وتطورت حالة الانقسام من نقاشات وحوارات إلى اشتباكات بالأيدي بين طرفين أحدهما يؤيد المبادرة وآخر يرفضها , ويظهر شريط فيديو تداوله نشطاء مستقلون على شبكات التواصل الاجتماعي شجاراً وقع اليوم بين مجموعات داخل ساحة التغيير بصنعاء بين الرافضين والمؤيدين. وفي الشريط المتداول يظهر أشخاص يمنعون صاحب الفيديو من التصوير ويمد أحدهم يده لإيقاف التصوير بالقوة. وفي مشهد آخر تظهر جموع محتشدة في الساحة بجوار نصب تذكاري أصبح رمزاً لساحة التغيير المجاورة لجامعة صنعاء وفوق منصة تلتصق بالنصب يشتبك أشخاص, فيما يظهر صوت قريب يطالب بسحب القنبلة من يد شخص آخر على المنصة. وكانت عدد من وسائل الإعلام التابعة لأحزاب المعارضة قد باركت التوقيع على المبادرة الخليجية ورشق محتجون في الساحة بالزجاجات والحجارة أعضاء من حزب الاصلاح الذي شارك في حكومات في عهد صالح قبل أن يقف بثقله ضده ويتودد للمحتجين المناهضين له بامدادات من الطعام. وهتفت مجموعات من المتظاهرين "الشعب يريد اسقاط الاصلاح" وهو نفس الشعار الذي كان المحتجون يرفعونه للمطالبة بسقوط النظام والذي رددته جماهير غاضبة خلال الاضطرابات السياسية التي شهدتها عدة دول عربية هذا العام. واندلعت أيضا اشتباكات بالايدي بين أعضاء من حزب الاصلاح ومؤيدي جماعات الشباب التي صاغت احتجاجات صنعاء والتي اقتربت على ما يبدو من تحقيق هدفها عندما وافق صالح على التنحي. وسخر منظمو الاحتجاجات الشبان من تحالف جماعات المعارضة التي شاركت في الاتفاق الذي وقعه صالح ووصفوها بأنها جزء من نخبة سياسية يسعون للاطاحة بها كلها. وقال طالب عمره 22 عاما يدرس اللغة الانجليزية من المحتجين الذين اشتبكوا مع حزب الاصلاح لرويترز "لن نسمح لثورتنا بأن تختطف. على الاصلاح أن يغادر الساحة." وقال ثيودور كاراسيك من معهد التحليلات العسكرية في الشرق الادنى والخليج (اينيجما) "يتقاتل الاصلاح وجماعات الشبان بالفعل وهذا علاوة على الحوثيين (المطالبين بالانفصال في الشمال) والصراع في الجنوب." ويشعر مستقلون وآخرون منضوون في المعارضة لكن أحزابهم ليست في تكتل اللقاء المشترك أن الثورة تحولت إلى وسيلة للمعارضة للوصول إلى السلطة. وقد يتسبب وصول المعارضة إلى السلطة في استمرار خروج مظاهرات تنادي بإسقاط المشترك إلى جانب إسقاط النظام اليمني الذي يتمثل في حزب المؤتمر الشعبي العام والذي سيتقاسم مع المشترك حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة. ومن شأن استلام المعارضة للسلطة تأكيد أحاديث سابقة للرئيس صالح بأن المتظاهرين من الجانبين إنما هم جماهير 2006 في إشارة إلى انتخابات العام 2006 التي أخرج فيها الطرفان أنصاره وانتهت بفوز صالح.
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز"أن عشرات الاشتباكات اليدوية العنيفة وعمليات إطلاق رصاص شهدتها مساء أمس الأربعاء ساحة الحرية بتعز، ونقل على أثرها ما لا يقل عن خمسة عشر مصاباً بجروح مختلفة إلى المستشفى الميداني، فيما كانت الاشتباكات في ساحة التغيير بصنعاء أقل حدة ولم تسفر سوى عن ثلاثة حالات إصابة بسيطة، غير أن المشادات الكلامية والهتافات الجارحة لأحزاب المشترك ظلت على أشدها وتنذر بانفلات وشيك إن داومت بعض الأجنحة القبلية والدينية المتشددة المعارضة في تغذيتها بمشاعر الحقد والكراهية وتحرضها على طرفي توقيع المبادرة الخليجية. وأفادت المصادر:أن مكونات التجمع اليمني للإصلاح انشقت بين معتدل مؤيد ومتشدد مناهض يراهن على التصعيد المسلح، ويصطف في جبهته الجناح القبلي الموالي لأبناء الشيخ عبد الله الأحمر والجنرال علي محسن صالح..في الوقت الذي تؤكد مصادر "نبأ نيوز"أن أحزاب الاشتراكي والناصري والبعث واتحاد القوى الشعبية والعديد من المكونات المدنية للقوى الليبرالية في الساحات تجد في المبادرة الخليجية منقذاً لنفسها من فكي الأجنحة المسلحة التي بدأت في الآونة الأخيرة تفرض هيمنتها شبه المطلقة على الساحات والقوى المعارضة الأخرى، وتنذر بالتهام الجميع. ونوهت أيضاً إلى أن مجاميع الحراك التي كانت قد بدأت بالتواري من الساحات، عادت أمس لتكثف وجودها داخل ساحات الاعتصام وتدفع نحو تصعيد أنشطة رفض المبادرة الخليجية وتحرض على تنفيذ تحركات ميدانية في الشارع لأجل ذلك، بعد أن قادت في تعز مظاهرات داخل ساحة الحرية. وهو ما يعتقد أن ذلك مبني على مخاوفها من إسقاط مشروعها الانفصالي للجنوب بالمبادرة الخليجية. وبدى واضحاً أن الصدمة لم تقتصر على قوى بعينها، بل شملت أيضاً مكونات المشترك المؤيدة للمبادرة نفسها، حيث انبرت مجاميع داخلها تتخذ مواقفاً "فردية"متصلبة خارج المواقف الرسمية لقياداتها، لتضاف إلى جبهة الجناح القبلي والديني المتشدد داخل التجمع اليمني للإصلاح؛ الأمر الذي أظهر قيادات الأحزاب في حالة من القلق والارتباك من عاصفة الخلافات التي تكاد تمزق تنظيماتها. وفي مبادرة من قبل رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض الدكتور ياسين سعيد نعمان، لاحتواء الخلافات داخل الساحات بعث نعمان برسالة من الرياض يطمئن بها الشباب بأن "هناك لجنة ستشكلها حكومة الوفاق الوطني خصيصا للتحاور مع شباب الثورة المعتصمين في الساحات وإشراكهم في العملية السياسية خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد". وأبدى نعمان تفاؤله في مستقبل بلاده بعد توقيع المبادرة الخليجية، مبدياً تطمينات مفادها أنه لا عودة إلى مربع الحرب. وقال الدكتور نعمان لصحيفة الوطن السعودية «بما أننا نسير في طريق الحل السلمي والسياسي فدون شك أننا متفائلون لأن خيار العنف لن يكون الخيار المناسب للوصول إلى حل يرضي حاجة الشعب اليمني في التغيير». وأضاف «لو أن التوقيع على هذه المبادرة تم منذ فترة مبكرة لكنا تجنبنا إسالة الكثير من الدماء، ولكن لو تفتح عمل الشيطان». وحول السيناريو المحتمل في حال حدوث خروقات في هذه المسألة قال نعمان «نحن لدينا خارطة طريق اتفقنا عليها فيما أسميناه آلية التنفيذ وهي محددة بوضوح، هذه موجودة وتم التوقيع عليها، ولم نترك تنفيذ التوقيع للصدفة أو للرغبات، ولكننا وضعنا آلية تنفيذية مزمنة وهي الرقيب الأول، بالإضافة إلى الرقابة الشعبية ورقابة الناس»، معتبرا أن مساعدة دول مجلس التعاون والأمم المتحدة، أحد الضمانات التي ستساعد على تنفيذ الاتفاق.
أشتباكات بالأيدي بين مؤيد ومعارض للمبادرة الخليجية على منصة ساحة التغيير والساحة
اشتباكات جماعية بعد توقيع المبادرة الخليجية على منصة ساحة التغرير احدهم قال الاصلاحيين باعوووووو عناصر الفرقة الاولى مدرع وهم يرمون الشباب المؤيدين للمبادرة من فوق المنصة