حذرت منظمة اليونيسيف من الآثار المدمرة التي يخلفها الصراع في اليمن على النظام الصحي بما يعرض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها. وقال سيمون إنغرام المتحدث الإقليمي باسم اليونيسيف في تهاتف مع اذاعة الاممالمتحدة إن الأطفال لا يحصلون على التحصين الضروري كما يتعرض نصف مليون طفل لخطر الإصابة بسوء التغذية. واضاف:كلما طال أمد هذا الصراع في اليمن، زاد الثمن الذي يتكبده السكان المدنيو ن وخاصة الأطفال يوما بعد الآخر. تتمثل أكثر الآثار مأساوية لذلك الوضع في مقتل نحو مائتين وثمانين طفلا منذ تصاعد الصراع في مارس آذار. ولكن القضية التي نود إلقاء الضوء عليها الآن فيما يستمر الصراع، هي الأثر على صحة الأطفال، والانهيار الكامل لنظام التحصين بما يعني أن الأطفال لا يتلقون التحصين ضد أمراض قد تؤدي إلى وفاتهم. تفيد تقديراتنا بأن نحو مليونين وستمائة ألف طفل يتعرضون لخطر الإصابة بمرض الحصبة الذي قد يؤدي إلى الوفاة وخاصة في أوقات الصراعات والنزوح. كما نتوقع زيادة حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بشكل حاد، لأن المستشفيات والمراكز الطبية لا تعمل بالشكل المفروض، إما لعدم وجود عدد كاف من الموظفين أو ما يكفي من الوقود لإدارة المعدات التي تحتاجها. وقال اليمن بلدا فقيرا كان يعيش في ظروف إنسانية رهيبة حتى قبل بدء هذه الأزمة إلا أنه حقق مكاسب حقيقية فيما يتعلق بتعزيز البنية الأساسية والتصدي للمشاكل القائمة منذ أمد مثل سوء التغذية، والآن نرى خسارة جميع تلك المكاسب ليدفع الأطفال ثمنا باهظا للغاية. يتعرض نحو نصف مليون طفل لمخاطر الإصابة بسوء التغذية الحاد أو المزمن خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة إذا استمر الوضع في التدهور مثلما نخاف. وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجها اليونيسيف في الوصول إلى المحتاجين إلى المساعدات قال لا يوجد شك في أن الوضع على الأرض بالغ الصعوبة، في بعض الأماكن مثل عدن وتعز وصعدة يصعب للغاية الوصول للسكان المدنيين، ما نفعله منذ اليوم الأول للصراع هو العمل من خلال شبكة من الشركاء المحليين، مثل السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، الذين نعمل معهم لسنوات ومازالوا قادرين على الوصول إلى المجتمعات حتى مع نزوحهم. قد يكون الوصول محدودا، ولكننا استطعنا تحقيق نتائج جيدة، على سبيل المثال في إدارة أنشطة التحصين ونقل اللقاحات إلى المراكز الطبية المتنقلة لتحصين الأطفال ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرهما من الأمراض. استطعنا أيضا إدارة مناطق صديقة للأطفال، يمكن أن يجتمعوا فيه بعد ما تعرضوا له من صدمات رهيبة نتيجة ما شهدوه مثل القصف الجوي في الأماكن التي يعيشون فيها. وننتهز هذه الفرصة لتجديد دعوتنا، التي صدرت عن الأمين العام ومسؤولي الأممالمتحدة من قبل، لتنفيذ وقف لإطلاق النار لتتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال. واوضح إنغرام في حديثه الى إن هناك عائق آخر يتمثل في الصعوبات المالية التي تواجه وكالات الأممالمتحدة وقال إننا نواجه عجزا في تمويل برامجنا يقدر بتسعين في المائة من المبلغ المطلوب. إننا نشارك في نداء أطلقته الأممالمتحدة مؤخرا، يقدر نصيبنا منه بمائة وثمانين مليون دولار لتمويل أنشطة المياه والصرف الصحي والحماية والتعليم وغير ذلك في اليمن. كانت الاستجابة ضعيفة للغاية حتى الآن. نأمل أن يتقدم مزيد من المانحين ليساهموا في تمويلنا. ندرك أن هناك حالات أخرى تتطلب الدعم في منطقتنا وحدها، ولكننا نأمل أن نتمكن من خلال رفع الوعي، من تجنب أن يتحول هذا الوضع إلى كارثة منسية أخرى. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) كشفت إن ما لا يقل عن 279 طفلا يمنيا لقوا مصرعهم وجرح 402 آخرون كنتيجة مباشرة للصراع الدائر في اليمن، محذرة من تعرض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها. وحذرت في بيان لها من أن الصراع الدائر باليمن يتسبب في آثار عميقة على النظام الصحي في البلاد، ويعرض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منه. وطبقا لبيان اليونيسيف، فإن الانقطاع في خدمات التطعيم يعرض نحو 2.6 مليون طفل دون سن الخامسة عشرة لمخاطر الإصابة بالحصبة، وهو مرض فتاك ينتشر بسرعة في أوقات النزاعات المسلحة والنزوح السكاني. وتوقعت المنظمة أن يكون عدد الأطفال المعرضين للإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة قد وصل إلى نحو 1.3 مليون طفل، كما أن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية لا تعمل بشكل صحيح منذ تصاعد الصراع في مارس/آذار الماضي. وبحسب البيان فإن أكثر من 2.5 مليون طفل يتعرضون لخطر الإصابة بالإسهال بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب والظروف الصحية السيئة وانعدام فرص الحصول على أملاح الإماهة الفموية، بالمقارنة مع 1.5 مليون طفل قبل اندلاع النزاع المسلح في اليمن. كما أن سوء التغذية يشكل أيضا تهديدا متزايدا، حيث تشير تقديرات اليونيسيف إلى أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الشديد وسوء التغذية الحاد على مدى الشهور ال12 القادمة إذا استمر الوضع في التدهور، مقارنة ب160 ألفا قبل الأزمة الأخيرة. وأكدت اليونيسيف في بيانها على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار لتسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية لمن هم في أشد الحاجة إليها.