كيف تم اختزال الشعب الى أسرة من مران وأسرة من سنحان؟ والحال ان الشعب الذي رفض اختزال الشعب في مركزية أسر من قبيلة حاشد؛ هو نفسه الشعب الذي يرفض اختزال الشعب في مركزية أسر من قبيلة بني هاشم . ذلك انه الشعب الذي صار أكثر إدراكا لاحتيال الطبقات التي لا تقبل المساواة مع اليمنيين. فالشعب الذي لم يستفد من انقلاب الحاشدية السياسية -باسم الثورة الاولى-على الهاشمية السياسية؛ هو ذاته الذي لم يستفد من انقلاب الهاشمية السياسية على الحاشدية السياسية بالمحصلة. فالصراع طوال 55 عاما لم يكن من أجل دولة حقيقية وشعب حر ؛ وإنما من أجل شعب مرهون ودولة مختطفة. ثم ان تبادلية أدوار الحكم مابين القبيلة والمذهب -وهي تغفل بقية اليمن الزاخر بالتعدد والتنوع-لايمكنها ان تفضي الى دولة نظام وقانون ومواطنة وعدالة وتمدن وديمقراطية وحقوق وواجبات متساوية لكل اليمنيين . بينما النتيجة الطبيعية لهذه الاحتكارات والاستئثارات والمفاسد التاريخية، هو ان غلبة منطق السلاح ومن ثم الإكراه قد عرته تماما غلبة منطق السلمية ومن ثم المقاومة أيضا. لكن هل من عقلاء وحكماء يصونون ماتبقى من إحساس وطني جامع، أم ان المستقبل سيبقى رهن اللامبالاة والانتقامية فقط؟ هل من تنازلات صائبة؛ أم أن التشبث بأخطاء عدم المراجعات هو ماسيستمر؟ ان اللحظة مفصلية .. والجراحات قد طالت الجميع بلا استثناء؛ فهل نتخذها فرصة وطنية مثالية للتعقلن ولتفعيل المسؤولية الكبرى، أم أن اصحاب المصالح الخاصة لن يستطيعوا التخلص من بشاعة انانيتهم كما سيمكنون البشاعة المضادة من التفاقم وهذا هو الأسوأ ؟ بالتأكيد لن ينسى التاريخ من فرض الاحتجاجات و المعارك على الشعب . والشاهد ان تشبث قوى الهيمنة و النفوذ التقليدية ببروتوكولاتها هو مايقود بالضرورة إلى الرضوخ التام لها -وهذا هو المحال بعينه بعد كثير من المظالم والتداعيات- أو العمل على تعديل موازين القوى . فتعالوا إلى لعبة السياسة خير للمجتمع وللدولة من لعبة العصبيات. تعالوا إلى سلام ضامن يخفف من معاناة الشعب، بدلا من تنمية امتيازات أمراء الحروب وعصابات اللادولة وتجار الخراب الذين اثخنوا الشعب بالقمع والفقر والقهر. قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet