأفضل مقارنة بحوارات شهدتها دول أخرى، موضحا ان الشكل السلمي الذي انتهجه اليمنيون سواء خلال نزولهم إلى الشارع للمطالبة بالتغيير أو إدارتهم للعملية الانتقالية, مثل تجربة نوعية ستفيدالأمم المتحدة منها مستقبلا.لافتا الى إنه(بنعمر) تلقى طلبات من عدة جهات للاطلاع على تفاصيل تنظيم الحوار اليمني. ونقل المركز الإعلامي للحوار عن المبعوث الأممي قوله "إن مجلس الأمن الذي تعود على الأخبار غير السارة من مبعوثي الأمين العام تفاجأ خلال كلمتي الأخيرة أمامه عندما قلت إنني هذه المرة أحمل أخبارا سارة من اليمن تخص انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في مشهد خاص يحمل كل مقومات النجاح". واعتبر أن سقف احترام الرأي كان واضحا منذ حفل الافتتاح ومؤشرا على جدية الحوار، مذكرا بعرض ممثلي القضية الجنوبية لمطالب ذات سقف عال، فيما البقية يستمعون دون اعتراض رغم رفض أغلبهم لتلك المطالب. وأوضح بنعمر أن الحوار الحالي لا يخص مجموعة أشخاص يلتقون في فندق، بقدر ما هو حوار مجتمعي شامل يتيح للجميع طرح رؤاهم وتطلعاتهم. منوها الى أن الوقت حان للتفكير في الإطار والشكل الذي سيحوي مخرجات كل فريق سواءً كان بتصور صغير لقضايا محددة أو تقارير مفصلة. على صعيد متصل واصلت مجموعات فرق العمل اليوم ترتيباتها وتحضيراتها النهائية استعداد لعمليات النزول الميداني. فقد نقاش فريق صعدة الخطة العامة بخصوص مقترحات لمرحلة المحتوى والنزول الميداني . ودعا أعضاء الفريق الى التسريع باستكمال مناقشة رؤى المكونات حول جذور القضية والتوصل إلى رؤية مشتركة للفريق ومن ثم الانتقال إلى مرحلة المحتوى. وكان الخبير الدولي دراجان يوتوفيتش قدم محاضرة لفريق صعدة حول العدالة الانتقالية وتجارب عدد من الدول. واستعرض يونوفيتش الذي عمل في مجال العدالة الانتقالية لمدة 15 عام في عدة دول التعريف والأهداف للعدالة الانتقالية. وقدم نماذج لدول خاضت تجربة العدالة الانتقالية مثل تشيلي وغانا والارجنتين مستعرضا في الوقت ذاته الآليات التي اتبعتها لتحقيق النجاح المطلوب.
في موضوع قررت مجموعة الأجهزة الرقابية ضمن فريق استقلالية الهيئات تداول رئاسة الفريق.وبادر باسم الحكيمي رئيس الفريق بترك منصبه لزملائه وطرح فكرة أن يقوم كل أسبوع عضو آخر بمهام إدارة المجموعة. وابدى أعضاء المجموعة تفاعلهم مع هذه الفكرة معتبرين إن القيمة منها هي خلق الروح القيادية لكل اعضاء الفريق دون استثناء نظرا لطبيعة عمل الفريق للخروج. ويتكون فريق استقلالية الهيئات من سبع مجموعات هي الأجهزة الرقابية والإعلام والجماعات المسلحة والثأر والأوقاف والخدمة المدنية وقضايا بيئية وقضايا اجتماعية. من جانبه ناقش فريق الحكم الرشيد اليوم خطة المرحلة الثانية (السياسة الخارجية وسيادة القانون) تضمنت الأهداف العامة والتفصيلية والاجراءات التنفيذية للخطة المتعلقة بالنزول الميداني إلى محتلف المؤسسات والجهات ذات العلاقة. واستعرض الفريق ما تحقق من إنجازات على صعيد تنفيذ مهامه خلال الفترة الماضية طبقا لخطته التي بدأ بتنفيذها سواء من خلال النزول الميداني لبعض مجموعاته أو جلسات الاستماع التي نفذتها مجموعات أخرى. فريق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية من جانبه واصلت المجموعات الفرعية المنبثقة عن الفريق مناقشة محددات عملها خلال الشهرين القادمين، والإجراءات التنفيذية لخطط المجموعات الفرعية, وكذا إجراءات النزول الميداني إلى المحافظات المستهدفة في إطار خطط كل مجموعة، وكذا احتياجاتها من استضافة الخبراء المحليين والأجانب خصوصاً في القضايا المرتبطة بالصراعات السياسية والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.