تتصاعد وتيرة التوتر والتوجس لدى الشارع اليمني يوما تلو الآخر, جراء استمرار حالة الإنفلات الأمني التي تعيشها معظم المدن والمناطق, خاصة الجنوبية والشمالية بما فيها العاصمة صنعاء. وعلى الرغم من أن أعمال التخريب ولإرهاب واستهداف القيادات العسكرية والأمنية والمنشئات الخدمية لم تتوقف منذ إزاحة الرئيس السابق علي صالح العام 2011 من كرسي الحكم , إلا أن هذه الأعمال تنشط بشكل واضح كلما لاحت في الأفق السياسي اليمني بوادر من حلول لأزماته التراكمة منذ 3 عقود ونيف, خاصة داخل مؤتمر الحوار الوطني. ما يقود الى تساؤلات عديدة حول القوى التي تسعى إلى إرباك العملية السياسية والمرحلة الانتقالية، وتعطيل بل وإفشال مؤتمر الحوار الوطنى الشامل الذي بات قاب قوسين أوأدني من ختام أعماله حسب الجدول الزمني. بالمقابل, يبدو أن يدور داخل الأوساط السياسية في الوقت الراهن من جدل حول أهمية التمديد لمؤتمر الحوار الوطني وبالتالي المرحلة الإنتقالية, قد أثار حفيظة تلك القوى التي لا تريد لليمن أن تستقر أوتنعم بالأمن وتسعى جاهدة الى ذلك. فقد شهدت الأيام القليلة الماضية جملة من الأحداث كانت على رأسها الإشتبكات المسلحة بين مليشيات الحوثي ومليشيات قبيلة حاشد بمحافظة عمران, والتي حصدت العشرات من القتلى والجرحى. وفقا لمصادر محلية بمحافظة عمران أن الوساطة القبلية المكونة من عدد من المشائخ والوجاهات القبلية، لوقف المواجهات المسلحة التي تشهدها منطقة وادي دنان بمديرية العشة بمحافظة عمران بين قبائل العصيمات وعناصر موالين لجماعة الحوثيين المسلحة، قد نجحت في وقف إطلاق النار ليوم أمس, غير أن تجدد المواجهات يحتمل اندلاعها في أي وقت. ذلك أن الحديث عن صلح دون قيد أو شرط يعني بقاء مسلحي الحوثيين في المواقع التي تسيطر على طريق قبائل العصيمات، بالإضافة إلى أن هذا الصلح سيمنح الحوثيين الذين قدموا من خارج المنطقة البقاء في قرى العصيمات وعذر والمواقع التي يتمركزون فيها حالياً, الأمر الذي يشكل خطراً على أبناء العصيمات ويجعل الوضع قابلاً للانفجار في أي لحظة. حسب المصادر ذاتها. بالنسبة للاغتيالات التي يتعرض لها قادة في الجيش والأمن, فقدأ علنت وزارة الدفاع اليمنية اليوم أصابة ضابط كبير عقيد في الجيش برصاص مسلحين في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف صباح اليوم . وقال مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم "الاحد" إن ضابطا في القوات المسلحة سقط مضرجا بدمائه وسط الشارع العام بمدينة الحزم , بعد اصابته برصاص مسلحين ، لافتا النظر إلى ان التقارير الميدانية تشير إلى ان الحادث يحمل بصمات القاعدة حيث أطلق مسلحون الرصاص من مسدس على العقيد علي ناجي الشعبي مما ادى الى اصابته , ونقل الى صنعاء وهو في حالة حرجة . واشار المصدر العسكري إلى أستشهاد جنديين يمنيين وأصابه 8 اخرين في هجومين نفذهما مسلحون في محافظة حضرموتجنوب شرقي اليمن ، حيث تعرضت سيارة عسكرية كانت تسير، قرب بلدة القطن في حضرموت تعرضت الى كمين نصبه مسلحون قتلوا فيه جنديين وجرحوا ثالثا قبل ان يلوذوا بالفرار». ويأتي ذلك بعد ان أكد الفرع اليمني لتنظيم "القاعدة" مقتل احد قادته العسكريين في غارة لطائرة امريكية بدون طيار في محافظة البيضاء بوسط اليمن في 30 أغسطس الماضي. وأعرب بيان صحفى لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" عن خالص العزاء فى مقتل الشيخ قائد الذهب. و قال ان استهداف الشيخ قائد الذهب من قبل أمريكا ليس إلا في إطار الحرب على الشريعة الإسلامية، وإن أمريكا لا تجني من هذه الحرب إلا مزيدا من الأحقاد ومزيدا من الضغائن التي تدفع المسلمين في صف الجهاد والمجاهدين " حسب تعبيره. ووفقا لمصدر يمنى مسئول فإن الذهب "كان اهم قائد عسكري ميداني للقاعدة في محافظة البيضاء" بعد شقيقه طارق الذهب الذي سيطر لفترة وجيزة في يناير 2012 على منطقة رداع قبل ان تطيح به القبائل المناهضة للتنظيم المتشدد.. ولاحقا قتل طارق الذهب في هجوم مسلح. وطارق الذهب كان صهر الامام الامريكي اليمني انور العولقي الذي قتل في سبتمبر 2011 في غارة امريكية ايضا. في الأثناء, نجا قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة عدن العميد عبد الحافظ السقاف، مساء اليوم الأحد، من محاولة اغتيال ، أثناء مروره بجولة الرحاب منطقة العريش مديرية خور مكسر على طريق المطار . ونقل موقع صحيفة الثورة عن مصدر امني القول بإن محاولة الاغتيال التي أستهدفت العميد السقاف، نفذت بواسطة عبوة ناسفة، أسفرت عن تعرض سيارة قائد قوات الأمن الخاصة لأضرار كبيرة. في تعز, استهدف مسلحون مجهولون بمديرية ذباب اليوم طقما عسكريا تابعا للاستخبارات العسكرية ومكافحة التهريب دون وقوع إي إصابات. ونصب المسلحون كمينا لأحد الأطقم العسكرية التابعة للاستخبارات العسكرية في منطقة " المعقر " واستهدفوه بوابل من الرصاص دون وقوع إصابات، ثم لاذوا بالفرار، كما استهدف المسلحون احد عناصر الجمعية الوطنية لدعم مكافحة التهريب وهو على دراجته النارية وأصيب بإصابات طفيفة. على صعيد آخر, تعرض انبوب النفط الرئيسي في محافظة مأرب الى هجوم تخريبي هو ال5 خلال شهر. ما أدى الى توقف تدفق النفط من حقول مأرب إلى مرفأ رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر تسبب في حريق وتلف بخط الأنابيب على بعد نحو 40 كيلومترا من المكان الذي يبدأ منه في مأرب". وتراجع إنتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الأمني وسوء الصيانة، وتراجع الاستثمارات في التنقيب. وكان انتاج اليمن عام 2001 بحدود 440 ألف برميل يومياً، وصدر عام 2010، 103 آلاف برميل يومياً بحسب أرقام وكالة الطاقة العالمية. في مجال التهريب أعلنت السلطات الأمنية أن الزوارق الأمنية التابعة للقطاع البحري لخفر السواحل اليمني قطاع خليج عدن، ضبطت أمس السبت، سفينتين محملتين بكميات كبيرة من الألعاب النارية المحظورة والمهربة من إحدى دول القرن الإفريقي. ونقل موقع (سبأ) عن مدير عام القطاع البحري لخفر السواحل، العقيد ركن أحمد صبحي، أن عملية الضبط تمت في المناطق الساحلية "السقية وخور العميرة" التابعتين لمحافظة لحج، مبيناً أنه تم العثور على طرود غريبة وكميات من المفرقعات والألعاب النارية. وبلغ عدد شحنات الأسلحة التركية المهربة إلى اليمن، والتي تم ضبطها خلال الستة أشهر الماضية عبر سواحل ميناء المخاء ومنطقه ذباب بمحافظة تعز 10 شحنات تضم 50 ألف مسدس وتتجاوز قيمتها المليار ريال يمني (5 ملايين دولار أميركي). وقال مصدر أمنى مسؤول في تصريح له مؤخرا، إن "هذه الشحنات وصلت إلى البلاد عبر عصابة دولية تضم جنسيات مختلفة من بينها إريتريا وجيبوتي بالإضافة إلى اليمنيين".