انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضرموت... زيارة قبر النبي هود في بعديه الصوفي والاحتفالي
نشر في الاشتراكي نت يوم 18 - 08 - 2007

استطلاع اسماعيل المشهور ---------------- تبدا في غرة شعبان زيارة أبناء حضرموت والعديد من أبناء اليمن ودول شرق اسياء وافريقيا مراسم زيارة قبر النبي هود وهو تقليد ديني وشعبي يعود الى مئات السنين ، وهناك من يعيد تاريخ تقاليد الزيارة الاحتفالية
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
زيارة قبر النبي هود /اسماعيل المشهور ---------------------- تبدا في غرة شعبان زيارة أبناء حضرموت والعديد من أبناء اليمن ودول شرق اسياء وافريقيا مراسم زيارة قبر النبي هود،وهو تقليد ديني وشعبي يعود الى مئات السنينم بل الاف السنين "قبل الاسلام" وقد اختار الاشتراكي نت ان يعيد نشر استطلاع"بحث" اجراه الاستاذ اسماعيل المشهور ونشر في موقع "يمناتا" لما له من اهمية يضع فيها القارى في صورة كاملة تجاه هذا التقليد الدي يختلط فيه الجانب الديني بجوانب التقاليد الشعبية والاحتفالات الكرنفالية والرياضية والجوانب السياحية وغيرها وعلى النحو التالي :- _____________________ .زيارة النبي هود ...استطلاع اسماعيل المشهور إذا حل شعبان وأنت في حضرموت ولفت انتباهك امتلاء شوارعها وبيوتها بالمسافرين من أهل البلاد والعرب ومسلمي مختلف البقاع في العالم خصوصاً مسلمي شرق آسيا وأفريقيا ، منهمكين في حزم متاعهم وتجهيز رواحلهم ويرددون من زار النبي فايدة ماهي خسارة سفيه العقل من يبطل في الزيارة فلا تستغرب حين تجد نفسك فجأة وحيداً في مدينة فرغت من ذكورها الذين رحلوا لزيارة أقدم قبر على الإطلاق معروف بالتواتر ، قبر نبي الله هود عليه السلام . قصة هود عليه السلام هود عليه السلام هو نبي الله إلى عاد وهم عرب جفاة متمردون يعبدون الأصنام كما ذكر المؤرخون ، فأرسل الله إليهم رجلاً منهم يدعوهم إلى الله وإلى إفراده بالعبادة والإخلاص فكذبوه وخالفوه وانتقصوه ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، فلما أمرهم هود بعبادة الله ورغبهم في طاعته واستغفاره ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخر وتوعدهم على مخالفة ذلك بعقوبة الدنيا والآخرة كذبوه واتهموه بالجنون وأنكروا عليه رسالته ، متحججين بخلو رسالته من الخوارق التي تشهد له بصدق ما جاء به ، كما أنكروا عليه أمر بعثهم وحسابهم في الدار الآخرة . وتحدوه بقدرة ربه على إنزال العذاب والنكال بهم، فسأل هود ربه أن ينصره على تكذيبهم ، وكان له ذلك . وفي وصف هلاكهم ذكر المفسرون أن الله أرسل عليهم سحابة سوداء أمطرتهم رماداً وحجارة وشرر نار وقيل أنهم هلكوا بريح صرر عاتية – أي باردة وشديدة – كانت تحملهم إلى السماء ثم تهوي بهم إلى الأرض حتى هلكوا بها جميعاً في سبعة أيام إلا هودا ومن معه من المؤمنين . نشأة زيارة نبي الله هود عليه السلام الثابت في كتب التاريخ أن زيارة شعب النبي هود كانت قبل الإسلام وبعده وقد ذكر كثير من المؤرخين مايفيد أن قبره في الأحقاف في حضرموت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة بجوار نهر يدعى الحفيف وهو النهر الذي لا يزال جارياً بجوار قبره حتى اليوم وبالقرب منها بئر تدعى بئر برهوت يقال بأن أرواح الكافرين تسكنها . وتقام في موسم زيارته سوق تجارية معروفة منذ الجاهلية تباع فيها البضائع من الماشية والأقمشة والحبوب وغيرها ... ويحيي زائرو الشعب شعائر التعبد والتقرب إلى الله بعيداً عن مشاغل الحياة وضجيج المدنية ويحرصون على إقامة المحاضرات الدينية والنقاشات الفقهية إلى جانب قيام سكان القرى المجاورة للشعب بإحياء فعاليات الترحيب الشعبية طيلة أيام الزيارة التي تمتد من ثلاثة إلى أربعة أيام هي الثامن والتاسع والعاشر من شهر شعبان من كل عام . ما يميز شعب النبي هود يكاد يكون خلو الشعب من الإناث هو السمة الأبرز فلا ترى طيلة فترة الزيارة أنثى واحدة ، الجميع هنا ذكور ، أطفال وبالغون وشيوخ ، لا تفارق البسمة وجوههم مطلقاً ، كما أنك تكاد لا ترى شجاراً واحداً أو حتى اختلافاً في الرأي بين الحاضرين الذين يحيون فعاليات الزيارة ضمن برنامج موحد ومنظم يطابق تماماً البرنامج الذي اعتاد على إقامته آباءهم وأجدادهم منذ مئات السنين في ترتيب عجيب وجو روحاني مهيب يذهل الزائرين الجدد كما يذهلهم أيضاً كون مدينة بهذا الحجم وهذه التجهيزات تبقى مهجورة طيلة العام إلا من أيام الزيارة. التحضير للزيارة يحرص الآلاف من المسلمين في جميع أنحاء العالم على حضور زيارة النبي هود قاطعين مسافات كبيرة ومتكبدين تكاليف الانتقال الضخمة في مطلع شهر شعبان من كل عام ، وخصوصاً مسلمي شرق آسيا اندونيسيا وماليزيا وغيرها الذين بلغ تعدادهم المئات هذا العام .. ويتوجه القادمون من خارج البلاد إلى مدينة تريم التاريخية بحضرموت تأهباً للانتقال إلى شعب النبي بواسطة الباصات والسيارات ، وتدب الحركة في شوارع المدينة لتجهيز المواكب والاستعداد للزيارة ، ويستعد كذلك العديد من الباعة بتحميل بضائعهم المتنوعة على السيارات ونقلها إلى الشعب لتكوين ما يشبه السوق المصغر الذي لا يخلو تقريباً من أي سلعة أو خدمة قد يحتاجها –أو لا يحتاجها- الزوار . يجري أولاً الإعداد للزيارة بحث الوعاظ للناس في المساجد منذ جمادى الثانية على زيارة نبي الله هود ويستمر إعلام الناس في مجالس الوعظ الأسبوعية والليلية وتتلى القصائد المحبذة للزيارة مثل " يا زائرين النبي " و" يا نبي الله جئنا إليك " وتعتبر ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة إشهار الزيارة أو الدعوة إلى الزيارة ، ويعتبرها الحاضرون والمرتجون ليلة سعد فيرددون " يا ليلة السعد عودي " . فيما يرحل العمال المندوبون قبل الزيارة لتجهيز المنازل و " الخدور " لاستقبال الزوار . وتعد زيارة الشعب على ظهر الجمال تقليداً قديماً لا يزال العديد من سكان المنطقة يحرصون على أداءه على طريقة أسلافهم ، فيبادر مجموعة من الشباب إلى تجهيز الجمال أو ما تسمى بال (الركاب) في مجموعها وذلك بتخضيبها بالحناء وكتابة عبارات الاستعانة بالله على ظهورها . ويذكر أن بلدة تريم وأهلها هم الأصل في الزيارة ، ولذا فإن عوائد الزيارة وترتيبها مرتبط بأهل تريم ثم يأتي دور بقية المدن مثل سيئون وغيرها. على طريق الذهاب يقام السباق بين الجمال قبل الدخول إلى الشعب ، ولأهل تريم في هذا السباق القدح المعلى ويتكرر السباق بضع مرات قبل الوصول إلى الشِعب وعند الوصول وعند الرجوع من الزيارة . يسبق ركب الجمال موعد الزيارة بيومين ويمر الزائرون بأضرحة الصالحين الموجودة على الطريق ، فيما يختلف موعد الانطلاق للزيارة بالنسبة لراكبي السيارات لكن معظم الزائرين يكونون في الشعب قبل الثامن من شهر شعبان - أو ما يطلق عليه اسم شهر (هود) - لحرصهم على حضور فعاليات وطقوس الزيارة من أولها. ويقسم الزائرون القدامي من أهل تريم مراحل الطريق إلى أربعة مراحل وفي كل مرحلة عرض وسباق للجمال ودخلة وألعاب وأناشيد حتى يصلون إلى الشعب. و(فغمة) هي أخر مرحلة إلى الشعب تعود القدماء على المبيت فيها قبل الدخول إليه وتقام فيها السمرات بالمغاني والأهازيج ، وفي الصباح يرحل القوم ، وعند دخولهم للجبل تكون الدخلات بالزوامل يتقدمهم المناصب ويصل كل منصب إلى خدره وينادي إن الزيارة ستكون الساعة كذا ليخرج الجميع إلى النهر . وصف شعب هود يقع قبر النبي هود شمال شرق مدينة سيئون بمسافة (140 كم) ويقع علي سفح جبل إلى جهة الشرق من بئر برهوت ، و جاء ذكر النبي هود في القرآن الكريم في سور عديدة منها سورة الأحقاف وقد اعتبر الكثير من المؤرخين والنسابين أن حضرموت وقد تواترت الروايات في موضعها على وجه الدقة في حضرموت وموضع القبر فيها . ويغطي قبره عليه السلام قبة بيضاء ضخمة على جانب حجرة متصدعة في نحو نصف القبر وللوصول إليه يجب على الزائر اجتياز درج طويل ، وبنيت إلى جانب القبر ساحة كبيرة طليت بالنورة تتسع لجموع الزوار. الخدور بُنيت في شعب هود مدينة كاملة من البيوت وخطَطت بها أسواق وأماكن للبيع والشراء ، ويملك هذه المدينة الأثرياء والتجّار ، ولكل أسرة خدر أي بناية والخَدر ينطقها الحضارم بالفتح ويعنون بها البيت ، وتستعمل فقط أيام الزيارة ثم تبقى خالية وتعطى تراخيص البناء على الأرضيّة من المشائخ آل باعبّاد الذين يمنحون الترخيص والإذن بالبناء ويصرفون ما يحصلون عليه على الترميمات في القبر والمسجد ، وينزل الزوار في هذه الخدور ضيوفاً على أصحابها فيؤمن لهم الطعام والشراب ويحرص بعض أصحاب الخدور على أحياء ليالي الزيارة بفعاليات متنوعة. الغسل في النهر يحرص زائرو الشعب كباراً وصغاراً على الغسل في النهر القريب من قبر النبي وعندما ينتهي الغسل والسقي يتأهّب الجميع لأداء مراسيم الزيارة ، وقبل التحرّك يركع كل زائر ركعتين أمام حصاة تعرف بحصاة عمر أي عمر المحضار نقيب العلويين المتوفى سنة (893 ه الموافق 1487م) ، ويركع الجميع ركعتي سنّة الوضوء ويتوجّهون إلى بئر التسلوم . التسليمة يقف الجميع أمام بئر التسليمة والتي يقال عنها أنها ملتقى أرواح الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين ، كما إن بئر برهوت هي ملتقى أرواح الكفّار ، يقف الجميع ويتقدّم الحبيب أو المنصب أو الشيخ ، ولا يقوم بالتسليم في الغالب إلا من ينتمي إلى العلويين فيبتدئ بالسلام على الرسل والأنبياء مبتدأ بمحمد ( صلى الله عليه وسلّم ) ، ثم يقول السلام عليك وعلى جبريل وعلى أدم إلى أخر السلام على الأنبياء والمرسلين والملائكة ويردد الحاضرون ما يقوله ، ثم يتوجّه الجميع إلى زيارة القبر. أمام القبر بعد التسليمة عند بئر التسلوم يتوجّه الجميع في زجل دعائي إلى القبر الذي يقرأون عنده السلام على الأنبياء والمرسلين والملائكة ، ثم بعد انتهاء التسليم يجلسون ويقرأون سورة هود ثم تتلى الفاتحة التي يرتلها الحبيب المنصب الناقة هي الناقة المتحجّرة التي يزعم العوام إن ناقة هود تمخّضت ثم صارت حجراً وقد بني حول الصخرة المسمّاة الناقة بناء من الحجر وردم وسوّي فتهيأ هناك موضع للزوار يسع الجموع . بعد الانتهاء من الزيارة الأولى عند الضريح يخرج الجميع إلى عند صخرة الناقة المتحجرة أي التي صارت حجراً وتقرأ قصة المولد النبوي في هذا المحل ثم يقف المذكر وتنشد القصائد الوعظية وترتل الفاتحة . ثم تنقضي الزيارة الأولى ويرجع الناس إلى خدورهم . برنامج الزيارة يقضي الزائرون أيام الزيارة وهي أربعة أيام وأوقات الزيارة اليوميّة تبتدئ قبل الفجر وتمتد إلى طلوع الشمس ، ثم ينفضّ الجمع بعد طلوع الشمس ويعود المناصب إلى بيوتهم وفي المساء يأتي دور الزيارة اليوميّة الثانية وتبتدئ بصلاة المغرب عند القبر ثم يقرأ الجميع سورة هود ، بمثل الزيارة الأولى وتنتهي بصلاة العشاء. وتقام في ليالي الزيارة ألعاب شعبيّة ورقصات الشبواني والخابة ، وتقوم كل بلدة بألعابها أمام بيت منصبها حتى الليل . الدخلات يفد الزوّار إلى شعب هود ولكل وفد ولكل بلد دخلة وزيارة لنفسه تشتمل على صفات مميزة . لكل بلد غير تريم دخلة واحدة فقط ، أما تريم فإن لكل بيت من بيوت العلويين دخلة وزيارة وهي دخلة أحمد بن زين الحبشي ودخلة آل الحدّاد ودخلة آل بلفقيه ودخلة الإمام حامد بن عمر حامد باعلوي ... إلخ وفق نظام خاص. وتكون الوقفة يوم العاشر من شعبان صباحاً بزيارة آل الشيخ أبوبكر بن سالم وزيارة آل بن شهاب ، ففي اليوم الحادي عشر تكتمل وفود الزائرين ومن أدرك الوقفة فقد أدرك الزيارة.ويدخل آل الشيخ أبوبكر بن سالم بالطيالة والأهازيج والطبول التي يقف الزائرون بانتظارها ، ويكون لزيارتهم ودخلتهم زجل عظيم ، وتعتبر دخلتهم الدخلة العظمى وهي في مراسيمها لا تختلف عن الأطر المقيّد بها نظام الزيارة كما ذكرنا إنما تمتاز بكثرة الناس وبالطيالة والطبول والبيارق (وهي عدد من الرايات التي كتبت عليها عبارات التوحيد وغيرها). وتأتي دخلة آل بن شهاب بالنسبة لكثرة المشاركين بعد دخلة آل الشيخ ، وقد ذكر الإخباريون أن الشيخ أبوبكر بن سالم هو الذي أعاد ربط أيام الزيارة بالتوقيت القمري في شعبان وذكر بعضهم أن الذي أعاد ربط الزيارة بالتوقيت القمري هو شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن السقاف ولهذا الاعتبار كان لزيارة آل الشيخ وآل شهاب ميزة كمؤسسين في الأطر الجديدة . ويعتبر يوم العاشر من شهر (هود) شعبان عيد الزوار بالشعب فينحرون الأغنام ويأكلون ألذّ المأكولات ويتفنّنون في طهي أجناس الطعام من الهريسة وغيرها . على طريق العودة يحرص الزائر على اقتناء الهدايا من السوق لتقديمها إلى أهله وأقاربه وجيرانه وتتنوع الهدايا بين الكعك والمساويك والفحيط (السمسم) والثياب والألعاب وغير ذلك ، ويردد العائدون من الزيارة شعار (زرنا وقد رجعنا * عسى القبول معنا) على طول طريق العودة ، ويقام في تريم سباق أخير للإبل عند مدخل تريم .
____________________________ المراجع: نيل المقصود في مشروعية زيارة نبي الله هود عليه السلام للعلامة سالم بن عبدالله بن عمر الشاطري صفحة حضرموت في موقع صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.