لاقى التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمعاً للطلاب المتقدمين لكلية الشرطة صباح اليوم في صنعاء، وذهب ضحيته العشرات بين قتيل وجريح، ادانات محلية ودولية واسعة وفي مقدمتها ادانة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وسفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا. وقال الناطق الرسمي باسم الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي مايكل مان، في بيان أصدره اليوم :" إن تفجير اليوم خارج كلية الشرطة في صنعاء هو الأحدث من بين سلسلة من الهجمات الإرهابية التي ترمي إلى زعزعة للعملية الانتقالية في اليمن". وأضاف:" إن وجداننا ومشاعرنا مع عشرات الضحايا الذين سقطوا في تفجير اليوم ومع أسرهم ومع ضحايا الهجمات في ذمار يوم 3 يناير الجاري وإب يوم 31 ديسمبر الماضي" . وأكد الناطق الرسمي باسم الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد أن استعادة الأمن واستكمال الانتقال أمران أساسيان لتحقيق هدفي الاستقرار والازدهار اللذان رسمتهما المبادرة الخليجية في 2011، داعيا جميع الأطراف السياسية إلى أن تلعب دورا بناءً بتعزيز سياساتها وانتهاج الحوار والتعامل عبر القنوات السلمية لمعالجة مظالمها في هذا الوقت الذي أصبح التقدم فيه قريب المنال على المسارين السياسي والدستوري. وكشف المسؤول الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي سيزيد من مساعداته لدعم عملية إعادة الهيكلة وإصلاح الشرطة ووزارة الداخلية فضلا عن مواصلة دعمه للعملية الدستورية في اليمن واستمرار وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب اليمني في هذه الأوقات العصيبة. ادانت جامعة الدولة العربية التفجير الإرهابي الذي استهدف عددا من المتقدمين للتسجيل للدراسة في كلية الشرطة، وكافة العمليات الارهابية التي استهدفت المدنيين في إب ورداع وذمار. وأكدت جامعة الدولة العربية في بيانها الصادر اليوم إن هذه الجرائم البشعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وتقدمت بتعازيها لذوي الشهداء وللشعب اليمني، متمنية الشفاء العاجل للجرحى. وشددت جامعة الدولة العربية على أهمية بسط سلطة الدولة في كافة أرجاء البلاد لتتمكن من القيام بواجباتها في التصدي للأعمال الإرهابية بشكل فعال. وعلى ذات الصعيد أدانت سفارتا الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا في العاصمة صنعاء، التفجير الارهابي، وقالت السفارة الأمريكية في بيانها: "ندين الهجوم الذي استهدف كلية الشرطة بصنعاء صباح اليوم، كما ندين القتل والاستهداف غير المبررين للمواطنين اليمنيين، لا سيما أولئك الذين يسعون للإنخراط في خدمة الناس وحماية الشعب اليمني". وأضافت :"إن هجوم اليوم على إحدى مؤسسات الدولة المكرسة لتوفير الأمن لكل اليمنيين يكشف الرؤية العدمية والإفلاس الأخلاقي للجماعات الإرهابية في اليمن". وأضاف البيان "إن هذه اللامبالاة الكبيرة بحياة البشر تذكرنا بحقيقة وطبيعة الأيدولوجيات المتطرفة للجماعات الإرهابية". من جهته أعرب مستشار الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الخاص الى اليمن جمال بن عمر عن بالغ أسفه لسقوط عدد من الضحايا و المصابين جراء هذا الحادث الإرهابي. واستنكر بن عمر في بيان صادر عن مكتبه، استمرار استهداف المدنيين عبر هذه الجرائم التي وصفها ب"البشعة "، معربا عن صادق مواساته لأسر القتلى و المصابين. محليا، توالت الادانات من قبل الاحزاب السياسية والمنظمات ومختلف الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث أدان الحزب الاشتراكي اليمني حادثة التفجير،ودعا مختلف القوى السياسية والاجتماعية على ادانة هذه الجرائم وسواها من مظاهر النزاعات المسلحة التي تنشر الفوضى وتقضي على كل توجه نحو اقامة الدولة الوطنية التي ينشدها اليمنيون كافة. وعبر الاشتراكي في بيانه عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا, داعيا الحكومة إلى التحقيق العاجل في هذه الجريمة البشعة وكشف نتائج التحقيق إلى الراي العام، وبما يصنع اصطفافا وطنيا شاملا يقف ضد العنف بمختلف أشكاله وألوانه وينتصر لقيام الدولة القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار. وأعلن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إدانته للحادث الإرهابي الشنيع، وعبر عن بالغ حزنه وألمه لاستمرار نزيف الدم اليمني بصورة يومية في ظل انهيار أمني متسارع لم يشهد له الوطن مثيلاً من قبل. وحملت الأمانة العام للتنظيم الناصري في بلاغ صحفي، الحكومة مسؤولية هذا الفشل ودعتها إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين وأمنهم واستقرارهم وإنهاء حالة الازدواج في المسؤولية الأمنية والذي يوفر البيئة الخصبة لمثل هذه الأعمال الإرهابية المدانة. كما دعا التنظيم الناصري كافة القوى والمكونات السياسية إلى وقفة جادة وصادقة أمام تداعيات المشهد اليمني الذي ينهار يوما بعد آخر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. واعتبر المؤتمر الشعبي العام أن "هذا العمل انعكاسا لما وصلت اليه حالة الانفلات الامني في البلاد وعجز الدولة عن القيام بواجباتها في توفير الامن والاستقرار للمجتمع". فيما حملت أحزاب التحالف (حلفاء المؤتمر) الرئيس هادي والأجهزة الأمنية المسؤولية. من جانبه، حمل الإصلاح "رئيس الدولة والجهات الأمنية مسئولية تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد حجم الجرائم التي تهدد اليمنيين بمختلف فئاتهم وشرائحهم وطالت طلاب المدارس والكليات". وأدان المجلس السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) الحادث، وأكد في بيان "أن أبناء الشعب اليمني لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه استمرار هذه الجرائم ، كما لن يظل الشعب متفرجاً على البعض وهو يمول ويدعم ويحرض ويقدم السند الإعلامي والسياسي لتلك القوى, وسيتحرك بكل الوسائل الممكنة لوضع حد لتلك الجرائم وكل من يقف خلفها ويتواطأ معها". وكانت الحكومة اليمنية قد وقفت في اجتماعها الأسبوعي اليوم برئاسة بحاح، أمام التفجير الارهابي الذي تعرض له طلاب وجنود أمام كلية الشرطة، مؤكدة أنها ستعمل على توفير العلاج والرعاية الطبية للجرحى. وطبقا لما نقلته وكالة سبأ، فإن الحكومة أكدتعلىإن مواجهة ومكافحة الارهاب الظلامي البشع، يتطلب استنفار كل الجهود الحكومية والمجتمعية والسياسية، دون تجاهل معالجة الاسباب والعوامل التي تساهم في انتشار هذا التطرف والارهاب المقيت، المنافي لجميع القيم الاخلاقية والشرائع السماوية. وقالت الحكومة أنها تضع التصدي للإرهاب وتعزيز الاستقرار في صدارة اهتماماتها، ولا يمكن لها ابدا التهاون في التصدي ومواجهة الارهاب ، كون مواجهة هذه الافة من صميم عملها ومسئولياتها الوطنية والاخلاقية، ما يستدعي من الجميع مساندتها ومؤازرة جهودها في هذا الجانب. وجددت دعوتها ومناشدتها للبرلمان بتسريع الاجراءات الخاصة بإصدار قانون مكافحة الارهاب، لما يمثله ذلك من اهمية في تعزيز الاجراءات والعقوبات الرادعة بحق الارهابيين ومن يقفون ورائهم او يتسترون عليهم. وتحدثت آخر احصائية رسمية للضحايا نشرتها وكالة "سبأ" الحكومية أن عدد الذين سقطوا جراء العملية الارهابية التي استهدفت تجمع للجنود أمام بوابة كلية الشرطة بصنعاء ممن يرغبون في التقدم للدراسة في الكلية، أرتفع إلى 37 شهيدا، و66 مصابا حالة بعضهم خطرة.