كثيرة هي دوافع منتقدي شخصية استثنائية كالدكتور ياسين أحطها واغباها تلك التي تستلهم خصومة شخصية غير موجودة سوى في مخيالها الغير سوي المتكلف بصنع. البذاءات والتكيف معها على انها نوعا من انواع النقد لرجل اتفقنا ام اختلفنا معه حيث لم تشهد الساحة السياسية اليمنية على مدار الخمسون سنة الاخيرة سياسي مبدئي ونزيه كياسين سعيد نعمان . الجميع اراد استنساخ ياسين على شاكلته الحوثيون ارادوه حوثيا والاصلاحيون ارادوه اصلاحيا والمؤتمريون ومن شايعهم من كتبة ومثقفين ارادوه في خدمة الزعيم والليبراليون ارادوه ليبراليا وانصاف الرفاق ارادوه نصف رفيق كل تلك الاضداد المتصارعة تتوحد اليوم لمهاجمة الرجل بعد ما صنعوا منه ألها من تمر كلا على شاكلته وعندما جاعوا اليوم ها هم يؤكلونه ليسدو به جوعهم للمثال الذي يفتقدونه ،ياسين الذي لا يمتلك مدفع ودبابة ولامليشيا ولايملك ان يكون مثالا وواجهة لمشروع طائفي او جهوي او مليشاوي لا يمكن ولا يستطيع ان يكون وهو ابن الحركة الوطنية وتلميذها الانجب وقائدها لفترة من الزمن سوى ياسين المنتمي لكل اليمنيين . واذا ما رجعنا قليلا للوراء وفي جردة حساب بسيطة لمواقف الرجل نستطيع وفي ظل هذه الحملة الشرسة ان نقيمه بعيدا عن الاستسلام للمزاج السائد والمضلل تاركين للقارئ الفصل فيه بين الحقيقي والزائف، اولى تلك المواقف في عام الثورة 2011م حين كان له الدور الكبير والفاعل في انحياز اللقاء المشترك الي ساحات وميادين الثورة في حين كانت فيه كثير من القوى ماتزال تراوح بين صالح والثورة قبل ان تأتي المبادرة الخليجية التي كانت اكبر من قدرة الاحزاب على المناورة والخروج من عباءة الاقليم واتذكر حينها كيف ارتفعت اصواتنا في الساحات بان المبادرة خيانة للثورة ولدماء شهدائها . وهاجمنا في ياسين حينها فشلنا في التنظيم و تجاوز واقع المبادرة وخرج علينا مكاشفا ايانا ومحرضا على تجاوز واقع المبادرة وخلق واقع ثوري جديد يتجاوزها كان ذلك في مقالة مطولة نشرتها يومية المصدر كان امينا في نقل المشهد كما هو ونقل تصوراته للحل بغض النظر عن اتفقنا معها ام لا . المحطة الثانية كانت في مؤتمر الحوار الوطني الذي ناضل فيه ياسين وبعض من رفاقه بعد ان خذله رفاق الثورة والمبادرة حيث اصر ياسين على عملية استكمال عملية نقل السلطة ولم يدخر جهدا او وسيلة الا واستعملها للتنبيه للخطر المحدق بالعملية السياسية نتيجة عدم استكمال السلطة ونقل رئاسة حزب المؤتمر من صالح الي هادي ولم يلتفت يومها احد حيث هناك من كان يعتقد والرأي هناك للرفيق مطيع دماج ان الثورة انتصرت في جمعة الكرامة وان الباقي تفاصيل، وبعدها طرح ياسين بضرورة اصدار قانون العدالة الانتقالية بالتوازي مع صدور قانون الحصانة وتم اغفال ذلك بل ومن ثم طرح الحزب الاشتراكي للنقاط العشرين وللأقاليم النقاط العشرين والاقاليم وقانون العدالة الانتقالية الذي تعرض حينها الدكتور ياسين بسبب اصراره عليه للهجوم من ذات الابواق التي تهاجمه اليوم ، لتأتي محطة مؤتمر الحوار الاخيرة ورؤية ياسين تحديدا من ضرورة حل البرلمان وتغيير الحكومة والتي اتفق الجميع دونه وبصفقة خارج مؤتمر الحوار ببقائها مقابل بقاء البرلمان .محطات كثيرة ومواقف ينبغي الوقوف امامها بحيادية ومسئولية تجاه من حاول اخماد الحرائق ومن اشعلها معتمدا على غواية التفوق وامتلاك السلاح ووهم الغلبة والحسم والانفراد بالسلطة وطوال الطريق من الثورة الي الحرب الاهلية المشتعلة حاول ياسين جاهدا تصويب وتقويم مسار التغيير. هل اصاب ام اخطأ سيكون ذلك متروك للتاريخ لكن ان يأتي اليوم انصار المشاريع الصغيرة من قتلة ومليشاويين لتحميله وزر جرائمهم فذلك امر يثير السخرية والمرارة في ان معا. تخيلوا معي هذه الصورة ياسين الذي يحمله بعض الاصلاحيين والناشطين محطات كثيرة يجب مراجعتها مسئولية سقوط صنعاء ويتهمونه بالتحالف مع الحوثيين وياسين المتهم من قبل الحوثيين وانصار صالح بالعمالة والخيانة للسعودية وبمسئوليته عن ضربات التحالف هكذا يتحول ياسين الي مسئول عن عدوانين داخلي وخارجي ليس ذلك فحسب فهناك أيضا من يحمله اخفاقات الثورة .ليصبح لدينا في النهاية مشهدا مكتملا يتحدث عن مسئولية د ياسين سعيد نعمان عن اخفاق الثورة والثورة المضادة والعدوان الداخلي والعدوان الخارجي والحرب الاهلية. وكأن اليمن لا يسكنها سوى ياسين سعيد نعمان . في الختام يظل الاستثنائي مميزا بتجربة غنية وارث نضالي كبير يجدر بكل منتقد قرأته بحياديه بعيدا عن حمى العصبويات والثارات الصغيرة التي تزدحم بها حياة اليمنيين حد التخمة.