يظل الوضع الإنساني في اليمن باعثاً على القلق لجميع من يعيش في هذه البلاد، وعلى الرغم من تمكن بعض المنظمات الدولية من إيصال مساعداتها عبر منافذ مختلفة، يستمر الوضع الإنساني في التدهور يوماً بعد يوم وتظل المعونات الإنسانية التي تقدمها المنظمات غير كافية بسبب تردي الوضع الاقتصادي واستمرار المعارك الداخلية التي زادت من حاجة المواطنين للاحتياجات الضرورية والحياتية الهامة، وخلفت آلاف الجرحى والقتلى حيث نفذ المخزون الغذائي لنحو %60 من الأسر اليمنية بشكل كلي وأصبح من المتعذر عليهم تأمين احتياجاتهم التموينية. وزير حقوق الإنسان الأستاذ عز الدين الأصبحي قال في لقاء متلفز مع قناة الجزيرة قبل أيام إن الوضع الإنساني في نحو تسع عشرة محافظة يمنية يعد كارثياً، وأن شبح المجاعة يهدد حوالي 12 مليون نسمة يعانون النقص الحاد في حاجيات الحياة. وأوضح ان الحوثيين وقوات صالح تقوم باستهداف نقاط محددة بشكل ممنهج مثل استهدافهم للمجاميع السكانية في قلب المدن، وقيامهم بالاستهداف المباشر لخزانات المياه ومحولات الكهرباء والمستشفيات واستهداف المرافق الصحية والأطقم الطبية والعاملين في مجالات الإغاثة بالقنص وتكديس الأسلحة ونقل المضادات الجوية إلى أماكن مكتظة بالسكان حتى يؤثر الرصاص الراجع وضربات طائرات التحالف على المواطنين بشكل مباشر. ويبقى الأطفال أكثر من غيرهم عرضة للموت بسبب الحرب والنقص الحاد في الحليب والغذاء ومياه الشرب والدواء. منظمة سياج لحماية الطفولة وجهت نداء استغاثة عاجل لإنقاذ أكثر من ثمانية ملايين طفل يمني بينهم نحو مليون رضيع يعيشون كارثة غذائية وصحية. وبحسب معلومات مركز الرصد والحماية في سياج فإن الأطفال يتهددهم الموت والأمراض الناتجة عن نقص التغذية والمياه الصالحة للشرب وانعدام الخدمات الصحية بشكل شبه كامل. وقتل 135 طفلاً يمنياً وأصيب 260 آخراً بسبب الحرب في اليمن حسب ما أعلنه أنتوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونسيف». وطبقاً لبيان صادر عن المنظمة أوضح المسؤول الأممي إن حصيلة الأطفال الذين قتلوا في اليمن بسبب الصراع تزداد يوماً بعد يوم، منوهاً الى أن الأطفال يجب ألا يواصلوا دفع ثمن العنف في البلاد. من جهتها أعلنت وزارة الصحة اليمنية، أن حصيلة القتلى منذ بدء «عاصفة الحزم» وحتى 20 مايو بلغت 1114 شخصاً بينهم 154 طفلاً و114 امرأة. وأوضح تقرير لوزارة الصحة، أعد استناداً لإحصاءات المستشفيات الحكومية والخاصة، إصابة 3637 شخصاً خلال الفترة نفسها، بينهم 389 طفلاً و212 امرأة. وأفاد التقرير بتدمير نحو 52 مرفقاً صحياً بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 24 سيارة إسعاف، مشيراً إلى توقف العمل في 44 مرفقاً صحياً لعدم وجود كوادر طبية. ولفتت وزارة الصحة في تقريرها إلى أن المرافق الصحية في محافظات صعدة وتعز وعدن أصيبت بأضرار أكثر من غيرها. منظمة أوكسفام الإغاثية قالت إن ثلثي عدد سكان اليمن لا يحصلون على مياه صالحة للشرب بسبب الحرب وانعدام المشتقات النفطية. وأوضحت المنظمة في بيان لها أن القتال ونقص الوقود منذ بدء الحرب فى اليمن أسفر عن قطع المياه الصالحة للشرب عن 3 ملايين شخص، ليرتفع بذلك عدد اليمنيين الذين لا يملكون إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحى إلى 16 مليون شخص على الأقل، أى ما يقرب من ثلثي عدد السكان. وأظهرت بيانات منظمة أوكسفام من أربع محافظات أن سعر المياه المنقولة بالشاحنات تضاعف ثلاث مرات تقريبا. الى ذلك أوضح تقرير لناشطين حقوقيين يمنيين أن الحرب التي شنها الحوثيون وقوات صالح على الشعب اليمني، أدت الى مقتل 3979 يمنياً منهم 571 طفلاً وطفلة و249 سيدة بالإضافة إلى 6887 مصاباً منهم 531 إصابة حرجة. وذكر التقرير الذي رصد انتهاكات الحوثيين منذ مارس الماضي وحتى منتصف شهر مايو الحالي، أن الحرب التي تقودها الميليشيات الحوثية وقوات صالح أدت إلى نزوح 170 ألف أسرة بسبب خوفهم من استهداف منازلهم بقصف الطائرات لقربها من مواقع مستهدفة أو تعرض منازلهم للقصف من قبل الحوثيين أو اقتحامها من قبل الميليشيات أو انعدام وسائل الحياة ببعض المناطق. وأضاف التقرير أن إجمالي التجمعات السكانية المدنية التي طالها القصف في المحافظات التي دخلها الحوثيون 388 تجمعاً سكانياً، وبلغ عدد المنازل التي طالها القصف 7021 منزلاً تضررت بشكل جزئي أو كلي، منها 169 منزلاً تم تدميرها على ساكنيها. وبلغ إجمالي المنشآت والممتلكات المدنية ذات الطابع الخدمي التي طالها القصف أو تضررت منه 931 منشأة ومرفقاً خدمياً بمختلف المحافظات، منها تدمير 23 محطة لتوليد الكهرباء و6 محطات لتعبئة الغاز المنزلي و41 محطة للوقود و82 محطة أبراج ومراكز اتصالات و192 منشأة تعليمية كالمدارس والمعاهد والكليات والمؤسسات التعليمية الأخرى منها 3 مدارس تم قصفها من قبل الميليشيات الحوثية والطلاب متواجدون داخلها. وأكد مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 1073 شخصاً، من بينهم 234 طفلاً، في اليمن خلال شهرين. وقالت سيسيل بويي المتحدثة باسم المكتب في مؤتمر صحفي في جنيف إن عدد الجرحى تجاوز الألفين. وتعرضت البنية الأساسية المدنية والخاصة في عدن وصعدة إلى أضرار هائلة. ولفتت إلى تضرر العديد من السجون ومنشآت إعادة التأهيل في اليمن، من القصف الجوي أو الاشتباكات المسلحة. وقد فر أكثر من أربعة آلاف سجين، فيما قتل وأصيب عدد من المعتقلين. ورددت السيدة بويي دعوة الأمين العام لجميع الأطراف للانخراط في المشاورات المقبلة في جنيف بنية حسنة. وحثت جميع الأطراف على الامتثال بشكل صارم لالتزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وخاصة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية المدنيين. الى ذلك نعت نقابة الصحفيين اليمنيين مقتل الصحفيين عبدالله قابيل ويوسف العيزري مراسلي قناة يمن شباب وسهيل بمحافظة ذمار اللذين استشهدا بعد اختطافهما يوم الاربعاء الماضي من قبل جماعة الحوثي إثر تغطيتهما لفعالية صحفية واقتيادهما الى مركز الرصد الزلزالي في جبل هران الذي تعرض للقصف الجوي أكثر من مرة. وتدين نقابة الصحفيين الجريمة التي لم يسبق لها مثيل كجريمة قتل متعمد من قبل جماعة منفلتة وغير مسؤولة - حسب تعبير البيان. وتعتبر نقابة الصحفيين هذه الجريمة عملاً إرهابياً ضد الصحفيين في اليمن، معبرة عن حزنها الشديد لأن يقتل شهداؤنا بدم بارد من قبل جماعة الحوثي التي ناصبت الصحفيين العداء ومارست معهم كل أساليب الارهاب والترويع والتحريض والمطاردة والاختطاف بهدف إخراسهم وإيقافهم عن أداء مهمتهم في خدمة الرأي العام. وتقدمت النقابة بخالص العزاء لأسرة الصحفيين والوسط الصحفي بهذه الفجيعة سائلة المولى عز وجل ان يتغمدهما بواسع رحمته ويلهم أهليهما وذويهما الصبر والسلوان. وتدعو جميع الزملاء والزميلات الى تعزيز جبهتهم بالتضامن والاتحاد لمواجهة إرهاب القتلة والتصدي لكل تحديات مرحلة تفشي سرطان الميليشيات المسلحة واختطاف الدولة...