أعلنت مصادر في الرئاسة التركية، اليوم الثلاثاء، أن تركيا أسقطت طائرة عسكرية روسية انتهكت مجالها الجوي بالقرب من الحدود مع سوريا. وأظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل أحد طياري المقاتلة الروسية، واعتقال الآخر على أيدي عناصر من المعارضة السورية فيمااعلنت موسكو ان مصير الطيارين لا يزال غير معروف. وقالت مصادر الرئاسة التركية إن "طائرة روسية من طراز سوخوي 24 أسقطت طبقا لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات". ووصف الكرملين حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية في سوريا بالأمر الخطير جدا، مشيرا أنه من السابق لأوانه تقديم تقييمات حول تحديد الصورة الكاملة لكافة الملابسات. واصر دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسيعلى أن الجانب الروسي يملك معلومات مؤكدة تدل على أن طائرة "سو-24" كانت ضمن الأجواء السورية حين أسقطت، وهذا ما سجلته وسائل المراقبة الإلكترونية. وزارة الدفاع الروسية اكدت أن الطيران التركي أسقط طائرة حربية من طراز "سو-24" تابعة لمجموعة المقاتلات الروسية في سوريا تحطمت الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني، مرجحة أن يعود السبب إلى استهدافها بمضادات أرضية. ونفت الوزارة بشكل قاطع اختراق الطائرة للأجواء التركية، مؤكدة أن طياري الطائرة تمكنا من القفز منها. وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية: "كانت الطائرة على ارتفاع 6 آلاف متر. ونحن نسعى حاليا لمعرفة مصير الطيارين اللذين تمكنا، حسب معلومات أولية، من القفز منها".فيما قالت "سي إن إن ترك" نقلا عن مصادر محلية، إن أحد طياري الطائرة التي أسقطت في قبضة قوات تركمانية بشمال سوريا. الى ذلك توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بعواقب وخيمة على العلاقات الروسية التركية بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية. وقال بوتين، إن الطائرة الروسية التي اسقطتها تركيا كانت على بعد أربعة كيلومترات عن الحدود التركية داخل الأراضي السورية ولم تشكل أي تهديد، وذلك بعد إعلان الجيش التركي إسقاطه لمقاتلة روسية اخترقت أجوائه. وتابع في تصريح صحفي "إن الحادث المأساوي هو طعنة في الظهر وسيكون له تبعات وخيمة على العلاقات بين روسياوتركيا،" لافتا إلى أن "الطرف التركي توجه إلى حلف الناتو.. أفهم أن كل دولة لها مصالحها الإقليمية ونتعامل مع ذلك بكل احترام ولكن لن نتحمل أن تحصل جرائم مثل ما حصل اليوم." وبين بوتين أن الطائرة الروسية كانت في مهمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف ب"داعش،" مشيرا إلى أن "تركيا من المفترض أن تكون بصفوف هؤلاء الذين يقاتلون التنظيم.. سنقوم بالتحقيق وتحليل كل ما جرى." الى ذلك أفاد مسؤول عسكري تركي أن "طائرات تركية اف-16 أسقطت المقاتلة التي انتهكت المجال الجوي، موضحاً انه جرى تحذير الطائرة قبل إسقاطها. وقالت مصادر عسكرية تركية، إن الطائرة واصلت انتهاكها المجال الجوي التركي في منطقة "يايلاداغي" الحدودية مع سوريا، بالرغم من التحذيرات، مشيرة إلى أن عمليات تتبع أثر الطائرة، تكشف ذلك بشكل واضح. وأضافت أن طائرتين تابعتين للقوات الجوية التركية من طراز إف-16، قامتا بإسقاط المقاتلة الحربية، بموجب قواعد الاشتباك، عقب تحذيرها عشر مرات خلال خمس دقائق. من جانبه قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: أن من واجب تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها، ويجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دوليا ومن واجبنا الوطني اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا. وأفاد مكتب رئيس الوزراء التركي، أن أحمد داوود أوغلو أعطى تعليماته لوزارة الخارجية بالتشاور مع حلف الأطلسي والأمم المتحدة ودول معنية بشأن تطورات الوضع على الحدود التركية السورية.
